أسباب ترك العمل


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحصول على كادر متميز في الأداء أو في التنظير أمر صعب هذه الأيام. وربما وجدنا أصنافاً منتجة ولكن نفاجأ بأنهم توقفوا عن الإنتاج لسبب أو لآخر.. ولربما ظهرت عيوبهم في مواقف بسيطة في العمل الإداري.. كتغير الإدارة التي يعمل فيها الشخص ولو كان الانتقال لإدارة ترتبط بالإدارة الأولى وتتشابه في الأعمال، أو تغير المدير المباشر، أو غير ذلك من الأسباب التي يمكن تجاوزها والعمل معها.

ونلاحظ التالي في هذا النوع من الموظفين:

-           ربما ينجح كموظف.. وينجح كمسئول.. فهذا هو المثالي وهم درجات بحكم الخبرة والتخصص وربما المؤهلات.

-           ينجح كموظف.. ولا ينجح كمسئول.. فهذا كادر منتج لا يصلح أن يكون مسئولاً ولكن يعتمد عليه في أداء المهام.

-           ينجح كمسئول، ولا ينجح كموظف.. أو بالأصح لا يقبل أن يكون موظفاً ويطلب فقط المسئولية فهذا مهتم بالمنصب منشغل بالمسميات. ونجاحه يكون جزئي ومتى ما احتك ببيئة العمل احتكاكاً مباشراً فسيقف وتكون الخسارة. ويفضل إبعاده عن المسئولية.

-           كادر متذمر.. فهذا أبعده عن المسئولية إن عجزت عن إبعاده عن العمل.

ولكن حتى تلك الكوادر المتميزة في أدائها ربما تترك العمل في القطاعات الخاصة وفي القطاعات الحكومية أيضاً.. ولكن تبدو هذه الظاهرة بشكل أكبر في القطاعات الخاصة.. فلماذا؟، وكيف تتجاوز الشركات هذه السلبية للحفاظ على معدلات الجودة، وإبقاء النماذج المثالية من موظفيها؟

من خلال متابعة لبعض النماذج خلصت إلى أن هذه الظاهرة ترجع لثلاثة أسباب رئيسية وهي:

-           أسباب شرعية:

•           الحقد الذي ربما ينشأ بين هذا الموظف وبين غيره من الموظفين سواء من هم في مثل منصبه أو من هم أعلى منه ويبقى هذا الأثر في النفوس.. مما يدفعه لاحقاً لترك عمله رغبة منه في صفاء قلبه، أو لعدم تحمله لكثرة المواقف التي يشعر أنها تهدف إلى التضييق عليه.

•           التساهل في الغيبة بينما لم يكن هذا الموظف متساهلاً فيها قبل ذلك. وهنا ربما ينتبه الموظف إلى الضعف الإيماني والتربوي الذي وصل إليه.

•           ترك النصيحة خوفاً من المشاكل وخاصة مع الموظفين الأعلى منه منصباً. ويشعر أحياناً أنه قد بدأ ينافق ويحابي. مما يدفعه إلى ترك العمل رغبة في التخلص من شعور بالذل يرافقه.

•           التأثر الإيماني السلبي الناتج عن الأسباب السابقة وغيرها.

-           أسباب إدارية:

•           غياب الأمن الوظيفي. وعدم الشعور بالاستقرار.

•           الفساد الإداري.

•           غياب الأولويات في العمل الإداري.

•           الخلط بين العلاقات الشخصية وعلاقات العمل.

•           المحاباة والمجاملات بين الموظفين على حساب العمل، أو على حساب موظفين آخرين.

-           أسباب اجتماعية ومادية:

•           قلة الراتب، وكثرة المصروفات.

•           البعد عن مكان إقامة الأسرة.

•           عدم توفر كل المتطلبات التي يحتاج إليها مما يضطره إلى الانتقال لمكان آخر.

وهذه الأسباب لا يشترط أن تجتمع في نفس الوقت، بل يمكن أن يوجد بعضها ويكون كافياً لمنع الموظف من متابعة مشواره الوظيفي.. فعلى سبيل المثال: لو عرضت وظيفة براتب مغر جداً في مصنع للخمور فإننا سنرفضها جميعاً لأنها تعارض الدين.. مع أنها قريبة من مكان إقامة الأهل، وبراتب كبير.. وهكذا ستقاس بقية الأمور.

لكي تحافظ الشركات الخاصة على كوادرها ينبغي التالي:

1.         وضع حد أدنى للرواتب يكون كافياً للوفاء بمتطلبات الأسرة.

2.         تغطية الحاجيات الرئيسية للموظف قدر الإمكان، أو صرف بدلات مناسبة لها.. كالمواصلات والإسكان والتأمين الصحي له ولأسرته.

3.         توفير الأمن الوظيفي وإعطاء الموظف شعوراً بالاستقرار.

4.         توفير الدورات التطويرية للارتقاء بالموظف في أدائه والاستفادة منه.

5.         وجود لجنة تقوم بدراسة وتقييم وضع الموظف وإعطاء الحلول للثغرات السلبية التي يمكن أن تظهر بين فترة وفترة. نتيجة ضغوط العمل، أو الضغوط الخارجية.

6.         عمل برامج مشتركة سنوية أو نصف سنوية يخرج فيها الموظفون معاً دون الشعور بالفرق في المسميات الوظيفية.

إن الكوادر في النهاية هم لبنات يبنى الوطن من خلالها..والمحافظة عليهم تعني المحافظة على خيرات الوطن والنهوض به وتنميته..ومن هنا وجب التأمل في حالهم لرفع الكفاءة ولإصلاح الأخطاء.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply