محبة الله


 

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد وردت آيات قرآنية عديدة في معنى المحبة وذلك في قوله - تعالى -: \"إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم\" (آل عمران: 31).

وقوله عز من قائل \"فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه\" (المائدة: 54).

 

وقال الإمام الجنبد

المحبة ميل القلوب، ومعنى ذلك أن يميل القلب إلى الله وإلى ما له من غير تكلف.

 

ويرى الإمام الغزالي

أن أسعد الناس حالاً في الآخرة، أقواهم محبة لله

فهو سعيد في انتقاله من الدنيا، سعيد بلقاء محبوبه، ويقول في ذلك \"ما أعظم النعيم الذي يبقى فيه المحب إذا قدم على محبوبه بعد طول شوقه، والتفت بذلك رؤيته على الدوام ومشاهدته على الاستمرار، ومن غير حجب أو كدر، وبدون ألم أو حزن وبلا خوف أو وجل، وهذا النعيم على قدر هذا الحب

فكلما زادت محبة الإنسان لله - تعالى -، كلما زادت اللذة التي يذوقها والسعادة التي تفاض عليه في العالم الآخر\"

 

ويقول الشبلي - رضي الله عنه -: \" أهل المحبة شربوا كأس الوداد فضاقت عليهم الأرض والبلاد، وعرفوا الله حق معرفته، وتاهوا في عظمته، وتحيروا في قدرته، وشربوا من كأس حبه، وغرقوا في بحر أنسه، وتلذذوا بمناجاته

 

وفي معنى المحبة تقول رابعة العدوية

\" تعصي الإله وأنت تظهر حبه، هذا لعمري في القياس بديع، لو كان حبك صادقاً لأطعته، إن المحب لمن يحب مطيع.

 

يقول أحد الصوفية عندما سئل: بما عرفت ربك؟ فقال عرفت ربي بربي، ولولا ربي ما عرفت ربي

 

سأل شاب أحد العارفين عن علامة المحبة لله - تعالى - به؟

فقال: إن درجة المحبة لله رفيعة.

قال الشاب: أحب أن تصفها لي.

فقال: إن المحبين لله - تعالى - شق لهم عن قلوبهم فأبصروا بنور القلوب إلى جلال عظمة الإله المحبوب، فصارت أرواحهم روحانية، وقلوبهم حجبية (نورانية)، وعقولهم سماوية، تسرح بين صفوف الملائكة الكرام، وتشاهد تلك الأمور باليقين والعيان، فعبدوا الله مبلغ استطاعتهم له لا طمعاً في جنته، ولا خوفاً من ناره فشهق الشاب شهقة فمات رحمة الله عليه، فجعل الشيخ يقبله ويبكي ويقول:

\" هذا تضرع الخائفين، هذه درجة المحبين، وهذه روح حنت فأتت … فسمعت … فاشتاقت … فشهقت … فماتت\".

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply