رسائل من تائب إلى صديق الماضي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

يا من كان لي صديقاً في أيامٍ, مضت، يا من اجتمعتُ معه ولكن على معصية، يا من جلستُ معه ولكن على القنوات، يا من استمعتُ معه ولكن إلى الغناء، يا من سافرتُ معه ولكن إلى بلاد الحرام...يا من كان لي صديقاً ورفيقاً.، سأخبرك بخواطر دارت وسارت في خيالي، لعلها توقظ في نفسك بعض ما فيك من بذور الإيمان:

1- إنني الآن أشعر بسعادة ولذة لا يعلمها إلا الله - تعالى -، نعم والله، لقد كنتُ في الماضي أسهر على الآثام، وكنتُ أظن أنها تجلب لي السعادة ولكن والله إنها سبب كبير في همومي وشقائي وصدق الله {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً} أما الآن فو الله إن قلبي يكاد يطير من شدة السعادة والراحة... فلماذا لا تتوب لكي تذوق ما نذوق؟

2ـ صديقي... هل تعلم أني إلى الآن أدعو لك في صلاتي بأن يهديك الله إلى طريق الإيمان، ويحفظك من نزغات الشيطان؟؟

3ـ هل تذكر لما سافرنا إلى ذلك البلد، وفعلنا تلك الجرائم، ما هو حالنا لو علم الناس بما صنعنا؟ ما شعورك لو انكشف لوالدينا ما عملنا؟

4ـ لن أنس ذلك اليوم الذي قام أحد الإخوة وذكرنا بالله ونصحنا عن سماع الغناء ولكننا لم نستجيب... فيا عجباً لنا، كيف نتشبه بأخلاق المعرضين الذين قال الله عن حالهم {ولكن لا تحبون الناصحين}؟

5ـ يا من كنتَ صديقاً لي، لقد مات صديقنا فلان ولكننا كنا نملك قلوباً ميتة فلم نعتبر ولم نتعظ، أليس كذالك؟ بل رجعنا إلى تلك الذنوب والشهوات...

6ـ هل تذكر لما كنا على تلك المعصية في آخر الليل وفجأة وإذا بصوت الأذان ينطلق في السماء، ولكننا كنا أموات فلم نستجب للأذان، بل لا زلنا على ذنوبنا، والناس يصلون، فعجباً لحالنا، أين الإيمان يا صديق الماضي؟

7ـ يا أخي: ما شعورك الآن؟ هل أنت سعيد؟ هل أنت مطمئن؟ هل أنت في راحة بال؟ اعتقد أن الجواب لكل هذه الأسئلة. لا.

8ـ إذن لماذا لا تتجه إلى باب التوبة، وتطرق الباب، لكي يفتح الله التواب لك الباب، لتنضم إلى قوافل التائبين.

9ـ وحينها: يحبك الرحمن، ويفرح بتوبتك، بل ويبدل السيئات إلى حسنات.

10ـ يا صديق الماضي أتمنى أن تكون صديق اليوم ورفيق الدرب لكي نجتمع سوياً في مجالس الإيمان، ونجتمع غداً في رياض الجنان، في رضى الرحمن...

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply