هكذا علمنا السلف ( 86 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة إلى أهل الثراء:

 (562) عن عبد الله اليمني مولى الزبير بن العوام قال: لما احتضر أبو بكر - رضي الله عنه - تمثلت عائشة - رضي الله عنه - بهذا البيت:

لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى ***  إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر

فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: ((ليس كذلك يا بنية ولكن قولي: {وَجَاءَت سَكرَةُ المَوتِ بِالحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنهُ تَحِيدُ} فقال: انظروا ثوبيّ هذين فاغسلوهما ثم كفنوني فيهما، فإن الحي أحوج إلى الجديد من الميت)) (1)

 

ورع أبي بكر:

(565): ((كان لأبي بكر غلام، فكان إذا جاء بغلته لم يأكل من غلته حتى يسأله فإن كان شيئاً مما يحب أكل وإن كان شيئاً يكره لم يأكل، قال: فنسي ليلة فأكل ولم يسأله، ثم سأله فأخبره أنه من شيء يكرهه، فأدخل يده فتقيأ حتى لم يترك شيئاً)) (2)

 

(567) عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ((أن أبا بكر - رضي الله عنه - حين حضرته الوفاة قال لعائشة: ((إني لا أعلم في آل أبي بكر من هذا المال شيء إلا هذه اللقمة، وهذا الغلام الصقيل كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا، فإذا مت فادفعيه إلى عمر - رضي الله عنه -)) فلما بعثت به إلى عمر قال: يرحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده)) (3)

(572) قالت عائشة - رضي الله عنها - لما حُضِرَ أبو بكر - رحمه الله - دعاني فقال: ((يا بنية إني كنت أعطيتك تمر خيبر، ولم تكوني أخذتيها وأنا أحب أن ترديها عليّ)).

قالت: فبكيت، ثم قلت: غفر الله لك يا أبت، والله لو كان خيبر ذهباً جميعاً لرددتها عليك فقال: هي على كتاب الله - عز وجل -، يا بنية إني كنت أتجر قريش وأكثرهم مالاً، فلما شغلتني الإمارة رأيت أن أصيب من المال بقدر ما شغلني، يا بنية هذه العباءة القطوانية وحلاب وعبد فإذا مت فأسرعي به إلى ابن الخطاب، يا بنية ثيابي هذه فكفنوني بها قالت: فبكيت، وقلت: يا أبت نحن (4) من ذلك فقال: غفر الله لك وهل ذلك إلا للمهل؟ قالت: فلما مات بعثت بذلك إلى ابن الخطاب فقال: يرحم الله أبا بكر لقد أحب ألا يترك لقائل مقالاً)) (5)

(574) حدثنا عبد الله حدثني عبيد الله بن عمر حدثنا عبد الله بن داود عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: (مات) أبو بكر فما ترك ديناراً ولا درهماً وكان قد أخذ قبل ذلك ماله فألقاه في بيت المال)) (6)

 

----------------------------------------

(1) كتاب الزهد للإمام أحمد / 163.

(2) كتاب الزهد للإمام أحمد / 164.

(3) كتاب الزهد للإمام أحمد / 164.

(4) قال المحقق: بياض لعله في (غنى)

(5) كتاب الزهد للإمام أحمد / 165.

(6) كتاب الزهد للإمام أحمد / 166.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply