قواعد ذهبية في فنون التعامل


بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

يقول الحق - جل وعلا -: {يَا أَيٌّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقنَاكُم مِّن ذَكَرٍ, وَأُنثَى وَجَعَلنَاكُم شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكرَمَكُم عِندَ اللَّهِ أَتقَاكُم إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

وأخرج الإمام أحمد في المسند (2/43) من حديث ابن عمر مرفوعاً: "المؤمن الذي خالط الناس ويصبر على أذاهم، أعظم أجراً من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم" وصححه الألباني في صحيح الجامع (6651). وفي رواية البيهقي (10/89) "أفضل" وأخرج الطبراني في الحفظ (4/356) من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكمل المؤمنين إيماناً أحاسنهم أخلاقاً الموطؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون وليس منا من لا يألف ولا يؤلف" وصححه الألباني في الصحيحة (2/371) وجاء في رواية الأوسط من حديث جابر (6/58). "وخير الناس أنفعهم للناس" وصححه الألباني في الصحيحة (1/787)، قال ابن الأثير في النهاية (5/200): "هذا مثل وحقيقته من التوطئة وهي التمهيد والتذليل، وفراش وطئ لا يؤذي جنب النائم، والأكناف الجوانب. أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكن فيها من يصاحبهم ولا يتأذى".

 

وممن أفرد المسألة بالبحث والتفصيل الإمام الخطابي في كتابه "العزلة"، وكذا بحثها الغزالي في إحياء علوم الدين (2/222-242) كان لزاماً أن يتعلم الفرد فنوناً وقواعد في التعامل مع الآخرين، ولما كان ثابت السنن والآثار وصحاح الأحاديث المنقولة والأخبار ملجأ المسلمين في الأحوال، ومركز المؤمنين في الأعمال، إذ لا قوام للإسلام إلا باستعمالها، ولإثبات للإيمان إلا بانتحالها، أحببت أن أتتبع الهدي النبوي في كسب قلوب الناس فيما يرضي رب الناس، ولا أدعي الاستقصاء، ولكن أعطيت قواعد فيما طالعت من السنن، فاحرص على اقتفاء الأثر فإن النجاة كل النجاة يختلف بحسب القرابة والمجال والموطن، فقد يكون الآخر والداً أو زوجاً أو ابناً أو قريباً أو مرؤوساً أو رئيساً أو صاحبا أو طالبا أو رجلاً أو امرأة، ولكل منهم في التعامل خصائص.

لكني هنا سأشير إلى قواعد عامة في التعامل مع الآخرين، يشترك فيها كل من تقدم ذكره، وإليك بعضها:

1.    حسن الانتقاء يقي عواقب السوء:

الناس من حولك كثيرون، لكن لا يصلح كثير منهم أن يظفر بصحبتك، ولا أن ينال قربك، "الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيهم راحلة"، دعك ممن لا حيلة لك باختيارهم من والد ورئيس، لكن فيمن عداهم لك حرية الانتقاء، لا سيما إذا كان المنتقى زوجة، فعلى اختيارك لنصفك يكون أبناؤك في الغالب الكثير ولذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" أخرجه النسائي في المجتبى وصححه الألباني (3232).

وكذا القول بالنسبة للمرأة، أخرج الترمذي في جامعه من حديث أبي حاتم المزني مرفوعاً: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد". قالوا: يا رسول الله، وإن كان فيه.. قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه" ثلاث مرات. قال أبو عيسى: حسن غريب، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (1085).

أمّا خلطة الناس فقد ذكر ابن القيم فيها كلاماً جامعاً مانعاً، قال - رحمه الله - في بدائع الفوائد (2/498):

إن فضول المخالطة هي الداء العضال الجالب لكل شر، وكم سلبت المخالطة والمعاشرة من نعمة، وكم زرعت من عداوة، وكم غرست في القلب من حزازات تزول الجبال الراسيات وهي في القلوب لا تزول، ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة، وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة، ويجعل الناس فيها أربعة أقسام متى خلط أحد الأقسام بالآخر، ولم يميز بينهما دخل عليه الشر:

1- من مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه في اليوم والليلة، فإذا أخذ حاجته منه ترك الخلطة ثم إذا احتاج إليه خالطه، هكذا على الدوام. وهذا الضرب أعز من الكبريت الأحمر، وهم العلماء بالله - تعالى -.

2- من مخالطته كالدواء يحتاج إليه عند المرض فما دمت صحيحاً فلا حاجة لك في خلطته، وهم من لا يستغنى عن مخالطتهم في مصلحة المعاش وقيام ما أنت محتاج إليه من أنواع المعاملات والمشاركات والعلاج ونحوها.

3- من مخالطته كالداء على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه، فمنهم من مخالطته كالداء العضال والمرض المزمن وهو من لا تربح عليه في دين ولا دنيا ومع ذلك فلا بد من أن تخسر عليه الدين والدنيا أو أحدهما فهذا إذا تمكنت مخالطته واتصلت فهي مرحلة الموت المخوف.

4- من في مخالطته الهلاك كله أو مخالطته بمنزلة أكل السم، وما أكثر هذا الضرب في الناس لا كثرهم الله، وهم أهل البدع والضلالة الصادون عن سنة رسول الله الداعون إلى خلافها. ولقد حذر القرآن الكريم كما حذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مغبة صحبة الأشرار، قال - تعالى -: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَينِ أَضَلَّانَا مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ نَجعَلهُمَا تَحتَ أَقدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأسفَلِينَ} وقال: {وَلاَ تَركَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن أَولِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} وقال: {وَيَومَ يَعَضٌّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيهِ يَقُولُ يَا لَيتَنِي اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا}. وأخرج أبو داوود في سنته من حديث أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي" وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، وأخرج الحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة مرفوعا: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"، وقال عمر بن الخطاب: "لولا أن أسير في سبيل الله أو أضع جبيني لله في التراب أو أجالس قوما يلتقطوا طيب القول كما يلتقط طيب التمر لأحببت أن أكون لحقت بالله".

وقال الأول:

ذو النقص يصحب مثلـه

والشكــــل يألف شكلــه

فأصحب أخا الفضل لكي

تقفـــــو بفعلك فعــلـــه

2.    السلام حتى تشيع المحبة:

السلام باب واسع يمكنك أن تدخل به إلى قلوب الآخرين، فبه يأنس الخائف، ويطمئن المفزوع، ويقترب البعيد، وتبنى المودة، ويخزي الشيطان وقال - تعالى -: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها}، وقال {فَإِذَا دَخَلتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُم تَحِيَّةً مِّن عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} وقال: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ, فَحَيٌّوا بِأَحسَنَ مِنهَا أَو رُدٌّوهَا..}، وقال: {هَل أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيفِ إِبرَاهِيمَ المُكرَمِينَ* إِذ دَخَلُوا عَلَيهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَومٌ مٌّنكَرُونَ}. وروى الترمذي من حديث عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اعبدوا الرحمن وأطعموا الطعام وأفشوا السلام تدخلوا الجنة بسلام"، وقال: حسن صحيح. والسلام مفتاح المحبة، أخرج مسلم في صحيحه (1/74) من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم"، وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أي السلام خير؟ قال: "تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف" أخرجه البخاري (1/13).

 والسلام بركة لما فيه من الحسنات الثلاثين، لما أخرج الترمذي عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك، وقال: حديث حسن. وأولى الناس بالله من بدأ الناس بالسلام، أخرج الترمذي وحسنه من حديث قيل: يا رسول الله، الرجلان يلتقيان أيهما يبدأ بالسلام؟ قال: "أولاهم بالله" وصححه الألباني.

ومن أشراط الساعة: أن لا يسلم المرء إلا على من يعرف، أخرج أحمد في مسنده (10/405) من حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة". وأخرج البخاري في الأدب المفرد (1/102) بسند صحيح عن ابن مسعود أنه مر برجل فقال: السلام عليك يا أبا عبد الرحمن، فرد عليه ثم قال: "إنه سيأتي على الناس زمان يكون السلام فيه للمعرفة".

وروى الإمام مالك في الموطأ (2/961) بإسناد صحيح عن الطفيل بن أبي كعب أنه كان يأتي عبدالله بن عمر، فيغدو معه إلى السوق قال: فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد الله على حقاط ولا صاحب بيعة.. ولا أحد ألا سلم عليه، قال الطفيل: فجئت عبدالله بن عمر يوماً فاستتبعني إلى السوق، فقلت له: ما تصنع بالسوق وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع ولا تسوم بها ولا تجلس في مجالس السوق؟ وأقول: اجلس بنا هاهنا نتحدث، فقال: يا أبا بطن - وكان الطفيل ذا بطن - إنما نغدو من أجل السلام، فنسلم على من لقيناه.

وكان - صلى الله عليه وسلم - يحرص على إفشاء السلام حتى على الصغار ليكون ذلك دربة لهم على التخلق بخلقه، واقتفاء أثره، أخرج البخاري في صحيحه (5/2306) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه مر على صبيان فسلم عليهم، وقال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله.

حتى لو حال بينك وبين أخيك حائل استحب لك إعادة السلام، أخرج أبو داود بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه" وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (5200). وأخرج البخاري في الأدب المفرد (1/349) عن أنس بن مالك أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا يكونون مجتمعين، فتستقبلهم الشجرة فتنطلق طائفة منهم عن يمينها وطائفة عن شمالها فإذا التقوا سلم بعضهم على بعض.

3.    لغة الأجساد:

إن الجسد ينقل محبته للآخرين عن طريق لغة يدركها من خوطب بها، فالمصافحة على سبيل المثال رسالة لمن تصافحه أني أحبك، وفيها من المودة والمحبة ما لا يخفى، ولذا حرص الحبيب - صلى الله عليه وسلم - عليها، فقد أخرج الترمذي في سنه عن البراء بن عازب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهم قبل أن يتفرقا" وصححه الألباني (2727).

وعن أنس بن مالك قال: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - : "إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا" رواه الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2709).

وعن حذيفة بن اليمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (وإن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر" رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2720). وكان أنس إذا أصبح دهن يده بدهن طيب لمصافحة إخوانه. صححه الألباني في كتابه المفرد (1012). 

4.    مفتاح القلوب:

إن الابتسامة سحر حلال يفتح قلوب الآخرين لك، وهي لغة للجسد أيضاً، فاحرص على أن تعلو الابتسامة دائماً محياك، وقد كان هذا هدي رسولك - صلى الله عليه وسلم - أخرج البخاري في صحيحه (2871) من حديث جرير - رضي الله عنه - قال: ما حجبني النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهني، ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري وقال: اللهم ثبته، واجعله هادياً مهدياً. وتأمل في الحديث لغة الأجساد!

وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن تبسمك في وجه أخيك يكتب لك به صدقة" رواه البزار، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2686)، وجعل رسول الله الانبساط إلى الناس معروفاً، وعن أبي جري الهجيمي قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله إنا قوم من أهل البادية فعلمنا شيئاً ينفعنا الله به، فقال: لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط، وإيّاك وإسبال الإزار فإنه من المخيلة ولا يحبها الله، وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك فلا تشتمه بما تعلم فيه فإن أجره لك ووباله على من قاله" رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

يقول شواب (وهو مدير أحد مصانع الصلب في أمريكا وكان يتقاضى مليون دولار سنوياً): "لقد أكسبتني ابتسامتي مليون دولار.... 

5.    السهل الممتنع (تذكر الاسم):

أخرج الترمذي في سننه (2392) من حديث يزيد بن نعامة الضبي مرفوعاً قال: "إذا آخى الرجل الرجل فليسأله عن اسمه واسم أبيه فإنه أوصل للمودة" قال أبو عيسى: هذا حديث غريب.

إن حفظك لأسماء الناس، ومناداتك لهم بأحب الأسماء إليهم، لباب سهل يسير للولوج إلى قلوبهم، ولكن كثيراً من الناس لا ينتبهون إليه، ولا يتقنونه، إنه السهل الممتنع.

ولذا كان - صلى الله عليه وسلم - إذا جاءه وفد سألهم، ممن الوفد؟ وكان ينادي أصحابه بأحب الأسماء إليهم، بل وكان يدللهم أحياناً، بوب البخاري في صحيحه (باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفاً، وقال أبو حازم عن أبي هريرة قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - : "يا عائش، هذا جبريل يقرؤك السلام". قلت: و- عليه السلام - ورحمة الله، قالت: وهو يرى ما لا ترى. وكنى الصغير ملاطفة ومداعبة له فقال لأخ لأنس صغير: "يا أبا عمير ما فعل النغير".

وكان أحب الأسماء إلى علي (أبا تراب)، وكان يفرح أن يدعى به، وما سماه أبا تراب إلا النبي - صلى الله عليه وسلم -، أخرج البخاري في صحيحه (1/169) عن سهل بن سعد قال: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت فاطمة فلم يجد علياً في البيت، فقال: أين ابن عمك؟ قالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني، فخرج فلم يقل عندي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد. فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه، وأصابه تراب، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسحه عنه، ويقول: "قم أبا تراب، قم أبا تراب".

واحرص إن كان المخاطب أكبر منك سناً أن تمهد لاسمه بكلمة توحي بالتقدير "كالعم أو الخال" لأن هذا من إجلال ذي الشيبة، واحترام الكبير، وإن كان صغيراً فقل يا بني. وبوّب عليه البخاري في الأدب المفرد (135) باب قول الرجل للصغير: يا بني. أخرج فيه أثراً عن ابن عمر أنه قال لصغير: يا بني.

يقول دايل كارينجي في "كيف تكسب الأصدقاء": كان نابليون الثالث (إمبراطور فرنسا) يفخر بمقدرته على تذكر اسم كل شخص كان يلتقي به رغم كل واجباته الملكية.. فكيف كان يستطيع ذلك؟ كان إذا لم يسمع الاسم بوضوح يطلب من صاحبه إعادة لفظه بصوت مسموع، وإذا كان الاسم غريباً طلب من صاحب كتابته أو تهجئته، وكان يردد الاسم عدة مرات خلال أحاديثه، ويحاول ربطه بملامح وتعابير ومظهر الرجل الخارجي. وإذا كان الإنسان على قدر من الأهمية، كان نابليون عندما يخلو بنفسه يدون اسم الرجل على ورقة ويركز تفكيره عليه لتثبيته في ذهنه، ومن ثم يمزق الورقة وبهذه الطريقة كان اسم الرجل وهيئته يثبتان جيداً في ذهنه.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply