عصبية شريك حياتك ( 2 )


بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل عدم التوافق الجنسي من أسباب العصبية؟

 1-  عصبية بسبب الطبيعة

إننا غالباً مستفزون، ومرد هذا الاستفزاز عيش الفرد في بيئة تخلو من المثيرات الطبيعية ووسائل الترفيه والاستمتاع، فمثلاً البيئة الأوروبية تزخر بالطبيعة الخلابة (الأشجار، الأنهار)..وفي الوقت ذاته لا تخلو من وسائل الترفيه والتسلية التي تمتص بدورها شحنات الغضب المتراكمة في النفس البشرية، بالإضافة إلى بعض القيم التي قد تحول بين الإنسان ونفسه، وكثرة القيود تسبب حالة الإحباط لدى الفرد وهذا بدوره يؤدي إلى خلق جاهزية لدى الفرد لأنه يستجيب استجابات مبالغاً فيها لمثيرات قد تبدو عادية.

 

2-  العقم والعصبية

إن الأصل في السلوك الطبيعي للفرد أنه إذا لم يحقق النشاط هدفه أن يشعر الفرد بالإحباط، فأي نشاط له دافع ومعنى وهدف وآلية معينة للقيام به، فمثلاً الزواج، معروف لدى الجميع أن مهمته إلى جانب الإشباع الجنسي هي الإنجاب وفي حال عدم تحقيق هذا سيشعر الفرد ذكراً كان أم أنثي بالإحباط.

ما يجب ذكره أن قيم الهدف المنشود تختلف من شخص لآخر، فقد لا ينفعل رجل أو امرأة، لمجرد أنه عقيم، لأن قيم الأهداف تختلف باختلاف الأفراد، إلا أن البعض قد تكون الرغبة لديه في الإنجاب عالية، وفي حال عدم الإنجاب سيشعر أحدهما أو كلاهما بالإحباط مما يستدعي الانفعال (العصبية).

 

3-  الانفعال والغضب نتيجة الضعف الجنسي

قد تحدث حالة الإحباط لدى الشركاء في العلاقة الزوجية في حالات متعددة منها عدم حدوث التوافق الجنسي بمعني عدم وصول أحد الشريكين إلى الذروة، مما يؤدي إلى الإحباط أو قد لا يحقق الزوج الإشباع الجنسي الكافي للزوجة، وهي تشعره بدورها في ذلك مما يؤلمه لشعوره بالعجز وبالتالي تتأثر العلاقة الزوجية سلباً بهذه الحالة.

وقد يكون الطلاق حلاً لهذه المشكلة، ولكن في الوقت ذاته هناك أثار سلبية تعود بالضرر على الطرفين، ومرد ذلك هو انتفاء الوسيلة لإشباع الحاجة الجنسية من قبل الشريك، فضلاً عن عدم اللجوء إلى وسائل أخرى بديلة، فتصدر بالتالي أفعال وتصرفات مشحونة بالعواطف ولا تستند إلى العقل.

 

4-  سلوك عدواني نتيجة للتعدد

إن الزوجة غالباً ما تنظر إلى الزواج علي أنه استراتيجية للبقاء، بمعنى استمرار العلاقة بين الزوجين، فوجود مناخات وظروف تهيئ لوجود شرخ في هذه العلاقة تؤدي بدورها إلى سلوك انفعالي تدميري، فبعض النساء قد ينسحبن من هذه العلاقة، وقد تنتهج الأخريات سلوكاً عدوانياً عنيفاً وقد ترضى المرأة بالأمر الواقع، ولكنها تتصرف تصرفات تشعر بعدم الارتياح.. فأشكال الاستجابة المثيرة تختلف من شخص لآخر ومن ظروف لأخرى ومن بيئة لأخرى.

5-  الإعاقة بعد الزواج سبب للعصبية

في هذه الحالة يشعر الشركاء بأن النظام الأسري أصيب بأزمة بالغة التأثير وتتطلب الاستجابة لها إمكانات ليس بمقدور النظام التعرض لها، فهما هنا أمام خيارين إما التضحية وتحمل الظروف لإرضاء الذات وإبقاء الصورة التي رسمها الفرد لنفسه، وكذلك الصورة الحسنة التي رسمها تجاه الناس المحيطين به، أو البحث عن المصلحة الذاتية بأن يكون في حل من هذه العلاقة.

وأود أن أشير إلى أن الإصابة بمرض لا يشفي منه بعد الزواج تؤثر بلا شك على واقع الأسرة ومستقبلها، ويمكن أن يكون له تداعيات أكبر، لأن الزواج اعتماد متبادل بين الشريكين.. وعجز أحدهما أو غيابه يضعف البنية الأسرية وتصبح مهددة آنذاك بالانهيار.

 

العلاج الناجح لهذه الحالات

لا بد من تهيئة الفرد لهذه المواقف وإفهامه قاعدة التباين بين الطموح والإنجاز، فكلما كان الطموح عالياً ولم يستطع الفرد تحقيقه أدى ذلك إلى حدوث الإحباط، فمثلاً طموح الزوج أن يحقق الإشباع الجنسي له ولزوجته ولم يستطع ذلك.. سيصل حينها إلى حالة الإحباط، أو قد ترغب المرأة أن تكون في علاقة تبادلية مع زوجها دون شريك آخر، ولم تستطع الزوجة الاحتفاظ بالرجل وتزوج بأخرى، فسيؤدي ذلك حتماً إلى الإحباط، وهكذا دواليك فلا بد من تهيئة الفرد للمواقف ومعرفة أنها تحدث بشكل طبيعي، وهناك طرق وسبل للتعامل معها مع عدم استبعاد ما قد ينجم لعدم بلوغ الهدف المنشود، لأن الفجوة بين الطموح والإنجاز ستولد حتماً الإحباط، وبالتالي الانفعالات التي قد يدينها البعض لمجافتها المنطق والعقل.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply