علماء يحذرون من مادة موجودة في البلاستيك ذات أخطار على البشر


 بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
 
 

في جهد غير عادي يستهدف مادة كيميائية وحيدة أصدر عشرات العلماء الخميس الماضي بياناً حاد العبارات يحذر من أن مادة مماثلة للاستروجين موجودة في البلاستيك من المرجح أن تتسبب في مجموعة الاضطرابات التناسلية الخطيرة عند البشر.

والمادة التي يطلق عليها اسم بيسفنول أيه أو BPA هي واحدة من أكثر المواد الكيماوية انتشاراً في العالم، ووجدت طريقها إلى أجساد معظم الناس.

وتستخدم هذه المادة في صناعة البلاستيك المقوى، ويمكن لها أيضاً أن تتسرب من عبوات المشروبات وغيرها من المواد، وهي تستخدم في كل زجاجات الأطفال البلاستيكية المصنوعة من بوليكاربونيتº بالإضافة إلى غيرها من المواد البلاستيكية الصلبة من بينها عبوات تبريد المياه الكبيرة، والعبوات الرياضية، وأطباق المايكروويف، بالإضافة إلى عبوات الطعام، وبعض المواد المستخدمة في علاج أسنان الأطفال.

وقد اطلع العلماء من بينهم أربعة من وكالات صحية أميركية فيدرالية على 700 دراسة قبل التوصل إلى قناعة أن الناس معرضون لمستويات من تلك المادة الكيميائية تتعدى تلك التي تضر بحيوانات المعامل، وأكثر البشر عرضة لها الأجنة والأطفال.

وقد صاحب البيان الذي صدر على الانترنت في موقع «جورنال ريبرودكتيف توكسيكولوجي» دراسة جديدة قام بها عدد من الباحثين من المعهد الوطني للصحة عثرت على أضرار في الأوترين في الحيوانات حديثة الولادة التي تعرضت لمادة BPA، وهذه الأضرار إشارة إلى أمراض تناسلية عند النساء بما في ذلك تليف الرحم، وأورام الرحم، والسرطان، وهي أول مرة يجري فيها ربط تلك المادة الكيماوية باضطرابات الجهاز التناسلي للمرأة، وإن كانت بعض الدراسات السابقة قد عثرت على مراحل متقدمة من سرطان البروستاتا، والثدي، وانخفاض في عدد الحيوانات المنوية في الحيوانات التي تعرضت لجرعات منخفضة من مادة BPA.

ويكثف بيان العلماء والدراسة الجديدة بالإضافة إلى المراجعات العلمية الملحة التي لخصت الـ700 دراسة - جدلاً حاداً بخصوص ما إذا كانت المادة الداخلة في البلاستيك تمثل تهديداً عاماً أم لا، وحتى الآن لم تقيد أية هيئة حكومية هنا أو في الخارج استخدامها.

وقد هاجم ممثلو قطاع البلاستيك العلماء باعتبارهم تسببوا في إثارة القلق، وقالوا إن نتائجها غير متناسقة، وغير مؤكدة.

وأوضح ستيف هنتغيس من مجموعة BPA في مجلس الكيمياء الأميركي: «إذا ما وضعنا في الاعتبار أن هؤلاء الناس أعلنوا وجهة نظرهم في الماضي فهل هناك أي مفاجأة؟ هل هناك أي شيء جديد».

وقال هنتغيس: إن العلماء الذين وقعوا البيان لم يخترهم أحد، وهناك العديد من الخبراء الذين لم يشاركوا في توقيع هذا البيان، وأن العديد لديهم مصالح متباينة لأنهم إما درسوا مادة BPA وتأثيرها، أو اتخذوا موقفاً دفاعياً واضحاً»، وأضاف: «وهم يتناقضون تماماً مع نتائج أي جهاز علمي حكومي درس نفس الموضوع».

وقد قررت لجنتان علميتان في أوروبا واليابان أخيراً عدم وجود أدلة علمية كافية لتقييد استخدام هذه المادة، فقد قررت هيئة سلامة الأغذية الأوروبية في شهر يونيو (حزيران) الماضي أن المعلومات غير حاسمة بسبب اختلاف التحول الغذائي بين الفئران والبشر، وبسبب عدم التأكد من حجم الكمية التي يتعرض لها الناس قبل أن تمثل خطراً، وفي الأسبوع القادم يعقد مجموعة من الخبراء الأميركيين لجنة لتقرير ما إذا كان يجب إعلان مادة BPA مادة سمية بالنسبة للجهاز التناسلي، وهو ما يمكن أن يكون الخطوة الأولى نحو تنظيم فيدرالي، تجدر الإشارة إلى أن تقييم لجنة المركز الفيدرالي لتقييم الأخطار على الجهاز التناسلي البشري وهي جزء من المعهد الوطني للصحةº يثير دائماً جدلاً، وكانت هذه الصحيفة قد ذكرت في شهر مارس (اذار) الماضي أن تقريرها المبدئي عن BPA كتبته شركة استشارية ذات علاقات مالية مع قطاع الكيماويات جرى وقف التعامل معها.

وقال فردريك فوم سال من جامعة ميسوري في كولومبيا، وهو خبير في سموم الجهاز التناسلي: إن بيان العلماء حول مادة BPA «مختلف عن أي منطلق آخر بالنسبة لهذه المادة الكيميائية».

وأوضح فوم سال: «لدينا بلا أدنى شك مجموعة شاملة من الوثائق تغطي كل جوانب المادة، والأمل هنا هو أن تدرس اللجان الحكومية هذه المعلومات، وتستوعبها وتضمها إلى مبررات اتخاذ القرار».

تجدر الإشارة إلى عدم إجراء أية دراسة حول تأثيرها على الناس، ومن بين أهداف العلماء الذين وقعوا البيان هو إجراء أبحاث على البشر.

وقال جيرولد هندل وهو عالم مع المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية، الذي نظم اللقاء في الخريف الماضي لصياغة البيان: إنه على الرغم من عدم وجود دراسات بشرية بخصوص BPA فهناك الآن العديد من المعلومات حول الحيوانات، بحيث يعتقد العلماء الذين شاركوا في توقيع البيان وعددهم 38 عالماً بأنه من المرجح وقوع أضرار بشرية، وقد عثرت 150 دراسة على تأثيرات صحية في الحيوانات التي تعرضت لـ BPA بكميات قليلة.

وأضاف: «نعلم ما تم منحه للحيوانات، وعندما ننظر للبشر نرى مستويات الدم في إطار هذا المستوى أو أعلى، وهي سبب للقلق، ويجب أن تؤدي إلى مزيد من الأبحاث».

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply