دورة في حل المشكلات


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا يخلو مجتمع من مشكلات تطفو على سطحه، وبعض البيوت تغصٌّ ببعض المشكلات التي تراكمت وتُركت منذ زمن ولم تحلّ أو يسعَ إلى حلّها، والبعض يتفرج ـ عاجزاً حائراً ـ ولا يملك غير الحوقلة التي تتردد على لسانه كلما تأمل فيها، لكنه لم يسعَ إلى حلِّها ولم يتخذ الخطوات الإجرائية لذلكº إيثاراً للسلامة وانطلاقاً من باب: دعهــم وشأنهــم! فلا تضحية ولا بذل ولا سعي للإصلاح، والله - تعالى - يقول: {لا خَيرَ فِي كَثِيرٍ, مِّن نَّجوَاهُم إلاَّ مَن أَمَرَ بِصَدَقَةٍ, أَو مَعرُوفٍ, أَو إصلاحٍ, بَينَ النَّاسِ وَمَن يَفعَل ذَلِكَ ابتِغَاءَ مَرضَاتِ اللَّهِ فَسَوفَ نُؤتِيهِ أَجرًا عَظِيمًا} [النساء: 114]. تأمل كلمة (لا خيـر) وكلـمة (إلا) ثـم كلمة (أو إصلاح بين الناس)! وتذكّر النتيجة (فسوف نؤتيه أجراً عظيـماً)! الأجـر لمـن سعى، وليس لمن تفرّج ولم يحرِّك ساكناً! فلا تكن من المتفرجينº وإنما من الساعين في الإصلاح ما استطعت بنفسك ومالك وجاهك.

أجزم ـ عزيزي القارئ ـ أن بعض الأقارب والجيران والخُـلاّن تحـدث بيـنهم مشكـلات تتطور إن لم تجد لها بطـلاً يعطي نفسه دورة تدريبية في حلّهاº كيف ذلك؟ تأمل ـ مثلاً ـ ما يجري بين متخاصمين من ذويك! وادرس أحوالهما، وحاول أن تقرِّب بين وجهات النظر، واجتهد في ردم الهوّة. وإذا تعثّرت جهودك في ذلكº فهل تملّ وتكلّ؟ كلاّ! بل اعلـم ـ وفقك الله ـ أنك تبتلى، وأنها صعوبة ستتجاوزها بعزمك وإصرارك، واستمدادِ العون من ذي العون وهو الله - تعالى -، وأنت قــادر ـ بإذن الله ـ على التغلّب عليها والخروج منها بنجاح وتحقيق مقصدك الأسمى وهو الإصلاح.

وبهذا تكون قد تدرّبتَ على حلّ مشكلةº فلولا المشكلات التي تعترض العظماء فيحاولون التغلّب عليها لما كانوا عظمـاء! ولا نجـاح بدون فشل، ولو لا شقاوة الابن لما برز لنـا أب حكيـم صبـور ذو جلـد، ولـو لا مشكـلات الطلاب في المدارس ومحاولة حلّـها مـن المعلمـين المخلصـين لمـا برز ـ أيضاً ـ معلمون أكفاء ذوو خبرة وحنكة ومهارة! وعلى هذا فَقِس.فلعل الله ينفع بك! وتأخذ دورات مجانية في الحياة بعلاج المشكلات التي تطرأ بين متخاصمينº وبالذات من أهلك وذويك.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply