فوائد سعدية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هذه فوائد من تفسير الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى - سورة البقرة عنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود، وسعيه في نفع الخلق، كما أن عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه، فلا إخلاص ولا إحسان. (الآيات 1: 5) ** أن العبد إذا خفيت عليه حكمة الله في بعض المخلوقات والمأمورات فالواجب عليه التسليم، واتهام عقله، والإقرار لله بالحكمة. (آية: 32)

** إن المعاصي يجر بعضها بعضًا، فالغفلة ينشأ عنها الذنب الصغير، ثم ينشأ عنه الذنب الكبير، ثم ينشأ عنها أنواع البدع والكفر. (آية: 61)

** أن الإيمان الصحيح يأمر صاحبه بكل خير، وينهاه عن كل شر. (آية: 93)

** أن من ترك ما ينفعه، وأمكنه الانتفاع به فلم ينتفع، ابتلي بالاشتغال بما يضره، فمن ترك عبادة الرحمن، ابتلي بعبادة الأوثان، ومن ترك محبة الله وخوفه ورجاءه، ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه، ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان، ومن ترك الذل لربه، ابتلي بالذل للعبيد، ومن ترك الحق ابتلي بالباطل. (آية: 102)

** أن عطية الدين هي العطية الحقيقية المتصلة بالسعادة الدنيوية والأخروية. (آية: 136)

** ينبغي لمن وفقوا لعلم أو عمل، أن يشكروا الله على ذلك،º ليزيدهم من فضله، وليندفع عنهم الإعجاب، فيشتغلوا بالشكر. (آية: 152)

** كلما ازداد العبد من طاعة الله، ازداد خيره وكماله ودرجته عند الله، لزيادة إيمانه. (آية: 158) سورة البقرة الجزء الثاني

** من جعل الحق قصده، ووازن بينه وبين غيره، تبين له الحق قطعا، واتبعه إن كان منصفًا. (آية: 170)

** الشكر يحفظ النعم الموجودة، ويجلب النعم المفقودة كما أن الكفر، ينفر النعم المفقودة ويزيل النعم الموجودة. (آية: 172)

** أن من عرف ربه وعرف ما في دينه وشرعه من الأسرار العظيمة والحكم البديعة والآيات الرفيعة، أوجب له ذلك أن ينقاد لأمر الله، ويعظم معاصيه فيتركها، فيستحق بذلك أن يكون من المتقين. (آية: 179)

** إن من خاف عقاب الله، انكف عما يوجب العقاب، كما أن من رجا ثواب الله عمل لما يوصله إلى الثواب، وأما من لم يخف العقاب، ولم يرج الثواب، اقتحم المحارم، وتجرأ على ترك الواجبات. (آية: 196)

** من اتقى الله في كل شيء، حصل له نفي الحرج في كل شيء، ومن اتقاه في شيء دون شيء، كان الجزاء من جنس العمل. (آية: 203)

** أن الأقوال التي تصدر من الأشخاص ليست دليلا على صدق ولا كذب، ولا بر ولا فجور، حتى يوجد العمل المصدق لها، المزكي لها. (آية: 205)

** من أنعم الله عليه بنعمة دينية أو دنيوية فلم يشكرها ولم يقم بواجبها، اضمحلت عنه وذهبت، وتبدلت بالكفر والمعاصي، فصار الكفر بدل النعمة، وأما من شكر الله - تعالى -وقام بحقها، فإنها تثبت وتستمر، ويزيده الله منها. (آية: 211) سورة البقرة الجزء الثالث

** أن الرجاء لا يكون إلا بعد القيام بأسباب السعادة، وأما الرجاء المقارن للكسل وعدم القيام بالأسباب، فهذا عجز وتمن وغرور، وهو دال على ضعف همة صاحبه، ونقص عقله، بمنزلة من يرجو وجود ولد بلا نكاح، ووجود الغلة بلا بذر وسقي ونحو ذلك. (الآية: 218)

** أن العبد ولو أتى من الأعمال بما أتى به لا ينبغي له أن يعتمد عليها، ويعول عليهاº بل يرجو رحمة ربه، ويرجو قبول أعماله ومغفرة ذنوبه، وستر عيوبه. (الآية: 218)

** أن الاتكال على النفس سبب الفشل والخذلان، والاستعانة بالله والصبر والالتجاء إليه سبب النصر. (الآية: 252) ** أن من علم أنه راجع إلى الله فمجازيه على الصغير والكبير والجلي والخفي، وأن الله لا يظلمه مثقال ذرة، أوجب له الرغبة والرهبة، وبدون حلول العلم في ذلك في القلب لا سبيل إلى ذلك. (الآية: 281) سورة آل عمران

** إن ورود الشبهات على العقيد الإيمانية مما يوجب للمؤمن أن يجدد إيمانه ويعلن بإسلامه، إخبارًا بيقينه وشكرًا لنعمة ربه. (آية: 64)

** إن الذي يرجى أن يهتدي هو الذي لم يعرف الحق وهو حريص على التماسه، فهذا بالحري أن ييسر الله له أسباب الهداية، ويصونه من أسباب الغواية. (آية: 86)

** من اتقى ربه فقد شكره، ومن ترك التقوى فلم يشكره. (آية: 123)

** إن اختيار الله غالب على اختيار العباد، وأن العبد وإن ارتفعت درجته وعلا قدره، قد يختار شيئًا وتكون الخيرة والمصلحة في غيره. (آية: 128)

** الشكر لا يكون إلا بالقيام بعبودية الله - تعالى -في كل حال. (آية: 145) سورة النساء.

** إن العبد القائم بما أمر به، لا يزال يتمرن على الأوامر الشرعية حتى يألفها ويشتاق إليها وإلى أمثالها، فيكون ذلك معونة له على الثبات على الطاعات. (آية: 66)

** لا بد أن تكون طاعة الله ورسوله ظاهرًا وباطنًا، في الحضرة والمغيب. فأما مَن يظهر في الحضرة والطاعة والالتزام، فإذا خلا بنفسه أو أبناء جنسه ترك الطاعة وأقبل على ضدها، فإن الطاعة التي أظهرها غير نافعة ولا مفيدة. (آية: 80)

** إن تدبر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف، وبه يستنتج كل خير وتستخرج منه جميع العلوم، وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته. (آية: 82)

** إن الهوى إما أن يعمي بصيرة صاحبه حتى يرى الحق باطلا والباطل حقًا، وإما أن يعرف الحق ويتركه لأجل هواه، فمن سلم من هوى نفسه، وفق للحق، وهدي إلى الصراط المستقيم. (آية: 135)

** مَن كانت همته وإرادته دنية غير متجاوزة ثواب الدنيا، وليس له إرادة في الآخرة، فإنه قد قصر سعيه ونظره، ومع ذلك فلا يحصل له من ثواب الدنيا سوى ما كتب الله له منها. (آية: 134) سورة النساء

** كلما ازداد العبد تأملًا في كتاب الله ازداد علمًا وعملًا وبصيرة. (آية: 82)

** النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه، هل هو مصلحة، فيُقدِم عليه الإنسان؟ أم لا، فيحجم عنه؟ (آية: 83)

** إن الإنسان بطبعه ظالم جاهل، فلا تأمره نفسه إلا بالشر. فإذا لجأ إلى ربه واعتصم به واجتهد في ذلك، لطف به ربه ووفقه لكل خير، وعصمه من الشيطان الرجيم. (آية: 83)

** مَن عاون غيره على أمر من الشر كان عليه كفل من الإثم بحسب ما قام به وعاون عليه. (آية: 85) ** أن العبد ينبغي له إذا رأى دواعي نفسه مائلة إلى حالة له فيها هوى وهي مضرة له، أن يُذَكِّرها ما أعد الله لمن نهى نفسه عن هواها، وقدَّم مرضاة الله على رضا نفسه، فإن في ذلك ترغيبًا للنفس في امتثال أمر الله، وإن شق ذلك عليها. (آية: 94) سورة النساء

** الأمر بالتبين والتثبت في كل الأحوال التي يقع فيها نوع اشتباه، فيتثبت فيها العبد، حتى يتضح له الأمر ويتبين الرشد والصواب. (آية: 94)

** إن القلب صلاحه وفلاحه وسعادته بالإنابة إلى الله - تعالى -في المحبة وامتلاء القلب من ذكره والثناء عليه. (آية: 103)

** من ضعف الإيمان، ونقصان اليقين، أن تكون مخافة الخلق عندهم أعظم من مخافة الله. (آية: 108)

** الراضي بالمعصية كالفاعل لها. (آية: 140)

** إن ذكر الله - تعالى - وملازمته لا يكون إلا من مؤمن ممتلئ قلبه بمحبة الله وعظمته. (آية: 142)

** ينبغي للعبد، أن ينظر إلى الحالة التي يلزمه القيام بها فيكملها، ثم يتدرج شيئًا فشيئًا حتى يصل إلى ما قدر له من العلم والعمل في أمر الدين والدنيا، وهذا بخلاف من طمحت نفسه إلى أمر لم يصل إليه ولم يؤمر به بعد، فإنه لا يكاد يصل إلى ذلك بسبب تفريق الهمة وحصول الكسل وعدم النشاط. (آية: 66) سورة المائدة

** كل متكلف يزعم أنه لا بد للناس في معرفة عقائدهم وأحكامهم إلى علوم غير علم الكتاب والسنة من علم الكلام وغيره، فهو جاهل مبطل في دعواه، قد زعم أن الدين لا يكمل إلا بما قاله ودعا إليه، وهذا من أعظم الظلم والتجهيل لله ولرسوله. (آية: 3)

** أنه ينبغي للعبد أن يتدبر الحِكَم والأسرار في شرائع الله، في الطهارة وغيرهاº ليزداد معرفة وعلمًا، ويزداد شكرًا لله ومحبة له على ما شرع من الأحكام التي توصل العبد إلى المنازل العالية الرفيعة. (آية: 6)

** أمر - تعالى -عباده بذكر نعمه الدينية والدنيوية، بقلوبهم وألسنتهم، فإن في استدامة ذكرها داعيًا لشكر الله - تعالى -ومحبته، وامتلاء القلب من إحسانه، وفيه زوالٌ للعجب من النفس بالنعم الدينية، وزيادة لفضل الله وإحسانه. (آية: 7)

** فكل من لم يقم بما أمر الله به وأخذ به عليه الالتزام، كان له نصيب من اللعنة وقسوة القلب، والابتلاء بتحريف الكلم، وأنه لا يوفق للصواب، ونسيان حظ مما ذُكِّر به، وأنه لا بد أن يبتلى بالخيانة، نسأل الله العافية. (آية: 13)

** أن من كان مقصوده بالتحاكم إلى الحكم الشرعي اتباع هواه، وأنه إن حكم له رضي، وإن لم يحكم له سخط، فإن ذلك من عدم طهارة قلبه، كما أن من حاكم وتحاكم إلى الشرع ورضي به، وافق هواه أو خالفه، فإنه من طهارة القلب، ودل على أن طهارة القلب، سبب لكل خير، وهو أكبر داع إلى كل قول رشيد وعمل سديد. (آية: 41) سورة المائدة.

** من أعظم العقوبات أن يُبتلى العبد ويزين له ترك اتباع الرسول، وذلك لفسقه. (آية: 49)

** إن محبة الله للعبد هي أجلَّ نعمة أنعم بها عليه، وأفضل فضيلة، تفضل الله بها عليه، وإذا أحب الله عبدًا يسَّر له الأسباب، وهوَّن عليه كل عسير، ووفَّقه لفعل الخيرات وترك المنكرات، وأقبل بقلوب عباده إليه بالمحبة والوداد. (آية: 54)

** إن المحبة بدون معرفة بالله ناقصة جدًاº بل غير موجودة وإن وُجدت دعواها، ومن أحب الله أكثر من ذكره، وإذا أحب الله عبدًا قبل منه اليسير من العمل، وغفر له الكثير من الزلل. (آية: 54)

** لا يسلم القلب من التعبد لغير الله، حتى لا يخاف في الله لومة لائم. (آية: 54) سورة الأنعام

** ينبغي أن يستعمل المذكِّرُ من الكلام ما يكون أقرب إلى حصول مقصود التقوى. (الآية: 69)

** من لطفه: أنه يسوق عبده إلى مصالح دينه، ويوصلها إليه بالطرق التي لا يشعر بها العبد، ولا يسعى فيها، ويوصله إلى السعادة الأبدية والفلاح السرمدي من حيث لا يحتسب، حتى أنه يُقدِّر عليه الأمور التي يكرهها العبد، ويتألم منها، ويدعو الله أن يزيلهاº لعلمه أن دينه أصلح، وأن كماله متوقف عليها، فسبحان اللطيف لما يشاء، الرحيم بالمؤمنين. (الآية: 103)

** إنما العقل والعلم، أن يكون العبد مقصوده اتباع الحق، ويطلبه بالطرق التي بيَّنها الله، ويعمل بذلك، ويستعين ربه في اتباعه، ولا يتكل على نفسه وحوله وقوته، ولا يطلب من الآيات الاقتراحية ما لا فائدة فيه. (الآية: 111)

** لا يتم للعبد ترك المعاصي الظاهرة والباطنة إلا بعد معرفتها والبحث عنها، فيكون البحث عنها ومعرفة معاصي القلب والبدن، والعلمُ بذلك واجبا متعينا على المكلف. (الآية: 120)

** كثير من الناس تخفى عليه كثير من المعاصي، خصوصًا معاصي القلب، كالكبر والعجب والرياء، ونحو ذلك، حتى إنه يكون به كثير منها، وهو لا يحس به ولا يشعر، وهذا من الإعراض عن العلم، وعدم البصيرة. (الآية: 120).

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply