عصبية المرأة .. محاولة لإثبات الذات أم ضغوط الحياة ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

صارت العصبية الناتجة عن الانفعال الزائد ظاهرة في مجتمعاتنا العربية، وترتب على هذه العصبية سلوكيات كثيرة ومواقف سلبية.

فهل العصبية والانفعال صفتان ملازمتان للمرأة أكثر من الرجل؟ وهل الفتاة أكثر عصبية من المرأة المتزوجة؟ وهل يعاني الرجال في مجتمعاتنا العربية من عصبية الزوجات وانفعالهن؟ وهل من علاج للعصبية؟

• تقول سلوى وهبي (مدرسة ثانوي): أنا من صغري يُقال عني إنني حادة، وعصبية المزاج، وحينما كبرت وعرفت الحياة اكتشفت أنني عصبية فعلاً.

وبسبب هذه العصبية تعرضت لمشكلات كثيرة في حياتي الزوجية، وفي عملي، وكانت لي زميلة وكيلة مدرسة تكبرني بعدة سنوات، لكنها كانت هادئة ورزينة، وتتصرف بحكمة، ولم أشاهدها عصبية أبداً، فأحببتها وتعلّمت منها كثيراً، وكانت بحكم عملها لها مسؤوليات كثيرة متعددة، وكنت أقترب منها حينما تتعرض للمشاكل فأجدها تصمت صمتاً طويلاً، وتأخذ نفساً عميقاً عدة مرات، وإذا احتدّ الذي أمامها لا تردّ عليه، وتركن إلى الهدوء. فتعلّمت منها ذلك، وأخذت أطبقه على نفسي، وقد استغرق الأمر مني عدة سنوات استطعت تمرين نفسي على كظم الغيظ ولجم الانفعالات وتوسيع الأفق.

ولاحظ الجميع ذلك، وكان أولهم زوجي الذي سُرّ سروراً بالغاً من ذلك، فصرت إذا احتدّ هو أصمت أو أرد بكلمات هادئة، وسرعان ما يهدأ هو الآخر، وتمر الأزمة على خير، وزملائي أيضاً لاحظوا ذلك وحدثوني عنها.

* أما فوزية إمام (موظفة) فتقول: زوجي إنسان طيب ولكنه عصبي، وكنت لا أتحمل عصبيته، فأرد عليه بعصبية، فتحدث مشكلات كثيرة بيننا. حتى طلقني في إحدى مرات الغضب. وعدت إلى بيت أهلي، ومكثت فيه شهوراً كانت أسوأ فترة في عمري، وتعلمت فيها الكثير والكثير، وعاهدت الله أنني لو عدت إلى زوجي فسوف أتحوّل إلى إنسانة جديدة. وفعلاً تدخّل بعض الأصدقاء، وتم الصلح، وعدت إلى زوجي، ومن يومها لم يحدث أي خلاف بيننا، فقد عاهدت نفسي ألاّ أردّ عليه في حال غضبه، وأن أتحمل في سبيل إنجاح زواجي والمحافظة على بيتي وأولادي. لقد كنت في البداية أتحمل وأنا أعاني، وبعد ذلك صارت الأمور أسهل وأصبح من عادتي ألاّ أتعصب أو أرفع صوتي.

* أما خيرية مسعود (مهندسة) فتقول: أعمل في مصلحة حكومية يكثر فيها الدس والوقيعة والنميمة ومشكلات العمل، وكنت في البداية لا أطيق ذلك فأنفعل وأغضب لأتفه الأسباب. فحدثت لي مشكلتان:

المشكلة الأولى في العمل، حيث خسرت من جراء ذلك الكثير، ولم يتم ترقيتي، وتم ترقية من هم أحدث مني بدعوى أنني عصبية، ولا أجيد التعامل مع المشكلات.

والمشكلة الثانية كانت نتيجة المشكلة الأولى، وهي أنني مرضت مرضاً شديداً لدرجة أنني أنفقت كل مدخراتي من أجل العلاج منه، فقرّرت ألاّ أنفعل مهما حدث لي من مشاكل، وقلت لنفسي: صحتي أهم من كل شيء. والحمد لله مضت أكثر من خمس سنوات، ولم يعاودني المرض، وأصبحت أتجاهل مشكلات العمل، وتغير حكمي على الأمور، وتحسّنت علاقتي بزملائي ورؤسائي، وفوّضت أمري إلى الله، وأصبحت أتمتع بهدوء نفسي أجد سعادتي فيه.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply