انتقام الله لأوليائه


بسم الله الرحمن الرحيم

 

يقول - تعالى - في كتابه الكريم: {إنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذينَ آمَنُوا} [الحج: 38]، ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حديث البخاري: \"من عادى لي ولياº فقد آذنته بالحرب \" الحديث.

والآيات والأحاديث كثيرة في هذا الباب، وكلها تصب في معنى واحدº وهو انتقام الله لأوليائه الصالحين من الذين يظلمونهم بغير حق.

 

(حكي أن رجلا أخذ رداء الشيخ أبي بكر الكتاني، في حال صلاته، ولم يشعر بذلك لانشغال قلبه بالله - تعالى -، فلما باع السارق، وأراد أن يسلم الرداء إلى المشتري، يبست يده، فرجع بالرداء إلى أبي بكر الكتاني ويده شلاء يابسة، فأخبر الشيخ بذلك، فدعا وقال: إلهي، عبدك رَدَّ إلي ما أخذ مني، فاردد عليه ما أخذت منه، فعادت يده سليمة كما كانت) [محاسن الإسلام، للبخاري، ص 64، 65].

 

هذه صورة من صور الانتقام، ولكنها ليست الصورة الوحيدة، فربما تكون العقوبة غير مرئية للآخرينº كأن يسلب النوم، أو يصاب بالضيق، والقلق، والخوف، والرعب، ولأن هذا اللون من العقوبة غير المرئية للدعاةº يُدخِلُ الشيطان في نفوس بعضهم بأن الله قد أهمل ذلك الظالم، ويستبطئون عقابه، فلذلك تأتي الآيات المطمئنة لهذا الصنف من الدعاةº ليتأكدوا من معنى سنة الله - تعالى - في الظالمين، فيقول (إن تَكُونُوا تَألَمُونَ فَإنَّهُم يَألَمُونَ كَمَا تَألَمُونَ وَتَرجُونَ مِنَ الله مَا لا يَرجُونَ) [النساء: 4]، ويقول (وَلا تَحسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ, تَشخَصُ فِيهِ الأَبصَارُ * مُهطِعِينَ مُقنِعِي رُءُوسِهِم لا يَرتَدٌّ إلَيهِم طَرفُهُم وَ أَفئِدَتُهُم هَواءٌ) [إبراهيم: 42، 43]

وفي هذه الآية يلفت أنظار المؤمنين، إلى أن الانتقام قد لا يكون في الدنيا، بل في الآخرة على هذه الصورة التي ذكر.

 

ويؤكد هذا الأمر في آية أخرى، بقوله: (فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنهُم مٌّنتَقِمُونَ * أَو نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدنَاهُم فَإنَّا عَلَيهِم مٌّقتَدِرُونَ) [الزخرف: 41 42].

ويقول - تعالى -: (وَإمَّا نُرِيَنَّكَ بَعضَ الَّذِي نَعِدُهُم أو نَتَوفَّيَنَّكَ فَإلَينَا مَرجِعُهُم ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفعَلُونَ) [يونس: 46].

وكل هذه الآيات رَدَّا على وساوس الشيطان، التي يلقيها في نفوس أوليائه من الدعاةº ليثبطهم في مسيرتهم لنصرة دين الله، ومن هذه الآيات يتأكد لنا بأن انتقام الله من الظالمين سنة ماضية لا تتبدل، وأن صور الانتقام تتعددº فقد تكون مرئية أمام الناس جميعا، وقد تكون غير مرئية، وقد تكون في حياة الدعاة، أو قد تكون بعد مماتهم، وقد تكون يوم القيامة.. فلا يقلق الدعاة في هذا الأمر، وليتركوا قضية الانتقام لربهم القادر على كل شيء، ولينشغلوا في أمر هذه الدعوة، ونشرها بين الناس.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply