الشبكة وغزل الأشباح ! ! !


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا ادري لماذا تذكرت هذا الكتاب؟ والذي كان يرقد بجانبي على أحد رفوف مكتبتي وكأنه يغازل ما أكتب؟!

نعم أنه غزل الأشباح وأوهام السراب..وخطى الضياع..ودمار العرض المصون؟!!

أصبح زواج الانترنت موضه (البلاء توك)..

ونحن نعلم ما هي نهايته.. من القصص التي نسمعها والأوضاع التي نعايشها في هذا البلاء توك..

أصبحت تدخل الأخت بنك رجل أو نك مبهم وتمزح وتتحدث مع الرجال بطريقه مذهله حقيقة!! لا تقبلها الفطرة ولا الشرع.. أو قل العكس أصبح الرحل يفعل ذلك؟!!

البالتوك أيه الأحبة سلاح ذو حدين.. به الخير والشر.. والخير لا ينكره أحد من نقل دروس ومحاضرات وطرح مواضيع تهم المسلم في العقيدة والفقه والمعاملات،، كذلك المواد المسجلة.. والكتابات الطيبة.. بل وقد يذكّر أحدهم بالوتر.. فنهب لنتوضأ ونصلي،، فجزاه الله عنا خيراً.. بل منهم من يستقيم بدخوله الغرف الإسلامية الطيبة..

وأنا هنا أريد أن أنبه على قضية مهمة.. وان أناقش القضية فقهياً فأقول وبالله التوفيق ومنه استمد العون والسداد:

الأصل والضابط في كلام المرأة مع الرجال أن المرأة مأمورة بتجنب الفتنة.. فإذا كان يترتب على سماع صوتها افتتان الرجال بها.. فإنها تخفيه..

ولذلك فإنها لا ترفع صوتها بالتلبية وإنما تلبي سرًّا..

وإذا كانت تصلي خلف الرجال وناب الإمام شيء في الصلواتº فإنها تصفق لتنبيههº قال - صلى الله عليه وسلم -: \"إذا نابكم شيء في صلاتكم [رواه أبو داود في \"سننه\" (1/246)، وانظر: \"صحيح البخاري\" (1/ص167)، وكذلك (2/60) من نفس الصحيح. ]º فلتسبح الرجال، ولتصفق النساء\" [رواه مسلم في \"صحيح\" (1/318)، ورواه الإمام أحمد في \"مسنده\" (5/330) بنحوه، ورواه غيرهما. ].

وهي منهية من باب أولى عن ترخيم صوتها وتحسينه عند مخاطبتها الرجال لحاجةº قال - تعالى -: {فَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولًا مَّعرُوفًا} [سورة الأحزاب: آية 32. ].

قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: \"ومعنى هذا أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيمº أي: لا تخاطب المرأة الأجانب كما تخاطب زوجها\" [انظر: \"تفسير القرآن العظيم\" لابن كثير (3/464). ].

وأما صوتها ليس عورة على الصحيح من قولي العلماء: فيجوز للمرأة أن تتكلم بحضرة الرجال الأجانب للحاجة، بشرط أن يكون كلامها فصلاً جاداً، لا خضوع فيه، ولا فتنة، ولا إثارةº فقد كان النساء يكلمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويسألنه، وكن يكلمن الصحابة في حاجتهن، ولم ينكر ذلك عليهن. وإنما نهين عن الخضوع بالقول، كما قال - تعالى -: (فَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الََّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولا مَعرُوفًا) الأحزاب/32.

قال القرطبي - رحمه الله - في تفسيره: \" أمرهن الله أن يكون قولهن جزلا، وكلامهن فصلا، ولا يكون على وجه يظهر في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين، كما كانت الحال عليه في نساء العرب من مكالمة الرجال بترخيم الصوت ولينه، مثل كلام المريبات والمومسات، فنهاهن عن مثل هذا \" انتهى.

وقال في \"مغني المحتاج\" من فقه الشافعية (4/210): \" وصوت المرأة ليس بعورة، ويجوز الإصغاء إليه عند أمن الفتنة، وندب تشويهه إذا قُرع بابها فلا تجيب بصوت رخيم، بل تغلظ صوتها بظهر كفها على الفم \" انتهى.

وقال في \"كشاف القناع\" من كتب الحنابلة (5/15): \" وصوتها - أي: الأجنبية - ليس بعورة، قال في الفروع وغيره: على الأصح، ويحرم التلذذ بسماعه، ولو كان بقراءةٍ,، خشية الفتنة \" انتهى.

وجاء في \"فتاوى اللجنة الدائمة\" (17/202): \" صوت المرأة نفسه ليس بعورة، لا يحرم سماعه إلا إذا كان فيه تكسر في الحديث، وخضوع في القول، فيحرم منها ذلك لغير زوجها، ويحرم على الرجال سوى زوجها استماعهº لقوله - تعالى -: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَستُنَّ كَأَحَدٍ, مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقّيتُنَّ فَلا تَخضَعنَ بِالقَولِ فَيَطمَعَ الََّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ وَقُلنَ قَولا مَعرُوفًا) \" انتهى.

هذا هو الأصل والضابط في كلام المرأة مع الرجال..

هذا من جهة الكلام وأما من جهة النكاح فإنّ النكاح له شروط وضوابط مهمة يجب على المسلم والمسلمة مراعاتها عند الإقدام أو العزم على الزواج وليعلم من يرجوا لقاء الله (أن الأعراض قد أحتاط لها الشرع بسياج عظيم من الشروط وقد عظم الإسلام أمر الفروج).

ومن هنا فقد ذكر العلماء قاعدة فقهية مهمة فقالوا: (إنّ الأصل في الفروج والأبضاع التحريم).

ومن أراد الاستزادة فليراجع كتاب النكاح في الكتب الفقهية ليعلم من خلاله تلك الشروط والقيود المهمة في هذا الكتاب المهم. وتأمل معي يا رعاك الله قول الله - تعالى -: (ولا تواعدوهن سراً) وأقرأ ما ذكره أهل التفسير حول هذه الآية العظيمة..

وهل النكاح بهذه السهولة حتى يعقد أو يقرر في زوايا البالتوك؟!! عجباً والله؟!! أين العقل والإيمان؟!!

ومن هنا فأوجه النصيحة والتذكير للنفس أولاً وللإخوة والأخوات ثانياً أن نتقي الله في أنفسنا..

فكم استبيح من أعراض!! وقيضت أسر!! وهدمت بيوت!! ووقعت وقائع لا تحمد عقباها!! بمثل هذه الاتصالات؟!!

والذي نفسي بيده لو أطلعت الإخوة والأخوات على حجم الاتصالات والتي تأتيني من شباب وفتيات بل بعضهم صالحين وصالحات!! - وإن كانوا قلة والحمد لله - وهي تحكي قصصاً دامية!! ووقائع محزنة!! سببها التساهل في هذه الأمور..

وهي بين يدي وسيخرج جزء منها في شريط قادم بإذن الله.

وهنا أعود لكتابي وقد تعب من الانتظار.. فأقول له لا عليك.. فها أنا اذكر الإخوة والأخوات بك وبقيمتك.. فأقول لا تفوتكم إيه الأحبة قراءة هذا الكتاب المهم جداً (الشبكة وغزل الأشباح!!!) إصدار دار الوطن.... وقراءة أيضاً (كتاب قصة امرأة) إصدار دار القاسم.. فهما كتابين مهمين قد ذكر فيهما جانباً كبيراً من هذه القضية المهمة...

والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين،،،

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply