التطلع بلا عمل


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 رأيت خلقاً يفرّطون في أديانهم ثم يقولون احملونا إذا متنا إلى مقبرة أحمد.

أتراهم ما سمعوا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امتنع من الصلاة على من عليه دين وعلى الغال، وقال: ما ينفعه صلاتي عليه.

ولقد رأيت أقواماً من العلماء حملهم حب الصيت على أن استخرجوا إذناً من السلطان، فدفنوا في دكة أحمد بن حنبل وهم يعلمون أن هناك خلقاً رفات على بعضهم على بعض. وما فيهم إلا من يعلم أنه ما يستحق القرب من مثل ذلك.

فأين احتقار النفوس؟ أما سمعوا أن عمر بن عبد العزيز، قيل له: تدفن في الحجرة؟ فقال: لأن ألقى الله بكل ذنب ما خلا الشرك أحب إليّ من أن أرى نفسي أهلاً لذلك.

لكن، العادات وحب الرياسة غلبت على هؤلاء، فبقي العلم يجري على الألسن عادة لا للعمل به.

ثم آل الأمر إلى جماعة خالطوا السلاطين وباشروا الظلم، يزاحمون على الدفن بمقبرة أحمد ويوصون بذلك.

فليتهم أوصوا بالدفن في موضع فارغ، إنما يدفنون على موتى.

ويخرج عظام أولئك فيحشرون على ما ألقوا من الظلم حتى في موتهم، وينسون أنهم كانوا من أعوان الظلمة.

أترى ما علموا أن مساعد الظلم ظالم، وفي الحديث: كفى بالمرء خيانة أن يكون أميناً للخونة.

قال السجان لأحمد بن حنبل: هل أنا من أعوان الظلمة؟ فقال: لا، أنت من الظلمة، إنما أعوان الظلمة من أعانك في أمر.

 

 ــــــــــــــــ

المراجع: صيد الخاطر، ص 372

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply