الطوارئ


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لم يطل مكثي، وطال. فالمرض وإن قصرت مدته يمر على الإنسان كأنه دهور نقلت قبل ليال إلى المستشفى بعد تناولي دواء غير ملائم،. تلخصت سني كلها في تلك اللحظات الحرجة ولم يكن ما حولي زلزالا، فقد كنت انتفض كريشة في مهب ريح عاتية. ولم يكن ما يسمونه ملائكة رحمة يتحركون من حولي بل كان الدوار يسكن كل أحاسيسي، وكن جامدات كما الصخر كل واحدة تتبارى في أن تختبر قوة تحملي تضع خبرتها القليلة أو الكبيرة في إبرة أراها تنطلق كسهام تتراشق هنا وهناك لتعطي للقطن الأبيض ألوانا أخرى كنت أعتقد أنه يجب أن يكون بلون الدم ولكن المفاجأة أنه كان ألوانا مختلفة كل لون كان يحكي فترة من حياة صبغت مكنوني الداخلي.

ومع كل التهدئات من زوجي الحبيب، ومع كل التطمينات من الطبيب، إلا أن الجسم كان يرفض الإصغاء واستمر في الإنتفاض حتى سمع صرير سرير الطوارئ وكدت أن أفقد الوعي عندما ابتدأ إمام المستشفى في تلاوة سورة (ق) ((وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيــد. ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد. وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد)) إلى آخر السورة

وسكت كل شيء في وهدأت تلك النفس التي كانت تهتز من الألم واهتز قلبي للكلمات الربانية وأحسست أنني في عالم آخر وما عدت انتفض ولم تكن إلا ساعة عدت بعدها إلى البيت وأنا أفكر في الآيات الكريمة ننتفض للألم. والله أحق أن نخشاه ونمضي الساعات في غير عبادة ونغفل عن يوم حساب

فالكل على سرير طوارئ سينام....فمن سيستيقظ!!!

اللهم إني أسألك العفو والعافية والمعافاة التامة في الدنيا والآخرة.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply