هداية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لابد من مزية للتربة الحسينية على غيرها:

كان عبد العزيز عبد الحسين شيعياً من منطقة عال، وكان والده مؤذناً في أحد مساجد الشيعة هناك، ثم هداه الله للسنة، وانتقل إلى مدينة حمد، وهو الآن إمام مسجد (أسماء ذات النطاقين). كان يعمل مع أحد الأشخاص في إحدى الوزارات الحكومية قبل أن يترك العمل ويلتحق بوزارة العدل والشئون الإسلامية، ويعمل كإمام مسجد حيث هو الآن، والشخص هو (الشيخ جاسم السعيدي) وهو معروف وذو شهرة واسعة وحسنة في البحرين، حيث جرت محاورة بينه وبين (الشيخ السعيدي) حول مسألة لماذا الشيعة يصلون على التربة؟

احتار (عبد العزيز) ولم يستطع الإجابة، حاول الحصول على الإجابة من قبل بعض المشايخ المعممين -الشيعة- في منطقته (عالي) قيل له: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الذي أمر بذلك وذكروا له الحديث: {جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً} مع الشرح، استغرب (عبد العزيز) من الجواب وفكر في الحديث، وقال في نفسه: (أين ذكر التربة الحسينية في الحديث حتى نتخذ نحن الشيعة التربة الحسينية في الصلاة، والحديث جاء بصورة عامة وليس فيه خاصية لتراب معين؟!

وعندما سأل أصحاب العمائم: لماذا التربة الحسينية بالذات؟ وهل الرسول - صلى الله عليه وسلم - صلَّى على تربة الحسين - عليه السلام - كما نفعله؟! كان جوابهم فقط لأنه أطهر تراب على وجه الكون، فكر (عبد العزيز) بالجواب الغير منطقي وقال: الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يصل على التربة الحسينية ولم يفعلها (علي ولا الحسين - عليهما السلام -) فمن أين أتينا نحن بهذا العمل البدعي؟!

وقال: إن هذا العمل من الغلو ويجب أن أتركه، علم عنه أهله وأهل منطقته بأنه ترك الصلاة على التربة ولم يعد يؤمن بذلك، حاولوا إقناعه للرجوع فلم يستطيعوا لضعف أدلتهم، ولمضايقتهم له ترك الصلاة في مسجد الشيعةº لأنه كان يصلي من غير التربة، وبسبب التغير الذي حصل له من قبل الشيعة من أهله والمنطقة من حيث المعاملة.

 

وضوح الحقائق بعد خفائها:

اندفع (عبد العزيز) إلى الصلاة مع أهل السنة والجماعة، وأصبح يحضر خطب الجمعة أيضاً رغم أنه كان ما زال من الشيعة لم يتحول بعد، ولم يعرف عنه أحد من أهل السنة بأنه شيعي، وكان يصلي معهم أثناء وجوده في مساجد السنة، حتى علم بالخبر الشيخ جاسم السعيدي، ولم يذكر السعيدي لعبد العزيز عما عرفه عنه، اتصل به وقال له: سوف نذهب هذه الليلة لزيارة صديق لي، وكان الصديق هو الشيخ: محمد مال الله - رحمه الله -، المعروف باجتهاده في الرد على شبهات الشيعة.

وبعد أن تعرف عبد العزيز على الشيخ محمد مال الله أصبح يرافقه بعد ذلك في بعض المناظرات التي كانت تدور بين السنة والشيعة، وأثناء هذه المناظرات تبين لعبد العزيز حقائق كانت مخفية عليه موجودة في عقيدته الشيعية ليست من الإسلام في شيء. ومن هنا بدأ عبد العزيز بالتغير بشكل كلي، وتحول إلى عقيدة أهل السنة والجماعة.

 

صبر عبد العزيز على الأذى في سبيل الحق:

حاربه أهله ومنطقته بعد أن يئسوا من إقناعه للرجوع في التشيع مرة ثانية، فطلب أحد إخوانه الكبار من والدته أن يُطرد من المنزل وإلا سوف يقتلهº لأنه أصبح عاراً على العائلة وعندما خاف عبد العزيز على نفسه هجر المنزل والمنطقة كلها، وحاول زيارة والدته إلا أنه لم يحصل على الفرصة المناسبة، بسبب أخيه الذي كان يهدده بالقتلº فقد كان يتتبع أخبار (عبد العزيز) وهل له وجود في المنطقة أم لا. هذه هي القصة باختصار.

 

 

موقف طريف يبين مدى جهل أسرة عبد العزيز الشيعية:

من المواقف الطريفة التي حصلت له مع ما كان يفعله أهله وأهل المنطقة من أعمال شركية. كان هناك حجر كبير في منطقة عالي، وكان أهالي المنطقة لديهم اعتقاد فيه أنه يسكنه الجن، وإذا حصل مكروه أو أي ضرر من مرض أو ما شابه ذلك لجأ الأهالي للحجر لإرضاء الجن حتى يرضوا عنهم، ولذلك كانوا يقومون بوضع أفخم الأكلات على الحجر اعتقاداً أن الجن يأكلونها ويرضون عن المصاب، ويرفعون غضبهم عنه ويشفى.

وفي يوم من الأيام وبينما كان عبد العزيز عائداً من خارج المنزل وهو جائع، وكان ما يزال على عقيدة الشيعة في ذلك الوقت، دخل المطبخ وشاهد الأكل أمامه، وكان شكله مغرياً جداً حيث أنه لم يستطع المقاومة، و الأكل أرز مع السمك، علماً أنه كان يعلم في ذلك اليوم بأن أهله كانوا يعدون الأكل للجن بسبب وجود مريض في المنزل من أفراد العائلة، أقفل باب المطبخ وأكل الأكل. وعندما جاء الأهل لأخذ الأكل إلى حيث يريدون لم يجدوا شيئاً يأخذوه معهم، استغربوا وكل منهم يسأل الآخر أين الأكل؟! أين الأكل؟!

قالت والدة عبد العزيز له: لقد شاهدتك وأنت تدخل المطبخ هل أنت الذي فعل ذلك؟!

فأجابهم: لا.لقد أكله الجن ألم يكن الأكل لهم؟ لقد سبقوكم في المجيء بدلاً من أن تذهبوا به إليهم، هم الذين جاءوا إليكمº لأنكم قد تأخرتم عليهم، ولم يستطيعوا الصبر بسبب الجوع، وما كان من والدته وأهله المساكين بسبب الجهل إلا تصديق ما سمعوه من (عبد العزيز).

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply