فضفضات مكلوم في يوم القرب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 (1)

لاشكّ أنه في شعور كل واحدٍ, منّا... يوم ليس ككل الأيام.... !!!

نسماته العذبة تتسلل بلطف لتخترق جدران الشعور... وتفضي إلينا بمشاعر الحب وعبير القرب الذي يتضوع في مملكة القلب... فيغشاه الجمال والجلال..

لا أعرف، ما الذي دهاني؟؟

المشاعر تتزاحم فترسم في سمائي كل لونٍ, من ألوان الشعور!!

شعور فوات القرب يبدو ماثلاً أمامي... مسائلاً:

هل أنتِ من المحرومين؟؟

لم هذا الصمت المقيت؟؟؟

الزمن يمضي مسرعاً..... مؤذناً بقرب الرحيل... وأنت واقفة!!!

المنادي قد بح صوته.... حان الرحيل... حان الرحيل... حان الرحيل فلبي النداء.... !!!!!!! ألا تلبين مع من يلبي!!!!!!!!!! ((لبيك اللهم لبيك))

 

(2)

ياااااااه، لم أجد ألماً... ملحاً، كألم الحرمان!!

إنه يطرق على نوافذ إحساسك المغلقة وينقر نقراً خفيفاً..... لكنه مزعج!!

ألمٌ لا يفتأ يذكرك بحسرة........  الفوات....... وحرقة التفريط..

وما أشدها من حرقة... حين ترى غيرك يلوح لك بأعلام النصر... وأنت مازلت من القاعدين في أرض الخذلان... أي حسرة تعتريك وتسيطر على مكامن الإحساس لديك... !!!

إنها لاشك أعظم من خسارة كثير من محبوباتك ومألوفاتك!!!

فهل سيطول بك الوقوف؟؟!!

 

(3)

نفحات الرحمة تغشى المكان والزمان.....

تهيب بكل متقاعس... لاتفوتك دقائق غالية... فكم سبق من سبق... في الدقائق الأخيرة... وتقدم غيره.... فكان في أول الصف!!!!

أو لسنا نسير إلى الله بقلوبٍ,.. قد تحبو... وقد تلزم المكان فلا تغادره متعلقة متشبثة بثقلة الطين... وقد تعدو... وقد تطير... وقد تكون برقاً لامعاً يحمل صاحبه فيكون في مقدمة الركب السائرين إلى الله... فتبلغ به المنزل وقد تقطعت أكباد آخرين فلم تحملهم أقدام المحبة والشوق إلى ديار الحبيب!!!

 

(4)

هبات وعطايا تتنزل على القلوب في يوم القرب والمباهاة...

تجعل الفؤاد.. الكليم، يقر بحاجته لتلك الأعطيات والهبات.. والرحمات التي تتنزل على العباد.. فيصيب الرب بها من يشاء من عباده...

ولو حيزت لك الدنيا.. وبسطت... ومهدت بين يديك وذللت لك....

لاتنفك روحك تلح عليك.. أن عفر وجهك مع من عفر... وخضب وجهك بدموع الإشفاق والاعتراف... وانطرح على الأعتاب لعلك تكون ممن لايشقى به قومه((هم القوم لايشقى بهم جليسهم))

 

(5)

مارأيك بعقد هدنة مع هذه النفس؟؟؟

لابد أن تخضعها وتسايسها على القبول الإجباري!!

لقد أعطيتها فرصاً كثيرة...

لقد سلمتها قياد نفسك... سنوات طويلة

أما آن لها أن تستريح وتتنازل لك عن الحكم!!!

لن تفعل... أبداًّ!!!

ألم أقل لك.. لابد من أن تخضعها إجبارياً...

ولكن... كن حكيماً...

وتذكر.... دائماًً((مسكين من أسلم رأسه لغيره))!!!!

 

(6)

طار الفؤاد مع من رحل.. إنها الدقائق الأخيرة..

مازال هناك أمل.. حدثت النفس باليأس.. لاجدوى من المحاولة..

أخذ يتسلل إلى زوايا الفؤاد المثخن بجراحات الذنوب هاتفٌ أوقف ذلك الزحف... رحمته أرجى من العمل واعتلي ركائب حسن الظن ولترحل بك إلى ديارهم..

 

(7)

رحمة الله أو سع.. رحمة الله أقرب.. رحمة الله أرجى..

لاتتكل على العمل.. ولاتتكل على العلم..

لاتتكل على نفسك... ولاتتكل على الخلق..

فالكل لاينفع... رحمة الله لك.. أرجى وأوسع..

 

(8)

كم نحن بحاجة لأن نلوذ بجنابك يارب!!

تاقت أكفنا للضراعة.. فاستصرخت.. قلوباً

قابعة في الداخل هي أقسى من الحجر..

يارب!! يارب!! يارب!! أي شيءٍ, نحن في ملكك!!

يارب!! نعترف بالتقصير.. ونضرع إليك أن ترحمنا..

وأن تدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين..

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply