احفظ الله يحفظك ( 1 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

ثبت في الحديث عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ, - رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ كُنتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - فَقَالَ: يَا غُلَامُ أَو يَا غُلَيِّمُ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ, يَنفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ، فَقُلتُ: بَلَى!! فَقَالَ: احفَظ اللَّهَ يَحفَظكَ، احفَظ اللَّهَ تَجِدهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّف إِلَيهِ فِي الرَّخَاءِ يَعرِفكَ فِي الشِّدَّةِ، وَإِذَا سَأَلتَ فَاسأَل اللَّهَ، وَإِذَا استَعَنتَ فَاستَعِن بِاللَّهِ، قَد جَفَّ القَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ فَلَو أَنَّ الخَلقَ كُلَّهُم جَمِيعاً أَرَادُوا أَن يَنفَعُوكَ بِشَيءٍ, لَم يَكتُبهُ اللَّهُ عَلَيكَ لَم يَقدِرُوا عَلَيهِ، وَإِن أَرَادُوا أَن يَضُرٌّوكَ بِشَيءٍ, لَم يَكتُبهُ اللَّهُ عَلَيكَ لَم يَقدِرُوا عَلَيهِ، وَاعلَم أَنَّ فِي الصَّبرِ عَلَى مَا تَكرَهُ خَيراً كَثِيراً، وَأَنَّ النَّصرَ مَعَ الصَّبرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ، وَأَنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً))(رواه الترمذي وأحمد).

هذا الحديث العظيم والوصية العظيمة التي جعلها العلماء من الأحاديث الجامعة من الأحاديث التي تجمع علماً كثيراً، وتجمع وصايا عظيمة نافعة للإنسان في هذه الحياة، تنير له الطريق، وتهديه السبيل، وخير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -.

فتعالوا معي أيها الإخوة المسلمون نتأمل ما في هذه الوصية النافعة فإنها وصية ممن أوتي جوامع الكلم، ومن شرح الله له صدره، ورفع له ذكره، وفتح الله له فتحاً مبيناً، إنها وصية من خاتم الأنبياء، وخير الخلق، الذي جمع تمام العلم، وتمام النصيحة، وجمع تمام الإخلاص، وتمام التقوى، فله من العلم أعلاه، وله من الإخلاص أرفعه، فهو - صلى الله عليه وآله وسلم - كلامه نور ((يَهدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخرِجُهُم مِّنِ الظٌّلُمَاتِ إِلَى النٌّورِ بِإِذنِهِ وَيَهدِيهِم إِلَى صِرَاطٍ, مٌّستَقِيمٍ, ))(16: سورة المائدة).

يقول - صلى الله عليه وآله وسلم -: (يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ,) هكذا قال كلمات، والتنكير هنا للتعظيم والتضخيم، ولا يفهمها إلا أولوا العلم، وقد قال الإمام ابن الجوزي - رحمه الله -:\"لقد أدهشني هذا الحديث أن فيه من المعاني والعلوم الشيء الكثير، أسفت أنني أقف فيه عاجزاً أمام ما فيه من العلوم والمعاني\".

يقول - صلى الله عليه وآله وسلم -: \"احفَظ اللَّهَ يَحفَظكَ\" كلمة مكونة من شرط وجزاء \"احفَظ اللَّهَ يَحفَظكَ\" قوله: \"احفَظ اللَّهَ\" كلمة قال العلماء يدخل فيها جميع أوامر الله ونواهيه، كأنه يقول: احفظ الله في أوامره ونواهيه، فكأنه - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: راقب الله فيما تأتي وتذر، راقب الله في فعل المأمور، واجتناب المحذور، كأنه يقول: احفظ الله في فعل الأوامر بأن تؤديها خالصة لوجه الله، وموافقاً لشرع الله، مطابقاً له، فلا تبتدع في دين الله ما ليس منه، ولا تشرك في عبادة الله من لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، فقد جمعت هذه الكلمة الصغيرة الدين كله إخلاصاً واتباعاً وانقياداً، فيدخل فيها قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((إِنَّمَا الأَعمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امرِئٍ, مَا نَوَى))(رواه البخاري)، ويدخل في هذه الكلمة أيضاً قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((مَن عَمِلَ عَمَلاً لَيسَ عَلَيهِ أَمرُنَا فَهُوَ رَدُّ))(رواه البخاري ومسلم)، ويدخل فيها قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((اتَّقِ اللَّهِ حَيثُمَا كُنتَ، وَأَتبِع السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ, حَسَنٍ,ٍ,))(رواه أحمد والترمذي)، ويدخل فيها مجموعة من كلماته - صلى الله عليه وآله وسلم - النافعة البليغة الجامعة، ويدخل فيها أيضاً في هذا المعنى آيات كثيرة في القرآن الكريم تدل على هذا المعنى.

\"احفَظ اللَّهَ يَحفَظكَ\" يسأل المسلم اليوم ما سبب هذه الانحرافات في المسلمين؟ وما سبب هذا التخبط العقائدي؟ وما سبب هذا التخبط المنهجي؟ وما سبب هذه الفتنة العمياء التي اختلط فيها الناس، وصاروا متفرقين؟ ما سبب إعجاب كل ذي رأي برأيه؟ وما سبب المحدثات والبدع؟ ما سبب القسوة والغلظة؟ وما سبب سفك الدماء وأكل الأموال بالباطل؟ ما سبب تسليط الحكام على المحكومين؟ وما سبب مؤامرة المحكومين على الحكام؟ ما سبب الخداع والغش من قبل الحكام والوعود الكاذبة؟ وما سبب المكر والخداع من قبل المحكومين؟ ما سبب تسليط أعداء الإسلام علينا من اليهود والنصارى حتى أصبحوا يذلوننا فيوجهون أوامرهم من فوق كراسيهم من الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والبيت الأبيض، فينفذ الحكام أوامرهم، ثم تصفق الشعوب راضية مختارة بما يقع عليها من المكايد والدسائس؟ ما سبب ذلك كله؟ وما سبب هذا الهلع في الدنيا والطمع حتى أن الرجل ليبيع دينه بعرض من الدنيا زهيد؟ ما سبب هذا التفرق والشتات؟ ما سبب كل هذه المنكرات والفتن؟

كل هذا لأننا لم نحفظ الله في حدوده، ولو حفظناه وعملنا بقوله - صلى الله عليه وسلم -: \"احفَظ اللَّهَ يَحفَظكَ\" لحفظَنا الله من كل أسباب الهلاك والفتن والمحن، ومن كل أسباب المصائب والآلام في الدنيا والآخرة.

\"احفَظ اللَّهَ يَحفَظكَ\" وهو خطاب للمفرد، وللمثنى، وللجماعة، خطاب للأمة وللحاكم وللمحكومين، خطاب للرجل وللمرأة، ووالله لو أن الحاكم عمل بهذه الوصية لحفظه الله، ولأتته الرؤوس خاضعة سامعة، مطيعة منقادة، ولو قال لها: خوضي البحر لخاضته، بل لو قال لها وأمرها بأي أمر فيه طاعة الله لنفذت ذلك، ولحفظ المحكومين، ولكان الحاكم لا يجد بداً من أن يطبق فيها شرع الله وأمر الله، ويكون عليهم راعياً كما أمر الله، قائماً بأمر الله، حافظاً لحدود الله، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويسعى في تحقيق العزة للمسلمين، وفي إزالة الظلم وما يكدر على المسلمين حياتهم.

ووالله لو عمل بها الرجل لوجد من أولاده وزوجاته وأسرته ما يحفظ عليه دينه، ويحفظ عليه ماله، ويحفظ عليه عرضه، ولو عملت المرأة بهذه الوصية سواء كانت أماً أو زوجة أو بنتاًº لجعل الله - تعالى- لها من أمرها يسراً، ولو عمل الناس جميعاً بهذه الوصايا لوجدوا خيراً كثيراً، ولكن: ((ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِمَا كَسَبَت أَيدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ))(41: سورة الروم)، ((وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنَا عَلَيهِم بَرَكَاتٍ, مِّنَ السَّمَاء وَالأَرضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ))(96: سورة الأعراف).

لو أن العلماء حفظوا الله في دينه وحدوده ومنهج الإسلامº لأفتوا بما أمر، وحذروا أمتهم من الوقوع في حبائل الأعداء، ومن التشبه بالأعداء، ولو حفظوا الله - تعالى- في أوامره وحدوده لجعل لهم من أمرهم فرجاً قال - تعالى-:((وَلَن يَجعَلَ اللّهُ لِلكَافِرِينَ عَلَى المُؤمِنِينَ سَبِيلاً))(141: سورة النساء)، ولكانت لهم العزة، ولخافهم أعداؤهم ((وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلمُؤمِنِينَ وَلَكِنَّ المُنَافِقِينَ لَا يَعلَمُونَ))(8: سورة المنافقون)، إلا أن العلماء أتوا أبواب السلاطين والحكام، وأمروهم بالباطل، وأعطوا أولئك الحكام الفتوى فيما فعلوه بالأمة، وما غيروه من شرع الله، وما فرقوا به الجمع، وما شتتوا به الشمل، وما أنهكوا به الاقتصاد، وما جعلوا الأمة تبعاً لأعداء الإسلام تنفذ مخططات أعداء الإسلام، فأعطوهم المبررات الشرعية، وأفتوهم بفتاوى، وقالوا: ديننا يجيز هذا ويجيز هذا، فأصابتهم المصائب سواء بسواءº العلماء والحكام، لأنهم لم يستقيموا على أمر الله، ولم يحفظوا الله - عز وجل - في حدوده، وإذا كثر الفساد فإن العقاب يعم الصالحَ والطالحَ قال الله - عز وجل -:((وَاتَّقُوا فِتنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَآصَّةً وَاعلَمُوا أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ العِقَابِ))(5: سورة الأنفال).

فالفتنة لا تصيب الظالمين فقط بل تشمل الظالمين وغيرهم، وهذا كله بسبب عدم الاستقامة على حدود الله، وإذا غرقت السفينة بسبب الانتهاكات لشرع الله وحرماته من قبل الحكام، أو من قبل العلماء، أو من قبل أهل الحل والعقدº فحينئذ لا ينبغي للعالم أن يقول: إن السفينة غرقت بسبب الحاكم، ولا ينبغي للحاكم أن يقول: إن السفينة غرقت بسبب العالم، ولكن الجميع مسؤولون بين يدي الله - تعالى- عما يصيب المسلمين من مصائب، والمسؤول الأول بين يدي الله هم العلماء والحكام، فلو قام العلماء بما يجب عليهم من التحذير من الأفكار المستوردة، ومن طبيعة الحكم الذي تحكم به البلاد الإسلامية، ومن طبيعة القوانين والأنظمة التي تحكم العالم الإسلامي، وبينوا أنها لا تتصل بدين الله من قريب ولا من بعيدº لكان ذلك خيراً لهم.

أما أن يقال: إن ديننا يعترف بكذا، وإن إسلامنا أتى بكذا، فإذا أتوا بالاشتراكية مثلاً قالوا إنها نابعة من دين الإسلام وقد كان أبو ذر اشتراكياً، ونحن مع المبدأ الاشتراكي الذي يقول: كل بحسب حاجته، وكل على حسب طاقته، فأي شيء يكون عندما تجد المذاهب الإلحادية من العلماء من يتفوه بهذا، فمن المسؤول غداً بين يدي الله - تعالى-، وعندما يأتي النظام الديمقراطي بديمقراطيته فيقول العالم: هي لنا وملكنا لكن أعداء الإسلام أخذوها منا وطوروها، وإلا فهي الشورى!!، وعندما تأتي هذه الفتوى فمن المسؤول عما يترتب على ذلك من الفساد بسبب التعددية المتباغضة، ومن الحركية المطلقة التي تتناول حتى القرآن؟ ويقال: لا تسأل عنه من أين جاء؟ ولا إلى أين يذهب؟ إنها الحرية العمياء التي هي نتيجة للديمقراطية الملحدة، فمن المسؤول بين يدي الله - عز وجل -؟

إننا لم نحفظ الله في حدوده فقد قال - تعالى- وهو يبين صفات عبادة المؤمنين: ((التَّائِبُونَ العَابِدُونَ الحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالمَعرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ المُنكَرِ وَالحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ المُؤمِنِينَ))(112: سورة التوبة)، بشرهم إذا حفظوا حدود الله بالنصر وبالعزة وبالتمكين، أما إذا لم يحفظوا حدود الله فهي والله الذلة والصغار (( عَنِ ابنِ عُمَرَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - بُعِثتُ بَينَ يَدَي السَّاعَةِ بِالسَّيفِ حَتَّى يُعبَدَ اللَّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزقِي تَحتَ ظِلِّ رُمحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَن خَالَفَ أَمرِي، وَمَن تَشَبَّهَ بِقَومٍ, فَهُوَ مِنهُم))(رواه أحمد ).

فالذلة والصغار جعلت على من خالف أمر الله - عز وجل -، ونحن المعنيون أيها المسلمون بهذا، إن الذلة والصغار عندما يبتعد الناس عن دين الله - وخاصة من آتاهم أمر الله - وهم المسلمون، حقاً إن الذين أتاهم الحق وأتاهم النور وأتاهم الرشاد هم المسلمون، فإذا طبقوا أمر الله كانوا خير أمة أخرجت للناس، فإن طبقوا شرع الله انتقلت الذلة إلى غيرهم، وكانت العزة والمكانة لهم كما جاء ((عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ: أُعطِيتُ خَمساً لَم يُعطَهُنَّ أَحَدٌ قَبلِي: نُصِرتُ بِالرٌّعبِ مَسِيرَةَ شَهرٍ,، وَجُعِلَت لِي الأَرضُ مَسجِداً وَطَهُوراً فَأَيٌّمَا رَجُلٍ, مِن أُمَّتِي أَدرَكَتهُ الصَّلَاةُ فَليُصَلِّ، وَأُحِلَّت لِي المَغَانِمُ وَلَم تَحِلَّ لِأَحَدٍ, قَبلِي، وَأُعطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيٌّ يُبعَثُ إِلَى قَومِهِ خَاصَّةً وَبُعِثتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً))(رواه البخاري)، فيقذف الله الرعب في قلوب أعداءه أعداء الإسلام، ولهذا يشير الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قائلاً:((إِذَا تَبَايَعتُم بِالعِينَةِ، وَأَخَذتُم أَذنَابَ البَقَرِ، وَرَضِيتُم بِالزَّرعِ، وَتَرَكتُم الجِهَادَº سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيكُم ذُلّاً لَا يَنزِعُهُ حَتَّى تَرجِعُوا إِلَى دِينِكُم ))(رواه أبو داود من حديث ابن عمر- رضي الله عنهما -)، ((وعَن ثَوبَانَ - رضي الله عنه - مَولَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ £- صلى الله عليه وآله وسلم -: يُوشِكُ أَن تَدَاعَى عَلَيكُم الأُمَمُ مِن كُلِّ أُفُقٍ, كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصعَتِهَا!! قَالَ قُلنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِن قِلَّةٍ, بِنَا يَومَئِذٍ,؟ قَالَ: أَنتُم يَومَئِذٍ, كَثِيرٌ وَلَكِن تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيلِ، يَنتَزِعُ المَهَابَةَ مِن قُلُوبِ عَدُوِّكُم، وَيَجعَلُ فِي قُلُوبِكُم الوَهنَ!! قَالَ قُلنَا: وَمَا الوَهنُ؟ قَالَ: حُبٌّ الحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ المَوتِ))(رواه أحمد وأبو داود).

نعم ينزع الله المهابة من قلوب أعدائنا منا فلا يخافوننا بل يسخرون منا، ويستهزؤون بنا ويهددونا، ويرغموننا على تطبيق قوانينهم، متى هذا؟ عندما خالفنا أمر الله، والمخالفة هذه واقعة على جميع المستويات، لقد خالف الحكام أمر الله، وخالف العلماء أمر الله، وخالف التجار أمر الله، وخالف المدرسون أمر الله، وخالف المربون أمر الله، وخالف الناس جميعاً إلا من رحم الله، فكل واحد منا له ما عنده بحسبه من المخالفات، نسأل الله أن يتوب على الجميع.

ولهذا يقول - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيكُم ذُلّاً لَا يَنزِعُهُ حَتَّى تَرجِعُوا إِلَى دِينِكُم ))، إنه يجب علينا أن نراجع أنفسنا، وأن نرجع إلى ديننا، وأن نصحح من مناهجنا وأفهامنا، ونصحح من وسائلنا، ونصحح كيفية تفكيرنا، كيفية تصورنا لقيام الدولة الإسلامية، وكيفية تصورنا للدعوة إلى الله، وتصورنا للطريق الصحيح إلى الانتصار في الأرض، يجب علينا المراجعة، فإذا فعلنا ذلك فإن الله معنا: ((وَإِن تَصبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرٌّكُم كَيدُهُم شَيئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعمَلُونَ مُحِيطٌ))(120: سورة آل عمران).

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply