الاستقامة على الطاعة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخطبة الأولى:

 

أمّا بعد:

فيا أيّها الناس، اتقوا الله - تعالى - حقَّ التقوى.

 

عبادَ الله، حياةُ المؤمِنِ كلٌّها لله وفي سبيلِ الله، حياةُ المؤمنِ كلٌّها سعيٌ فيما يقرِّبه إلى اللهِ، حياةُ المؤمِن كلٌّها مَعمورَة بطاعةِ الله بأقوالِه وأعمالِه، حياةُ المؤمنِ كلّها حياةُ خيرٍ, وهدى، لا انفصالَ بينها وبين العمَل، بل العمَل دؤوب ومستمرّ ومتواصِل ما دامتِ الروحُ في الجسَد.

 

إنّ المؤمنَ حقًّا أيقَن بأنّ اللهَ خلَقَه لعبادتِه واستَعمَره في الأرضِ ليقومَ بما أوجَبَ الله عليه، لذا فَهو يغتَنِم حياتَه فيما يقرِّبه إلى الله، قُل إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسلِمِينَ [الأنعام: 162، 163].

 

حقًّا أخِي المسلِم، فحياةُ المؤمنِ للهِ وفي سبيلِ الله، حياةٌ لا تنفصِل عنِ الخيرِ أبَدًا، ما بَينَ أقوالٍ, يقولها، ذِكرٌ لله وتسبيح وتكبير وتحميدٌ وثناء على الله بما هو أهلُه، ويتذكّر قولَ الله في ملائكَتِه: يُسَبِّحُونَ اللَّيلَ وَالنَّهَارَ لا يَفتُرُونَ [الأنبياء: 20]، إذًا فاللِّسان مَعمور بذِكر الله والثناءِ عليه، استغفارًا وتوبَةً وتعظيمًا لله، وأعمال ببقية الجوارح من صلاة، من صدقةٍ,، من صوم، من حجٍّ,، من برّ وصِلَة، من أمرٍ, بخير ونهي عن شرّ، من دعوةٍ, إلى الخير وتحذير من الشرّ، من نصيحَة وتوجيهٍ,، من أخلاقٍ, كريمة وسِيرة عظيمة.

 

أيّها المسلم، إنّ المؤمنَ حقًّا يعلَم أنّ حياته حياةُ العمَل واكتسابِ الفَضَائل، وأنّ هذا العمَل سينقضِي إذا فارقت الروح الجسد، ينقضي العمل ويبقى الإنسانُ يجني كلَّ ما مضى، إما خيرًا وإما شرًّا، نعوذ بالله من سوء الحال. أعمالُنا في حَياتنا، وبعدَ موتِنا تُطوَى صحائف أعمالِنا، ويبقَى العبد مرتهنًا في لحدّه بما قدّم مِن خيرٍ, أو ضدِّه، كُلٌّ نَفسٍ, بِمَا كَسَبَت رَهِينَةٌ [المدثر: 38].

 

أيّها المسلم، في هذِه الدّنيا يتفاوَت العِباد، فمِن ساعٍ, في زَكاةِ نفسِه وتخليصِها من عذابِ الله وإسعَادِها في دارِ القَرار، ومِن سَاعٍ, في إِباقِها وإِذلالها وإلقائِها في عذابِ الله، في الحديثِ: ((كلّ الناسِ يغدوº فبائعٌ نَفسَه فمُعتِقُها أو موبِقها))[1].

 

أيّها المسلم، إنَّ ربَّنا - جل وعلا - قال لنبيّنَا: وَاعبُد رَبَّكَ حَتَّى يَأتِيَكَ اليَقِينُ [الحجر: 99]، فمُحَمّد أَكملُ الخلقِ خَشيةً لله، وأكمَل الخَلق معرفةً بِالله، وأكمَلُ الخلقِ خَوفًا من الله، وأَكمَل الخلقِ رجاءً لله، ولذا قال الله له: وَاعبُد رَبَّكَ حَتَّى يَأتِيَكَ اليَقِينُ، استَمِرَّ على العِبادَة واستقِم على الطاعة ولا تَدَعها إلى أن يوافِيَك الأجَل المحتوم، فليَكن المسلمُ كذلك، يعمُر حياتَه بطاعَةِ اللهº لتَكونَ حياته لله وفي سبيل الله.

 

أيّها المسلم، إنَّ الله يقول لنبيّنا في آياتٍ, من كتابِه: فَاستَقِم كَمَا أُمِرتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطغَوا إِنَّهُ بِمَا تَعمَلُونَ بَصِيرٌ [هود: 112]، وقال له في آية أخرى: وَاستَقِم كَمَا أُمِرتَ وَلا تَتَّبِع أَهوَاءَهُم [الشورى: 15]، وأثنى على المستقيمين بقوله: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبٌّنَا اللَّهُ ثُمَّ استَقَامُوا فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنُونَ [الأحقاف: 13]، وقال فيهم أيضًا: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبٌّنَا اللَّهُ ثُمَّ استَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيهِم المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحزَنُوا وَأَبشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتِي كُنتُم تُوعَدُونَ نَحنُ أَولِيَاؤُكُم فِي الحَيَاةِ الدٌّنيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُم فِيهَا مَا تَشتَهِي أَنفُسُكُم وَلَكُم فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِن غَفُورٍ, رَحِيمٍ, [فصلت: 30، 32].

 

أيّها المسلم، فما معنى الاستقامة في هذه الآياتِ؟ إنّ الاستقامةَ الحقّة لزومُ المؤمِن للطّريق المستقيم، استمرارُه على الطريق الواضِح. إنّ المؤمن عرف الحقَّ، واستبان له الرشدُ والهدى، وميَّز بين الحقّ والباطل والهدى والضّلال، عرف الطريقَ المستقيم الموصِل إلى الله وإلى جنّتِه ومغفرته ورضوانِه، فلمّا عرَف الحقَّ واستبان له الهدَى ووضَح له السبيل استقَام على هذا ولازَمه ملازمةً دائمةº لأنّ هذا دليلٌ على رسوخِ الإيمان في قلبه، فالمستقيمُ على الطريق المستقيم يدلّ على أنّ في القلب إيمانًا حقًّا، أمّا المتذَبذِب يستقيم يومًا وينحرف يومًا، ويصلح يومًا ويفسدُ يومًا، إنّ هذا دليلٌ على أنّ الإيمانَ غير مستقرٍّ, وثابت في القلب، أما الإيمان الثابت الإيمانُ القويّ الإيمان الذي استنار به القلبُ فصاحبُه يستقيم على العمَل ولا يهمِل ولا يُضيِّع، كلّما تقدَّم به العمُر ازداد في العمَل ورغِب في الخير.

 

أيّها المسلم، والله يقول لنا محذِّرًا من الانحراف: وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَت غَزلَهَا مِن بَعدِ قُوَّةٍ, أَنكَاثًا [النحل: 92]. امرأةٌ بمكّة تبرم غزلَها أوَّلَ النهار وتنقضُه آخرَ النهار، إذًا الذي يستقيمُ يومًا أو شَهرًا ثم ينحرِف عن الحقّ قد هدَم صالحَ عمله، وقضى على صالح عمَله، وأحرقَ أوراقَه، فأصبح شبيهًا بتلكمُ المرأة.

 

أخي المسلم، لا أشكٌّ ولا تشكّ أيضًا أنّ هناك مواسمَ خيرٍ, يتضاعَف فيها الجهدُ ويعظم فيها الأجر، وهذا لا إشكالَ فيه، لكن هذا الجهدُ والثوابُ في ذلك الموسِم هل معناه أنّه إذا مضَى الموسِمُ انقضَى الخير وطُوِيت صحائِفُ الخير وعادَ الإنسان إلى سَفَهه، وعاد إلى غيِّه، ونسِي ما قدَّم من عملٍ, صالح؟! هذا تصوٌّر خاطِئ لا يليق بالمسلم. المسلمُ في مواسِم الخير يضاعِف الجهدَ ويزيد في الخير وتَقوَى رغبتُه في الخير، لكن هذا الجهدُ لا ينقطِع منه، تبقَى آثارُه عليهº لأنّ هذا ترويض للنّفس في المستقبل، ولذا يقول: ((الصلواتُ الخمس والجمعةُ إلى الجمعة ورمضانُ إلى رمضانَ مكفِّراتٌ لما بينهنّ ما اجتُنِبت الكبائر))[2].

 

أيّها المسلم، فما بَين رمضانَ هذا ورمضانَ الآتي ـ إن شاء الله ـ صغائرُ أعمالِك يكفِّرها ما بين الرمَضانين، كلٌّ هذا فضلٌ منَ الله عليك، فإيّاك ـ يا أخي ـ وأن تنتكسَ على عقبك، إيّاك أن تهجرَ الطاعة، إياك أن تزهدَ في الأعمال الصالحة، إيّاك عَنِ التقاعُس عن الخير. واصِلِ الجدَّ بالجدّ، واستقِم على الهدَى، وما فعلتَ من خيرٍ, فإيّاك ونسيانَه.

 

كنت ـ يا أخي ـ في رمضانَ تؤمٌّ المسجدَ في الأوقاتِ الخمسة وترغَب في صلاةِ الجماعة: فجرًا ظهرًا عصرًا مغربًا عِشاءً، فهل هذا العمَل الصالح بقيتَ عليه أم أردتَ أن تهجرَ المسجدَ وتهمِل الصلاةَ وتضيِّعها وتهمِل الجماعةَ بعدما ذُقتَ لذّة الطاعة؟! تلوتَ كتابَ الله، وتصفَّحته، ووقفتَ على الآيات وما فيها من وعدٍ, ووعيد وترغيبٍ, وترهيب وقصَص وغير ذلك، فهل زهِدتَ في القرآن وأعرضتَ عنه؟! كنتَ تحافِظ على النوافلِ في رمضان، فإياك وهجرانها، تخلَّقتَ بالحِلم والصفحِ والإعراض عن الجاهلين، وتحمَّلت مساوئَ أخلاق الآخرين فليَكُن ذلك خلُقًا لك على الدّوام.

 

أخي المسلم، جادَت يدُك بالخير وسحّت يدُك بالخير والعطاء، فهل تكون بعدَ رمضان قابضًا لها عن الخير؟! لا، كن على ما أنتَ عليه من خيرٍ, وإن قلّ، فأحبٌّ الأعمال إلى الله ما داوَم العبدُ عليه وإن قلَّ.

 

لتكُن آثارُ رمضان مصاحبةً لنا، ولتكن دروس رمضان تذكِرةً لنا ويَقظةً لنا من غفلتنا وسِنَتنا، ولنتذكَّر رمضانَ في بقيّة شهورنا إلى أن يأتيَ رمضانُ ـ إن شاء الله ـ ونحن نزدَادُ خيرًا إلى خير وعملاً صالحًا لعمَل صالح.

 

أسأل الله أن يتقبَّل منّا أعمالنا، وأن يوفِّقنا في مستقبَل أمرنا لكلّ عملٍ, يحبّه ويرضاه، وأن يجعلنا ممن ذاقَ حلاوةَ الإيمان واستقرَّ الخيرُ في نفسه واستمرَّ على صالح العمَل، إنّه على كلّ شيءٍ, قدير.

 

بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

 

أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله - تعالى - حقَّ التّقوى.

 

عبادَ الله، إذا كانَ صِيام رمضانَ مُكفِّرًا لما مضَى من الذّنوب وقيامُ رمضان مكفِّرًا لما مضى من الذّنوب وهذا من فضلِ الله ورحمته فاعلم ـ أيها المسلم ـ أنّ نبيَّك شرعَ لك أنواعًا من الطّاعات مِن نوافلِ الطاعات تستمرّ عليها لتكونَ تلك النّوافلُ جابرةً لنقصِ فرائضك مكمِّلةً لنقصِها، تعود عليك بالخير في عَاجِل أمرِك.

 

يا أخي المسلم، انظر إلى نوافلِ الصلاة، فنبيٌّنا كان يحافِظ على الرّواتب التي قَبل الصلاةِ وبَعدها، هذا عبدُ الله بن عمَرَ بنِ الخطاب - رضي الله عنهما - يقول لنا: حفِظت عن رسولِ الله رَكعتين قبلَ الظهر وركعَتين بعد الظهر ورَكعتين بعدَ المغرب وركعتين بعد العشاء، قال: وأمّا الفجرُ فأخبرتني حفصة أنّ النبي كان إذا ختَم المؤذِّن أذانَه صلّى ركعتين قبلَ أن يخرجَ إلى المسجد، وكانت ساعةً لا أدخلُ على النبي فيها[3].

 

فانظر إلى هذه الرواتب: ركعتين قبلَ الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرِب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر، يسمّيها العلماءُ الرواتبَ القبليّة والبعدية، ويوم القيامَةِ إذا حوسِبنا عن أعمالنا ووجِد في فريضتنا نقص كمَّلَها الله ـ فضلاً منه ـ مِن نوافلِ العباد.

 

وجاء في حديثِ أمّ حبيبة: ((من حافظ على ثِنتي عشرة ركعة في يومه وليلتِه حرَّمَه الله على النّار: أربعًا قبل الظّهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر))[4]، وجاء في اللفظ الآخر: ((من حافَظ على أربعٍ, قبل الظهر وأربعٍ, بعدها بنى الله له بيتًا في الجنة))[5]. وكان نبيّكم يحافظ على الوتر حضرًا وسفرًا، ما كان يدَع الوترَ ولا ركعتَي الفجر لا حضرًا ولا سفراً، ويقول في ركعتي الفجر: ((هي خيرٌ من الدنيا وما عليها))[6]، ويحافظ على الوترِ دائمًا وأبدًا حضرًا وسفرًا. وكان نبيّكم إذا دخَل بيتَه بعد العشاء لم ينَم حتى يصليَ إمّا أربعَ ركعات أو ستَّ ركعات[7]º ليكونَ نومه عقِبَ طاعةٍ, وعبادة.

 

أيّها المسلم، وكان نبيّكم يحثّ على الإحسانِ العامّ والصدقةِ العامّة، ويرغّب فيها ويقول: ((من تصدَّقَ صدقةً مِن كسبٍ, طيّب بعدلِ تمرة فإنّ الله يتقبَّلها بيمينه، ويربّيها لصاحِبِها كما يربِّي أحدُكم فلُوَّه حتى تكونَ مثلَ الجبل العظيم))[8].

 

وشرَع لكم نبيٌّكم نوافلَ الصيام، فيقول أبو هريرةَ - رضي الله عنه -: أوصاني خليلي بثلاث: أن أوترَ قبل أن أنام، وأن أصليَ ركعتَي الضحَى، وأن أصومَ من كلّ شهر ثلاثةَ أيام[9]، وقال في صيامِ يومِ الاثنين: ((ذاك يومٌ ولِدتُ فيه، وذاك يومٌ أوحِيَ إليّ فيه))[10]، واستحبَّ لنا صيامَ الاثنين مع الخميس، وأخبرَ أنّ أعمالَنا تعرَض على ربِّنا في هذين اليومين، فكان يحبّ أن يُعرَض عملُه وهو صائم[11]. واستُحِبَّ لنا صيام تِسع ذي الحجة، وأُكِّد يومُ عرفة ويوم عاشوراء، كلّ هذا ممّا يدل على أنّ نوافلَ الطاعات لا ينقطِع منها المسلم أبدًا، فأعمال الخير والقُرُبات المسلمُ يسعى فيها جاهدًا، ويعمُر حياتَه بها، وسيجد ذلك مدَّخرًا له أوفرَ ما يكون، يَومَ تَجِدُ كُلٌّ نَفسٍ, مَا عَمِلَت مِن خَيرٍ, مُحضَرًا [آل عمران: 30]، فَمَن يَعمَل مِثقَالَ ذَرَّةٍ, خَيرًا يَرَه [الزلزلة: 7].

 

أعمالٌ صالحة يسيرة لمن يسَّرَها الله عليه، وسيَجِد لذَّتها وراحتَها عند قُرب انتقالِه ومفارقةِ الروح للجَسَد، عندما يمثَّل له مقعَدُه منَ الجنة، فيشتاق ويحِبّ لقاءَ الله ويحبّ الله لقاءه، وعندما يوضَع في لحدِه فيُبشَّر بالبشرَى الخيِّرة ويستأنس بصالحِ عمله، وعندما يقوم يومَ القيامة للعَرض بين يدَيِ الله، قال بعض الصحابة: (تصدَّقوا بصدقةِ السّرّ ليومٍ, عسير، صلٌّوا في ظلمَة الله لظلمَةِ القبور، صوموا يَومًا شديدًا حرٌّه ليومِ النّشور).

 

هذه الأعمالُ الصالحة يعمُر بها المسلِم حياتَهº لتكونَ حياةَ خير وحياةَ بركةٍ, وحياةً طيبة، إنها الحياةُ الطيّبة التي يقول فيها الله: مَن عَمِلَ صَالِحًا مِن ذَكَرٍ, أَو أُنثَى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ [النحل: 97].

 

أسأل الله أن يعينني وإيّاكم على شكرِه وعلى ذكرِه وعلى حسنِ عبادته، وأن يجعلَنا ممن عمَر أوقاته بالخَير وتقرَّب إلى الله بما يُرضيه، إنّه ولي ذلك والقادِر عليه.

 

واعلَموا ـ رحمكم الله ـ أنّ أحسنَ الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هدي محمّد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإنّ يدَ الله على الجماعة، ومن شذّ شذّ في النار.

 

وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على عبد الله ورسولِه سيّدِ ولد آدم محمّد امتثالاً لأمرِ ربّكم القائل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلٌّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلٌّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيمًا [الأحزاب: 56].

 

اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهمّ عن خلَفائه الراشدين والأئمّة المهديّين...

 

----------------------------------------

 

[1] أخرجه مسلم في الطهارة (223) من حديث أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه -.

 

[2] أخرجه مسلم في الطهارة (233) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

 

 

 

 

 

----------------------------------------

 

[3] أخرجه البخاري في الجمعة، باب: الركعتين قبل الظهر (1181).

 

[4] أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب: فضل السنن الراتبة (728).

 

[5] أخرجه أحمد (6/325، 326، 426)، وأبو داود في الصلاة، باب: الأربع قبل الظهر وبعدها (1269)، والترمذي في الصلاة، باب منه آخر (427، 428)، والنسائي في قيام الليل وتطوع النهار، باب: الاختلاف على إسماعيل بن خالد (1812، 1813، 1814، 1815، 1816، 1817)، وابن ماجه في إقامة الصلاة، باب: ما جاء فيمن صلى قبل الظهر أربعا وبعدها (1160)، وقال الترمذي: \"هذا حديث حسن صحيح غريب\"، وصححه ابن خزيمة (1190، 1191، 1192)، وهو في صحيح سنن أبي داود (1130).

 

[6] أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب: استحباب ركعتي الفجر (725) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.

 

[7] أخرجه أحمد (6/58)، وأبو داود في الصلاة، باب: الصلاة بعد العشاء (1303)، والبيهقي في الكبرى (2/477) عن عائشة - رضي الله عنها - بمعناه، وفي إسناده مقاتل بن بشير، قال عنه الحافظ في التقريب: \"مقبول\"، والحديث في ضعيف سنن أبي داود (285).

 

[8] أخرجه البخاري في الزكاة، باب: الصدقة من كسب طيب (1410)، ومسلم في الزكاة، باب: قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها (1014) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - نحوه.

 

[9] أخرجه البخاري في الصوم، باب: صيام أيام البيض (1981)، ومسلم في صلاة المسافرين، باب: استحباب صلاة الضحى (721).

 

[10] أخرجه مسلم في الصيام (1162) في حديث طويل عن أبي قتادة - رضي الله عنه -.

 

[11] أخرجه أحمد (2/329)، والترمذي في الصوم (747)، وابن ماجه في الصيام (1740) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، وقال الترمذي:\"حديث حسن غريب\"، وقال البوصيري في الزوائد: \"إسناده صحيح رجاله ثقات، روى الترمذي بعضه\"، وصححه الألباني في الإرواء (949).

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply