الفرح في ضوء القرآن الكريم و السنة النبوية ( 3- 5 )


بسم الله الرحمن الرحيم

 

فرح المؤمنين (3/5):

1- فرح المؤمنين بفضل الله:

{قُل بِفَضلِ اللّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَليَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ مِّمَّا يَجمَعُونَ} [يونس: 58]

\" أي بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق فليفرحوا فإنه أولى ما يفرحون به \"

{هو خير مما يجمعون} \" أي من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة\".

قال القرطبي:

قال أبو سعيد الخدري وابن عباس - رضي الله عنهما -: فضل الله القرآن، ورحمته الإسلام. وعنهما أيضا: فضل الله القرآن، ورحمته أن جعلكم من أهله. وعن الحسن والضحاك ومجاهد وقتادة: فضل الله الإيمان، ورحمته القرآن.

قال صاحب الظلال: \" فبهذا الفضل الذي آتاه الله عباده، و بهذه الرحمة التي أفاضها عليهم من الإيمان.. فبذلك وحده فليفرحوا، فهذا هو الذي يستحق الفرح. لا المال و لا أعراض هذه الحياة. إن ذلك هو الفرح العلوي الذي يطلق النفس من عقال المطامع الأرضية و الأعراض الزائلة، فيجعل هذه الأعراض خادمة للحياة لا مخدومة و يجعل الإنسان فوقها و هو يستمتع بها لا عبداً لها خاضعاً لها و الإسلام لا يحقر أعراض الحياة الدنيا ليهجرها الناس و يزهدوا فيها. إنما هو يزنها بوزنها ليستمتع بها الناس و هم أحرار الإرادة طلقاء اليد، مطمحهم أعلى من هذه الأعراض و آفاقهم أسمى من دنيا الأرض. الإيمان عندهم هو النعمة، و تأدية مقتضيات الإيمان هو الهدف. و الدنيا بعد ذلك مملوكة لهم لا سلطان لها عليهم \" [الظلال، (3/1799)].

قال ابن القيم: \" فذلك خير من كل ما يجمع الناس من أعراض الدنيا وزينتها أي هذا هو الذي ينبغي أن يفرح به ومن فرح به فقد فرح بأجل مفروح به لا ما يجمع أهل الدنيا منها فإنه ليس بموضع للفرح لأنه عرضة للآفات ووشيك الزوال ووخيم العاقبة وهو طيف خيال زار الصب في المنام ثم انقضى المنام وولى الطيف وأعقب مزاره الهجران\" [كتاب مدارج السالكين، الجزء 3، صفحة 157].

 

نظرة الرعيل الأولون إلى قيم الحياة:

عن عقبة بن الوليد بن عمرو قال: سمعت أيفع بن عبد الله الكلاعي يقول: \" لما قدم خراج العراق إلى عمرو- رضي الله عنه خرج عمر و مولى له، فجعل عمر يعد الأبل فإذا هي أكثر من ذلك فجعل يقول: الحمد لله - تعالى -، و يقول مولاه هذا و الله من فضل الله و رحمته، فقال عمر: كذبت ليس هو الذي يقول تعال: \" قُل بِفَضلِ اللّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَليَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ مِّمَّا يَجمَعُونَ\". هكذا كان الرعيل الأولون ينظرون إلى قيم الحياة، كانوا يعدون الفضل الأول و الرحمة الأولى هي ما جاءهم من الله من موعظة و هدى، فأما المال و أما الثراء، و أما النصر ذاته فهو تابع. لذلك كان النصر يأتيهم و كان المال ينثال عليهم، و كان الثراء يطلبهم.. إن طريق هذه الأمة واضح، إنه في هذا الذي يسنه لها قرآنها و في سيرة الصدر الأول الذين فهموه من رجاله.. هذا هو الطريق \" [الظلال (3/1799-1800)].

 

2- فرح المؤمنين من أهل الكتاب بالعلم النافع:

{وَالَّذِينَ آتَينَاهُمُ الكِتَابَ يَفرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمِنَ الأَحزَابِ مَن يُنكِرُ بَعضَهُ قُل إِنَّمَا أُمِرتُ أَن أَعبُدَ اللّهَ وَلا أُشرِكَ بِهِ إِلَيهِ أَدعُو وَإِلَيهِ مَآبِ}[الرعد: 36]

يقول - تعالى -: {والذين آتيناهم الكتاب} وهم قائمون بمقتضاه {يفرحون بما أنزل إليك} أي من القرآن لما في كتبهم من الشواهد على صدقه والبشارة به\".

 

3- فرح المؤمنين بنصر الروم على الفرس:

{فِي بِضعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَمِن بَعدُ وَيَومَئِذٍ, يَفرَحُ المُؤمِنُونَ}[الروم: 4]

{ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله} أي للروم أصحاب قيصر ملك الشام على فارس أصحاب كسرى وهم المجوس وكانت نصرة الروم على فارس يوم وقعة بدر في قول طائفة كثيرة من العلماء كابن عباس والثوري والسدي وغيرهم.

روى ابن جرير بإسناده عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: كانت فارس ظاهرة على الروم. وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم، و كان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس، لأنهم أهل كتاب، و هم أقرب إلى دينهم فلما نزلت: ألم. غلبت الروم.. \" قالوا يا أبا بكر. إن صاحبك يقول: إن الروم تظهر على فارس في بضع سنين. قال: صدق: هل لك أن نقامرك؟ - أي نراهنك -فبايعوه على أربع قلائص إلى سبع سنين. فمضت السبع و لم يكن شيء. ففرح المشركون بذلك، فشق على المسلمين، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -فقال: \" ما بضع سنين عندكم؟ قالوا دون العشر. قال: \" اذهب فزايدهم و ازدد سنتين في الأجل \". قال فما مضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس. ففرح المؤمنون بذلك \".

من الإيحاءات القوية في النص القرآني قال: صاحب الظلال: \"ذلك الترابط بين الشرك و الكفر في كل مكان و زمان أمام دعوة التوحيد و الإيمان و مع أن الدول قديماً لم تكن شديدة الاتصال و الأمم لم تكن وثيقة الارتباط كما هو الشأن في عصرنا الحاضر مع هذا فإن المشركين في مكة كانوا يحسون أن انتصار المشركين في أي مكان على أهل الكتاب هو انتصار لهم و كان المسلمون كذلك يحسون أن هناك ما يربطهم بأهل الكتاب و كان يسوءهم أن ينتصر المشركون في أي مكان و كانوا يدركون أن دعوتهم و أن قضيتهم ليست في عزلة عما يجري في أنحاء العالم من حولهم و يؤثر في قضية الإيمان.

 

و هذه الحقيقة البارزة هي التي يغفل عنها الكثيرون من أهل زماننا، و لا ينتبهون إليها كما انتبه المسلمون و المشركون في عصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ حوالي أربعة عشر قرناً و من ثم ينحصرون داخل حدود جغرافية أو جنسية، و لا يدركون أن القضية في حقيقتها هي قضية الكفر و الإيمان و أن المعركة في صميمها هي المعركة بين حزب الله و حزب الشيطان.

وما أحوج المسلمين اليوم في جميع بقاع الأرض أن يدركوا طبيعة المعركة، وحقيقة القضية فلا تلهيهم عنها تلك الأعلام الزائفة التي تتستر بها أحزاب الشرك و الكفر فإنهم لا يحاربون المسلمين إلا على العقيدة مهما تنوعت العلل و الأسباب \" [الظلال، (5/2756-2757)].

 

4- فرح الشهداء بفضل الله عليهم:

{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ وَيَستَبشِرُونَ بِالَّذِينَ لَم يَلحَقُوا بِهِم مِّن خَلفِهِم أَلاَّ خَوفٌ عَلَيهِم وَلاَ هُم يَحزَنُونَ} [آل عمران: 170]

\"أي الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله أحياء عند ربهم وهم فرحون بما هم فيه من النعمة والغبطة ومستبشرون بإخوانهم الذين يقتلون بعدهم في سبيل الله أنهم يقدمون عليهم وأنهم لا يخافون مما أمامهم ولا يحزنون على ما تركوه وراءهم\".

قال سعيد بن جبير: لما دخلوا الجنة ورأوا ما فيها من الكرامة للشهداء قالوا: يا ليت إخواننا الذين في الدنيا يعلمون ما عرفناه من الكرامة فإذا شهدوا القتال باشروها بأنفسهم حتى يستشهدوا فيصيبوا ما أصبنا من الخير فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأمرهم وما هم فيه من الكرامة وأخبرهم أي ربهم أني قد أنزلت على نبيكم وأخبرته بأمركم وما أنتم فيه فاستبشروا بذلك\".

قال القرطبي:

قال السدي.: يؤتى الشهيد بكتاب فيه ذكر من يقدم عليه من إخوانه، فيستبشر كما يستبشر أهل الغائب بقدومه في الدنيا.

قال الزجاج: \" هم فرحون لأنفسهم بما آتاهم الله من فضله، مستبشرون للمؤمنين بأن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون\".

قال سيد قطب - رحمه الله -: \" فهم يستقبلون رزق الله بالفرح، لأنهم يدركون أنه \" من فضله\" عليهم فهو دليل على رضاه و هم قد قتلوا في سبيل الله، فأي شيء يفرحهم إذاً أكثر من رزقه الذي يتمثل في رضاه ثم هم مشغولون بمن وراءهم من إخوانهم و هم مستبشرون لهم لما علموه من رضا الله عن المؤمنين المجاهدين \" [الظلال، (1/512)]

 

5-فرح الصحابة ببشرى رسول الله(ليس أحد يصلي هذه الساعة غيركم):

عن أبي موسى قال: كنت أنا وأصحابي الذين قدموا معي في السفينة نزولا في بقيع بطحان والنبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة فكان يتناوب النبي - صلى الله عليه وسلم - عند صلاة العشاء كل ليلة نفر منهم فوافقنا النبي - عليه السلام - أنا وأصحابي وله بعض الشغل في بعض أمره فأعتم بالصلاة حتى ابهار الليل ثم خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى بهم فلما قضى صلاته قال لمن حضره على رسلكم أبشروا إن من نعمة الله عليكم أنه ليس أحد من الناس يصلي هذه الساعة غيركم أو قال ما صلى هذه الساعة أحد غيركم لا يدري أي الكلمتين قال قال أبو موسى فرجعنا ففرحنا بما سمعنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [صحيح البخاري، كتاب: كتاب مواقيت الصلاة، باب: باب فضل العشاء، رقم الحديث: 542، (1/207)].

\"وسبب فرحهم علمهم باختصاصهم بهذه العبادة التي هي نعمة عظمى مستلزمة للمثوبة الحسنى ما انضاف إلى ذلك من تجميعهم فيها خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - \".

\" وفي ذلك دلالة على أنهم استبشروا بما بشرهم به فحمدوا الله على نعمته العظمى وكبروه استعظاما لنعمته بعد استعظامهم لنقمته\".

 

6- الفرح برؤية رسول الله في أثناء مرضه:

عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك الأنصاري وكان تبع النبي - صلى الله عليه وسلم - وخدمه وصحبه: أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي توفي فيه حتى إذا كان يوم الإثنين وهم صفوف في الصلاة فكشف النبي - صلى الله عليه وسلم - ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف ثم تبسم يضحك فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خارج إلى الصلاة فأشار إلينا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أتموا صلاتكم وأرخى الستر فتوفي من يومه [صحيح البخاري، كتاب: كتاب الجماعة والإمامة، باب: باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة، رقم الحديث: 648، (1/24)].

 

7- فرحتا الصائم:

عن أبي صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الله: كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه [صحيح البخاري، كتاب: كتاب الصوم، باب: باب هل يقول إني صائم إذا شتم، رقم الحديث: 1805، (2/673)].

قال القرطبي: معناه فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر وهذا الفرح طبيعي وهو السابق للفهم وقيل إن فرحه بفطره إنما هو من حيث إنه تمام صومه وخاتمة عبادته وتخفيف من ربه ومعونة على مستقبل صومه. قلت: ولا مانع من الحمل على ما هو أعم مما ذكر، ففرح كل أحد بحسبه لاختلاف مقامات الناس في ذلك، فمنهم من يكون فرحه مباحا، وهو الطبيعي، ومنهم من يكون مستحبا وهو من يكون سببه شيء مما ذكره.

قوله: (وإذا لقي ربه فرح بصومه)

أي بجزائه وثوابه. وقيل الفرح الذي عند لقاء ربه إما لسروره بربه أو بثواب ربه على الاحتمالين.

قلت: والثاني أظهر إذ لا ينحصر الأول في الصوم بل يفرح حينئذ بقبول صومه وترتب الجزاء الوافر عليه.

 

8- الفرح برخصة الجماع في ليالي رمضان:

عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال: كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها أعندك طعام قالت لا ولكن أنطلق فأطلب لك وكان يومه يعمل فغلبته عيناه فجاءته امرأته فلما رأته قالت خيبة لك فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلت هذه الآية {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} ففرحوا بها فرحاً شديداً، ونزلت {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}[صحيح البخاري، كتاب: كتاب الصوم، باب: باب قول الله أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى ـ، رقم الحديث 1816، (5/676)].

 

شرح الكرماني على ظاهرها فقال: لما صار الرفث وهو الجماع هنا حلالا بعد أن كان حراما كان الأكل والشرب بطريق الأولى، فلذلك فرحوا بنزولها وفهموا منها الرخصة.

 

9- الفرح ببشرى رسول الله (أنت مع من أحببت).

عن ثابت عن أنس رضي الله عنه: أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الساعة فقال متى الساعة قال وماذا أعددت لها قال لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال أنت مع من أحببت قال أنس فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - أنت مع من أحببت قال أنس فأنا أحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم [صحيح البخاري، كتاب: كتاب فضائل الصحابة، باب: باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي، رقم الحديث: 3485، (3/1349)].

جاء في شرح الحديث: \" أي ملحق بهم حتى تكون من زمرتهم، وبهذا يندفع إيراد أن منازلهم متفاوتة فكيف تصح المعية! فيقال إن المعية تحصل بمجرد الاجتماع في شيء ما ولا تلزم في جميع الأشياء، فإذا اتفق أن الجميع دخلوا الجنة صدقت المعية، وإن تفاوتت الدرجات\".

 

10-الفرح بمقدم رسول الله إلى المدينة:

عن أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم وكانا يقرئان الناس فقدم بلال وسعد وعمار بن ياسر ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جعل الإماء يقلن قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما قدم حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى في سور من المفصل [صحيح البخاري، كتاب: كتاب فضائل الصحابة، باب: باب مقدم النبي وأصحابه المدينة، رقم الحديث: 3710، (3/1428)].

 

11- الفرح بمولد عبد الله بن الزبير:

عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - أنها: حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت فخرجت وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت قباء فولدت بقباء ثم أتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضعته في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له وبرك عليه وكان أول مولود ولد في الإسلام ففرحوا به فرحا شديدا لأنهم قيل لهم إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم [صحيح البخاري، كتاب: كتاب العقيقة، باب: باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق عنه ـ، رقم الحديث: 5152، (5/2081)].

ففرح المسلمون فرحا شديداº لأن اليهود كانوا يقولون: سحرناهم حتى لا يولد لهم.

 

12- فرح أهل الجنة:

عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي مناد يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم [صحيح البخاري، كتاب: كتاب الرقاق، باب: باب صفة الجنة والنار وقال أبو سعيد قال النبي ـ، رقم الحديث: 6182، (5/2397)].

 

13- فرح عبد الله بن مسعود بموافقة اجتهاده حكم رسول الله:

عن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أن عبد الله بن مسعود أتى في رجل بهذا الخبر قال فاختلفوا إليه شهرا أو قال مرات قال فإني أقول فيها إن لها صداقا كصداق نسائها لا وكس ولا شطط وإن لها الميراث وعليها العدة فإن يك صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله بريئان فقام ناس من أشجع فيهم الجراح وأبو سنان فقالوا يا بن مسعود نحن نشهد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضاها فينا في بروع بنت واشق وإن زوجها هلال بن مرة الأشجعي كما قضيت قال ففرح عبد الله بن مسعود فرحا شديدا حين وافق قضاؤه قضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

أي بالقضية أو بالفتيا لكون اجتهاده موافقا لحكمه - صلى الله عليه وسلم -.

 

14- فرح أرواح المؤمنين:

عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا حضر المؤمن أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون اخرجي راضية مرضيا عنك إلى روح الله وريحان ورب غير غضبان فتخرج كأطيب ريح المسك حتى أنه ليناوله بعضهم بعضا حتى يأتون به باب السماء فيقولون ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض فيأتون به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحا به من أحدكم بغائبه يقدم عليه فيسألونه ماذا فعل فلان ماذا فعل فلان فيقولون دعوه فإنه كان في غم الدنيا فإذا قال أما أتاكم قالوا ذهب به إلى أمه الهاوية وان الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح فيقولون اخرجي ساخطة مسخوطا عليك إلى عذاب الله فتخرج كأنتن ريح جيفة حتى يأتون به باب الأرض فيقولون ما أنتن هذه الريح حتى يأتون به أرواح الكفار [سنن النسائي (المجتبى)، كتاب:كتاب الجنائز، باب: باب ما يلقى به المؤمن من الكرامة عند خروج..، رقم الحديث: 1833، (4/8)].

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply