بين يدي آية في كتاب الله


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 هل لك أخي ،أختي الكريمـة أن تقف معي وقفة تأمل في آية من آيات كتاب الله..؟

 

قد قرأها أحد من السلف في قيام ليله فما استطاع تجاوز قراءتها حتى دخل الصباح من بكائه!!

 

تخيل؟!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً،، وبعد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

اللهم اعنا على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام

 

دعونا نستوقف من -أنفسنا- عدة دقائق نقر بها على أنفسنا ونقول هي وقفة محاسبة، فكم غفلنا عن آيات الله والحكمة، وكم تركنا العمل بالفرقان المبين الذي أنزل على الرسول المهداة حبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - لعلّ قلبي وقلبك يخشع..

 

يقول الله - تعالى - في آية عظيمة وجلت منها قلوب الخاشعين، قلوب المتقين، قلوب الخائفين، قلوب المحسنين الذين يعبدون الله كأنهم يرونه، قد قرأها أحد من السلف فظل يرددها في صلاته من -الليل- حتى أصبح أو قرب أن يصبح وهو يبكي! هل نحس؟! هل حصل هذا في هذه الدنيا؟!

يقول الله - تعالى -: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون)

 

كيف بك يا مسيكين تظن نفسك أنك كعباد الله الأبرار الذين مآلهم إلى الجنة بدون حساب؟!

كيف بي وبك نظن في أنفسنا ظن الخير ونقول: ربنا غفور رحيم دونما تصديق في قولنا! هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!

هل جزاء أن ينعم علينا الحق سبحانه النعم التي لا تعد ولا تحصى أن نقابلها بالنكران؟!

كيف بك تظن أنك كعبّاد الله الأتقياء الذين لا يكلون ولا يملون عن عبادة ربهم، (ساء ما يحكمون)!!

ساء تفكيرك الذي ظننت به هذا، لا تكن من المغرورين، الذين غرتهم الحياة الدنيا

لا تكن من الأخسرين أعمالاً، الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، لم هذه الغفلة؟؟ لم هذه القسوة؟؟

لم أجد في نفسي الصعوبة في استشعار معاني آيات الله والحكمة، لماذا أظن بنفسي خيراً لم أفكر أبداً ولم أفكر -قط- أن أظن بها سوءاً؟! خيراً في ماذا:

صلوات نفرط في وقتها.. صدقة نضيع أمرها.. أمر بالمعروف نتجاهله.. نهيٌ عن منكر لا نعرفه.. كلمة طيبه نتبرأ منها.. سلامٌ تفشيه شيٌ عجاب.. تلاوة قرآن نادرة الحصول.. مماذا الخير؟! بالله علينا مماذا الخير؟! ألديك صك عهد من الله أنك من الآمنين، (ساء ما يحكمون)!!

سبحان ربي كيف إذاً أظن أنني كعابد من العبّاد كفضيل بن العياض!

سبحان الله أتعرف من فضيل بن العيّاض، هذا عرف حق الله و التزم بشرعه، كان سارق يسطو على الناس، يأكل حقهم كما نأكل حقوق بعضنا، فمرة صعد على جدار بيت ليسرق ما به فسمع وهو على جدار البيت، تالي لكتاب الله في آناء الليل يتلو كتاب الله ثم وصل إلى الآية:

(أَلَم يَأنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخشَعَ قُلُوبُهُم لِذِكرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبلُ فَطَالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَت قُلُوبُهُم وَكَثِيرٌ مِّنهُم فَاسِقُونَ)

فقال: بلى آن.. بلى آن.. ثم نزل تائباً إلى الله!!

سبحان الله، ألم يأن بعد أن تخشع قلوبنا لذكر الله؟! إذاً متى آن،، متى آن لنفسي أن تخشع لذكر الله، يوم الغرغرة؟! يوم الصاخّة؟! يوم القارعة؟! يوم العرض بين يدي الله؟!

لماذا هذه الغفلة عن ذكر الله، لماذا الغفلة عن طاعة الله، سبحان الله آيات الله تخاطبني:

(وَيلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ, أَثِيمٍ,)!! أنا أفّاك أثيم؟، أبداً لست أن ذاك،!! هذا حالي وحال المقصرين أمثالي، يظنون الخير بأنفسهم اسمع لبقية الآيات:

(يَسمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتلَى عَلَيهِ ثُمَّ يُصِرٌّ مُستَكبِرًا كَأَن لَّم يَسمَعهَا فَبَشِّرهُ بِعَذَابٍ, أَلِيمٍ,)

خابت نفسي وخسرت إن هي غفلت عن خطاب باريها

خابت نفسي وخسرت إن هي سهت عن ذكر خالقها

سبحان الله، لماذا لا نكون من المؤمنين، (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَت قُلُوبُهُم وَإِذَا تُلِيَت عَلَيهِم آيَاتُهُ زَادَتهُم إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ)، قس نفسك هل وجلت نفسك لذكر الله؟! إذا مؤمن بإذن الله

فلماذا إذاً لا نبادر إلى الرجوع إلى الله؟! لمِ ونحن في أيام تمر بدون أن نشعر بها لا نبادر إلى التوبة إلى الله؟!

أما زلنا نظن بأنفسنا الخير!! - سبحان الله - عجبي لحالي عمر بن الخطاب يتحرى حذيفة بن اليمان ويحلّفه بالله وحذيفة بن اليمان قد أخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمنافقين الذين لا يصلى عليهم إن ماتوا ولا يدفنون في مقابر المسلمين! فيحلّفه عمر بن الخطاب الفاروق.. الذي ما مشى في طريق إلا وخالفه الشيطان - سبحان الله -، الشيطان!!

يقول له: هل ذكرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع المنافقين؟!

هل ذكرني رسول الله مع المنافقين؟! هل ذكرني رسول الله مع المنافقين؟!

 

أين محاسبتنا لأنفسنا وتنبيهها للالتزام بشرع الله؟ أين المبادرة إلى التوبة؟! صدق ربي الذي رحمته وسعت كل شي: (وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيكُم وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيلاً عَظِيمًا)

 

بادر أخي في الله، وأختي في الله إلى التوبة، ولنبدأ -وأبدأ معكم- بتوبة في هذا الشهر العظيم.. ولا تنسونا من صالح دعاءكم.. (يَا أَيٌّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الغَنِيٌّ الحَمِيدُ)

جزاكم ربي كل خير

والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply