أساتذة تحفيظ القرآن يؤدون أن المراجعة الدائمة ضرورية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نسـيان الطلاب لحفظهم..مشلة حلولها ثيرة!

اتروا (الأرقام القياسية في الحفظ) فهي ضارة

 

الشيخ الحربي:

لا بــد من انتــقاء مــدرس القـــرآن انــتقاء جـــيداً

لا تتهاونـــوا في تقييم الطــــلاب فمنـح الدرجـــات بــدون حق يســــاعد على الضعــف.

طلاب التحقوا بمدارس التحفيظ (بدون رغبة)

 

بعض المدارس تدرس بطريقة روتينية

 

هناك طلاب التحقوا بالمرحلة الثانوية ولم يدرسوا المتوسطة في التحفيظ

 

تحقيق- د. عقيل العقيل:

القرآن دستور الأمة وسر عزها وعلو مكانتها وعناية الأمة به تلاوة وحفظاً وتدبراً وتفسيراً دليل على التزامها بمنهج رسولها - صلى الله عليه وسلم - الذي حثها على العناية بهذا الكتاب وأنها إن تمسكت به هديت إلى صراط مستقيم وإن ابتغت الهدى من غيره ضلت بلا ريب. وإن مما يسر الله من أبواب الخير هذه الجمعيات الخيرية التي تُعنى بتحفيظ كتاب الله وتشجيع الطلاب على ذلك وتوافر المدرسين المتخصصين في علم القراءات وغير ذلك، وهذا جهد مشكور وبإذن الله مأجور. ولكن هناك ظاهرة لوحظت في السنوات الأخيرة وهي كثرة نسيان الطلاب لما حفظوه حتى أنك لتعلم أن فلاناً من الطلاب قد حصل على جوائز ودروع في حفظ القرآن أو أغلبه ثم تفاجأ بعدم إتقانه لحفظه أو نسيانه لذلك. وفي هذا العدد التقينا مجموعة من أساتذة تحفيظ القرآن لنعرف من خلالهم الطرق المُثلى لحفظ القرآن وكيفية المحافظة عليه وما أسباب نسيان الطلاب له بعد الحفظ وما العلاج الناجح لذلك.

 

* لماذا ينسى الطلاب ما حفظوه؟

- بداية تحدث الشيخ عبد الله بن سعود الحربي - إمام مسجد العجلان بالرياض وأستاذ العلوم الشرعية في ثانوية أبي عمرو البصري لتحفيظ القرآن - فقد عرض لهذه الأسباب قائلاً:

1 - فإن مما يجب على موجهي التربية الإسلامية في وزارات التربية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم انتقاء مدرس القرآن الكريم انتقاءً جيداً والحرص على اختيار المتخصصين المتخرجين من كليات القرآن ومعاهد تعليمه، أو من لديه إجازة إقراء وعُلِم تمكنه وضلوعه فيه من تحليه بالتقوى وتجمله بأخلاق القرآن العظيم ووضع المعايير الدقيقة والأسس الواضحة بقبولهم. لأن من أهم أسباب ضعف التكوين العلمي والتربوي مع القرآن عند الأجيال والطلبة هو ضعف مدرسي العلوم الشرعية عموماً من الناحية العلمية والعملية، وفي القرآن الكريم خصوصاً فنجد القصور الكبير في الإلمام بأحكام التجويد والنقص البيِّن في التبحر في كتب التفسير والخلل الواضح في الاقتداء والتأسي والإخلاص فإخلاء ساحة تعليم القرآن لمن هو أهل لها أمر متعينٌ ابتداءً لإصلاح هذا الأمر.

 

2 - كذلك معاملة مادة القرآن الكريم على أنها مادة أساسية وعلى رأس القائمة، وهو أمر توجبه الشريعة وعدم وضعها في حصص الكسل والخمول العقلي أو تكميل نصاب من ينقص نصابه من المعلمين.

 

3 - عدم التهاون في تقييم الطلبة وإعطائهم درجات أكثر مما يستحقون ومنحهم درجات عالية في ضعفهم في التلاوة والحفظ حتى أصبحت حصة القرآن بلا هيبة ولا تقدير.

 

4 - ضرورة التركيز على بيان فضل القرآن العظيم، وعظيم الأجر لمن حفظه وعمل به، ووجوب توقيره وإجلاله وإحلاله المكانة اللائقة به وغرس هذه المعاني في نفوس الطلاب.

 

5 - حث الطلبة على تدبر ما يقرؤون وقراءة تفسيره وفهمه ليرتفع منسوب الإيمان في قلوبهم وتطمئن بتلك المعاني نفوسهم.

 

ثم تحدث الشيخ وائل بن حسين صنبع - أستاذ القراءات في ثانوية أبي عمرو البصري لتحفيظ القرآن الكريم - فبيَّن هذه الأسباب قائلاً:

مستويات هزيلة

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً قيّماً أحمده على قديم الإحسان وجزيل الإنعام، خلق الإنسان وشرَّفه بنطق اللسان وعلَّمه البيان وصلى الله وسلم على خير الخلق طهراً وأعلاهم عند الله قدراً وأشرفهم جاهاً وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين وبعد. إن حفظ كتاب الله - عز وجل - أمنية عزيزة يتمناها كل مسلم له أو لأبنائه، فترى كثيراً من أبناء المسلمين ينتظمون في حلقات تحفيظ القرآن وفي مدارس تحفيظ القرآن رغبة في أن يكونوا من أهل الحفظ لكتاب الله العزيز يسبق ذلك الانتظام أو يوافقه حرص أبوي على انضمام الأبناء في هذه المحاضن الجليلة بيد أن هذا الحرص من الأبناء والآباء ما يكاد أن يذوب عند دخول الابن في المدرسة وضمان كونه فيها فترى الابن ضعيف الحفظ مع أنه في الصف الثالث المتوسط يعد حافظاً لكتاب الله ثم في الصف الثالث الثانوي يعد قد راجع المصحف كاملاً وألمَّ ببعض قراءته فلا تراه يكاد يضبط من القرآن إلا مواضع قليلة هي ما يكرره الأئمة في الصلوات وما يحتاجه هو في افتتاح بعض الحفلات أو المناسبات، أو ما يشارك به في بعض المسابقات حتى أنك عندما تتجول في كثير من مدارس تحفيظ القرآن تفاجأ بمستوى الحفظ الهزيل عند كثير من الطلاب وتكاد تجزم في بعض الأحيان أن هؤلاء الطلاب، ليسوا من حفظة كتاب الله مع أنهم في المرحلة الثانوية من هذه المدارس، وليس بعيداً عنه الصغار في القدر الذي يحفظون فما هي أسباب هذا المرض الذي أصبح مشكلة تحتاج إلى علاج حتى لا تتطور إلى ما لا يُحمد عقباه، وسوف نقسِّم الحديث هنا إلى قسمين. وليعذرني القارئ الكريم في أن الكلام سيكون مختصراً جداً وعلى هيئة رسائل سريعة.

 

أين الخلل

أولاً سبب هذه المشكلة: لهذه المشكلة ُعدة أسباب يمكن أن نذكر منها:

1 - أن هذا الكتاب أخبر عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنه إذا لم يتعهد ينفلت فقال - عليه الصلاة والسلام - (تعهدوا هذا القرآن والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقالها). فإذا كان هذا القرآن الأصل فيه أنه يُنسى إلا إذا تعهده صاحبه فهذا أول أسباب ضعف الحفظ وهو قلة المراجعة.

 

2 - عدم الاستقلالية عند الطالب في المراجعة فهو دائماً معتمد على المدرس في وضع جداول المراجعة مما يجعل أوقات الإجازات أوقات ترك للحفظ والمراجعة وعدم تربية الطلاب على المراجعة الذاتية.

 

3 - إن قبول الطلاب في مراحل متقدمة في الدراسة من هذه المدارس - مدارس تحفيظ القرآن - مع أنه لم يحفظ ما حفظه أقرانه مما يجعل ما سبق مقداراً ليس محفوظاً.

 

4 - قبول بعض الطلاب الذين لم يحفظوا وليس عندهم رغبة في الحفظ بضغط من أولياء الأمور مما يجعل ظاهرة عدم الحفظ مألوفة عند بقية الطلاب.

 

5 - عدم ربط الطلاب بناصية الأجر والثواب من الله - عز وجل - ورجاء ما عنده وإخلاص النية لله - تعالى -وأن الأصل في ذلك هو التقرب إلى الله وليس مسألة الدرجات.

 

6 - ترك ناصية الأداء المجود المرتل الذي يجعل الطالب يستمتع بالقراءة والاكتفاء بالهز الذي يفقد القراءة جمالها ورونقها.

 

7 - عدم مراعاة قدرات الطلاب في الحفظ.

 

8 - بعض الطلاب يدخل في المدرسة في المرحلة الثانوية ولا يكون مرَّ على المرحلة المتوسط ويفاجأ بمقدار الحفظ الكبير الذي هو موجّه للطلاب الخاتمين مما يجعله سيئ الحفظ.

 

9 - الطرق الروتينية في حصص القرآن وترك التلقين في الصفوف الأولى. إلى غير ذلك من الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه المشكلة.

 

10 - إهمال الوسائل الحديثة في حصص القرآن وعدم الاستفادة من تقنيات العصر..

 

11 - إهمال عرض المعاني والتفسير وتصحيح الكلمات الغريبة مما يعين الطالب على الحفظ والتدبر.

 

غلبة العادة

ثم تحدث الشيخ عبد المجيد بن ناصر العقل - إمام مسجد سليمان الحمزة بالرياض، وأستاذ العلوم الشرعية في متوسطة أبي عمرو البصري لتحفيظ القرآن الكريم - فقال: من أسباب الضعف من وجهة نظري غلبة العادة والضعف في استحضار العبادة مع كثرة الطلاب عند المعلم وعدم ربط الطالب تربوياً بالقرآن مما يضعف ارتباط الطالب بالقرآن، ويضعف همته في الحفظ كما نلاحظ الاهتمام بالكم على حساب الكيف. فالطالب يسمح له بتجاوز المقطع مع وجود أخطاء كثيرة على ختم القرآن أو قطع أجزاء كثيرة في فترة قصيرة دون مراعاة لضبط الحفظ والمراجعة المستمرة، فيجد الطالب في النهاية أنه لم يحصل على شيء. كما يوهن همته عن الاستمرار وتلاحظ أن ضعف الطالب في القراءة والتأسيس يجعل عملية الحفظ عنده أصعب من الطالب المؤسس تأسيساً قوياً.

 

النية والإخلاص:

ثم تحدث الشيخ عبد الله الفهدي - إمام مسجد الأمير متعب بحي الفاروق بالرياض، وأستاذ القراءات في ثانوية أبي عمرو البصري لتحفيظ القرآن الكريم - فقال: إن مما لا يخفى هو أهمية حفظ القرآن وحمله ومدارسته، فعظمة القرآن تكمن في أنه كلام الله الذي أنزله على نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وحفظ القرآن في الصدور من أعظم العبادات وبه تكون فواتح العلم وأصوله... وقد اهتمت هذه الدولة - حفظها الله - بالقرآن وحلق تحفيظ القرآن منذ أكثر من عشرين سنة ولله الحمد على المستوى المحلي والدولي، وقد تخرج كثير من الحفظة من شتى أنحاء البلاد، ومع كثرة الحفظ، فقد ظهر تفلت القرآن لكثير منهم، بل قد تجد بعضهم لا يُحسن القراءة بعد أن كان حافظاً؟... والأسباب كثيرة ومتنوعة والحلول موجودة وهي مبسوطة في كثير من الكتب والبحوث التي اهتمت بهذا الموضوع، ونحن نسهم بشيء منها عسى الله أن ينفع بها.

 

الأسباب:

1 - ضعف النية عند الحفظ (عدم الإخلاص لله أو ضعفه).

2 - عدم فهم كثير من الآيات الفهم الصحيح ومعرفة معانيها.

3 - عدم الاهتمام بالمتشابه من الآيات أثناء الحفظ، لأن كثيراً من الآيات لا تختلف عن بعضها إلا شيئاً يسيراً إما بحرف أو كلمة أو تقديم وتأخير وغير ذلك (لولا المتشابه في القرآن لتغنت به الغلمان).

4 - سرعة الحفظ.. وهو من أهمها وأكثرها انتشاراً.. لأن ما يُحفظ سريعاً يُنسى سريعاً..

5 - عدم التأسيس الصحيح للحفظة.. لأن الحفظ المتقن له أُسس وطرق اتبعها كثير من الحفظة فاتقنوا حفظهم (ولولا الإطالة لذكرنا هذه الأسس والخطوات بالتفصيل).

6 - فترة الانقطاع الطويلة في الإجازات.

7 - الاهتمام بكمية الحفظ دون العناية بما سبق حفظه.. وهذا يتعلّق بكثير من المعلمين.

8 - عدم وجود معاهد أو مراكز تهتم بالحفظ وتوليهم العناية الخاصة (مثل رعاية الموهوبين والمتميزين)، لأن كثيراً من الحفظة قد تفلت القرآن منهم لأسباب اجتماعية أو أخلاقية وسلوكية خاصة عند المرور بفترة المراهقة.

9 - رفاهية المعيشة والاهتمام بأمور الدنيا كانت سبباً في انشغال كثير من الشباب عن القرآن.

10 - ضعف الاهتمام من قبل الآباء والأمهات وذلك من خلال عدم المتابعة للابن بعد الحفظ.

11 - اعتقاد كثير من الحفظة والمعلمين أن مسؤوليتهم قد انتهت عند إكمال الطالب لحفظ القرآن كاملاً، وعدم السؤال عنه أو متابعته بعد ذلك.

12 - الاهتمام بالجوائز العينية وكثرتها وتنوعها حتى أصبح القرآن لدى كثير منهم مصيدة للجوائز.

 

العلاج

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه ما علاج هذه الظاهرة؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟

يقول الشيخ عبد الله بن سعود الحربي: لتلافي هذه الظاهرة والقضاء عليها ينبغي القضاء أولاً على أسبابها. وكذلك إعلاء همم الطلاب ورفع معنوياتهم وحثهم على مواصلة السير في طلب العلم ومراقبة الله - تعالى - في كل ذلك وطلب رضاه وعلاج أمراض القلوب وأدوائها من رياءٍ, وعجب وكِبر وحسد، وطلب محمدة أو منصب أو جاه أو عَرَض من أعراض الدنيا. وكذلك ربط هذا العمل العظيم - وهو حفظ كتاب الله - بما يترتب عليه من حصول رضا الله والأجر الكبير في الآخرة، وعلو المنزلة والترقي في درجات الجنان، كذلك أيضاً أهمية العمل به فلا قرار ولا بقاء للقرآن في صدور تاليه إلا بتمثله وتطبيقه وكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم. كذلك من أهم ما يحفظ القرآن في قلب صاحبه معرفة عظيم نعمة الله - تعالى - عليه بحفظه للقرآن الكريم وشكره ودوام ذكره، وكذلك اللجوء إليه والدعاء بإلحاح والتضرع في أن يتم الله عليه هذه النِعمة ويحفظها له ويُرزقه شكرها والله أعلم.

 

الأرقام القياسية مضرة

ثم تحدث الشيخ وائل بن حسين صنبع قائلاً:

وإذا حددنا المشكلة وأسبابها بقي أن توجد سُبل علاجها وذلك يتلخص في معالجة أسباب هذه المشكلة وتحليلها لتكون هي سبيلا للعلاج ومن ذلك:

1 - ربط الطالب بالأجر وذكر القدرة من سلف هذه الأمة، وكيف كان حالهم مع القرآن وغرس ذلك في نفس الطالب وتذكيره به في كل مناسبة يرى ضعفه فيها.

 

2 - الاهتمام بمرحلة الحفظ وتأسيسها من حيث جودة القرآن وإتقان الحفظ فلا يهتم بالكم على حساب الكيف، والبعد عن ذكر الأرقام القياسية في الحفظ التي تؤدي إلى الاهتمام بالكم دون الكيف، خاصة عند من يرى فيهم ضعف الحفظ.

 

3 - جعل برنامج للحفظ والمراجعة للطالب ذاتي يطبقه في كل الأوقات ودون الحاجة إلى المدرس خاصة فيما سبق وأن قرأه على المدرس.

 

4 - جعل القرآن مع الطالب في كل مكان وتوصيته بأن يقرأ أي الحفظ في النوافل والسنن الرواتب والصلوات السرية.

 

5 - تعويد الطالب على الترتيل والتغني بالقرآن وذكر فضائل ذلك وتحذيره من الهز والقراءة التي لا يصحبها تأمل للمعاني.

 

6 - إعطاء الطالب بعض اللمحات عن تفسير الآيات مما يعين على الحفظ.

 

7 - وضع ضوابط للقبول في المدارس - مدارس تحفيظ القرآن - بحيث لا يُقبل إلا من يكون مؤهلاً للحفظ وعنده القدرة حتى لا يؤثِّر سلباً على الطلاب.

 

8 - أن يحاول المعلم ابتكار طرق جديدة لجذب الطلاب كاستخدام المكبر ومصحف الوسيلة وغيرها من الوسائل.

 

9 - الاستعانة بالمسابقات والمنافسة بين الطلاب في حفظ وتجويد القرآن.

 

إلى غير ذلك من طرق علاج هذه المشكلة التي أسأل الله ألا تكون ظاهرة تدمر العلاقة بين أبنائنا وكتاب ربنا وما هذه إلا إشارة إلى أن الموضوع يحتاج إلى كثير من البحث ويفتقر إلى الاستشهادات من السّنة وكتاب أهل العلم ولكن هي خواطر وإشارات والله المسؤول أن يصلح لنا النية والذرية وأن يصلح شبابنا ويوفقهم للهدى والسداد.

 

الجانب الإيماني

ثم تحدث الشيخ عبد المجيد بن ناصر العقل واصفاً العلاج لهذه الظاهرة قائلاً:

وإذا تكلمنا عن العلاج فسوف أركِّز على أهمية الاهتمام بالمراجعة ومن الأساليب الناجعة التي ينطبق عليها عبارة (بطيء وقوي المفعول) التكرار، ولو قيل لي لخص علاج ضعف الحفظ بكلمة للخصته بكلمة التكرار. ولا أنسى أن أذكر الطالب على أن يجعل له حزباً يومياً محدداً يراجع فيه حفظه السابق. وخلاصة القول: إن المعنيين بحفظ القرآن أرى له أن يجمع بين ثلاثة أمور حتى تكون منهجيته متكاملة وهي ضبط الحفظ والتكرار وتحديد حزب يومي يراجع فيه ما سبق له حفظه ولا ينسى الاستعانة بالله وإخلاص النية فهذه أسباب التوفيق في الأعمال.

 

ثم تحدث الشيخ عبد الله الفهدي مبدياً عدداً من الحلول لعلاج هذه الظاهرة قائلاً:

1 - الاهتمام بالجانب الإيماني وتعميق مراقبة الله والإخلاص له والتأثر بمعاني الآيات خاصة ما جاء به الوعد والوعيد.

 

2 - تغيير الروتين الذي يستخدمه كثير من المعلمين عند التسميع، وذلك أن كثيراً من المعلمين يطالب طلابه أن يكون الحفظ يومياً. فيكون تقييمه للطالب على هذا النوع دون النظر إلى ما سبق حفظه.

 

3 - قد يكون لكثير من الطلاب طاقات تفوق الحفظ المقرر فعلى المعلم أن يوجّه هذه الطاقات إلى ما تم حفظه في السابق دون زيادة الحفظ الجديد.

 

4 - اتباع طرق الحفظ المتقن وألا يجتهد المعلم لنفسه أو ما يعرف بالعشوائية لدى بعض المعلمين.

 

5 - أن يكون المعلم مسؤولاً عن طلاب محددين في الحلقة الواحدة وألا يزيد عدد الطلاب على العشرة لكي يتمكن من تسميع الحفظ والمراجعة والنصح والإرشاد لهم.

 

6 - الاستعانة بعد الله بالمصاحف التي تحمل تفسيراً مختصراً لكي يفهم الطالب بعض المعاني المبهمة لديه.

 

7 - السماح لبعض الطلاب الذين أتموا حفظ القرآن باتقان بالتدريس في نفس الحلقة تحت نظر المعلم.

 

8 - تفعيل متابعة الحفظ والمراجعة خارج الحلقة أو المدرسة (في السيارة والمنزل) وذلك بتوزيع الأشرطة لمتابعة القرآن سماعاً.

 

9 - تفعيل دور الأسرة وذلك بمراسلتهم والاتصال بهم وإعطائهم تقييماً عن مستوى ابنهم في الحلقة أو المدرسة.

 

10 - تكوين الجماعات الصغيرة بين الطلاب لمراجعة الجديد والقديم.. فمثلاً يكون كل طالبين معاً للمراجعة.. فتكون بينهم صداقة وأخوة قائمة على القرآن الكريم وأنعم بها من أخوة..

 

11 - أن تكون هناك دورات ودروس للمعلمين وذلك في تدريس القرآن الكريم.

 

12 - إدخال الكتابة من أجل الحفظ وهذا مما يزيد من ثبات الحفظ إن شاء الله.

 

13 - الحل السليم للمشاكل النفسية والاجتماعية التي تطرأ على بعض الطلاب ومحاولة حلها سريعاً.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply