العالم يعاني من ارتفاع نسبة الإصابة بفيروس الإيدز


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نشرت وكالة الأمم المتحدة للإيدز (يو إن إيدز) تقريرها السنوي عن جهود مكافحة هذا المرض في العالم.

وقد أشارت المنظمة إلى أن عدد المصابين بالإيدز في تزايد مستمر، وأنّ المرض ينتشر بسرعة تفوق سرعة التقدم الحاصل في الجهود المبذولة لمكافحته. 

ولا تزال إفريقيا تتصدر المناطق المتضررة من هذا الوباء. ويقول التقرير: إن عدد ضحايا الإيدز في العام الماضي وحده بلغ ثلاثة ملايين شخص، كما ظهرت خمسة ملايين إصابة جديدة تقريبا، وبذا أصبح الإيدز طبقًا لما يقوله التقرير وباءً يتفشى في العالم بلا هوادة.

فاليوم يبلغ عدد حاملي فيروس الإيدز 40. 3 مليون شخص، وهو ضعف العدد الذي كان قبل عشر سنوات.

ولكن على الرغم من اتساع رقعة انتشاره، تظل القارة الإفريقية المتضرر الأكبر. إذ يعيش 60 % من المصابين في إفريقيا، من بينهم 77 % من النساء الحاملات لفيروس إتش أي في المسبب للإيدز.

الجانب الإيجابي في التقرير هو أن حملات التوعية والرعاية الصحية المكثفة بدأت تحقق نتائج في بعض الدول.

فبعد أوغندا أظهرت الإحصاءات أن كينيا وزيمبابوي تمكنتا من تخفيض عدد المصابين بين البالغين. ويبدو أن معدلات الإصابة بدأت تنخفض أيضًا في بعض أنحاء بوركينافاسو، ولكن ما يثير القلق فعلاً هو ما يجري في الجزء الجنوبي من القارة، وبالتحديد في جنوب إفريقيا. إذ يعتبر معدل انتشار المرض هناك الأعلى في العالم. ولا توجد مؤشرات على تباطؤ انتشار الإيدز في تلك الدولة.

ففي عام 1990 كان عدد المصابين في جنوب إفريقيا لا يتجاوز 1 % من البالغين. وتبلغ هذه النسبة الآن 30 %، كما بلغ معدل الوفيات أعلى مستوى ليس بين كبار السن وحسب، بل بين النساء ممن هن في العشرينات من العمر والرجال في سن الثلاثين.

وبينما تستمر مساعي توفير الدواء للمصابين بالإيدز في إفريقيا إلا أن نسبة من يحصل عليه لا تتجاوز واحدًا من عشرة من المحتاجين للعلاج. وهذه النسبة لا تتحسّن كثيرًا في آسيا حيث تبلغ النسبة واحدًا من سبعة.

وفي أوروبا الشرقية والوسطى يزيد عدد من يعتقد أنهم مصابون بالإيدز عن مليون ونصف.

وتقول الأمم المتحدة: إن الإصابة بالمرض بدأت تخرج عن نطاق متعاطي المخدرات إلى من يمارسون الجنس دون وقاية ولا سيما في حالات الدعارة، وهو ما يظهره عدد الأطفال الذين يولدون الآن وهم يحملون المرض.

وينبّه تقرير الوكالة الدولية للإيدز إلى وجود حاجة ماسة لمزيد من التوعية والوقاية والفحوص، وأن ذلك لن يكون أمراً سهلاً.

والخوف من مواجهة حقيقة الإصابة بالمرض هو أحد الأسباب التي تقصر عدد من يخضعون للفحص على نسبة 10 % فقط تقريباً ممن يعتقد أنهم مصابون أو معرضون للإصابة بالإيدز.

ويؤكد التقرير على أن المصابين بالإيدز بحاجة لأن يدركوا خطورة نقل المرض إلى أشخاص آخرين مثلما هم بحاجة لأن يطمئنوا إلى أن المجتمع لن يتخلّى عنهم بسبب مرضهم.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply