استخدام السلطة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 حسب التعريف النظري فإن السلطة هي الحق في اتخاذ القرارات التي تجعل\"عجلة\"الإدارة تسير في الطريق الصحيح حيث الربحية والنمو والتفوق. لكن العمل الإداري الناجح خرج منذ زمن من الأطر النظرية البحتة ودخل عالم التطبيق والموهبة والحرفنة والمشاعر الإنسانية.. حتى أنه لم يعد مفيدا أن تحفظ هذا التعريف أو ذاك ولكن الأهمية أنصب على القدرة والموهبة في استخدام المفاهيم والأسس الإدارية استخداما سليما حسب ما تحتمه الظروف وما تفوضه المواقف.

 

 إذن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يستخدم المديرون السلطة بطريقة سليمة توفر المشاكل وتختصر الوقت؟

 

 تختلف الأنماط الإدارية عند استخدام السلطة اختلافا كبيرا وتلعب شخصيات وأساليب المديرين دوراً ملموساً في هذا الشأن. كما أن لخصائص وصفات العاملين أثرا في تحديد النمط الإداري السائد في منشأة ما.

 

 ومن أنماط استخدام السلطة نجد أن هناك مديرين يتعسفون عند اتخاذ القرارات حتى أنهم يبدون أكثر تجهماً وصرامة رغم أن بعض هذه القرارات قد لا يكون خطيراً أو طارئاً ويتحفظ هؤلاء المديرون على مسألة التفويض تحفظاً واضحاً ويعشقون التمسك بالسلطة حتى النفس الأخير. وتعيش المنشآت التي ينتشر فيها مثل هذا النمط أجواءً كئيبة وروحاً معنوية منخفضة،،

 

 وعلى كل حال لا يمكن القول برداءة هذا النمط أو قصوره وذلك لأنه يصبح مناسباً في الظروف الطارئة والأحوال المتوترة.

 

 وهناك مديرون يحبون المرونة والتفويض وترك الأمور للآخرين من باب المشاركة والتعاون ويطور هؤلاء المديرون أساليب استخدامهم للسلطة لتبدو أكثر إشراقا وتفهماً وإيجابية. والمشكلة الكبرى هي أن بعض المديرين قد يبالغ في اتباع هذا النمط بحيث يزيد التفويض المرغوب ليصبح\"فلتان\"تنظيمي لا مبرر له.

 

 المنشأة التي ينتشر فيها مثل هذا النمط يفترض أن تكون أكثر فرحاً وسعادةً ونماءً في الروح المعنوية من سابقتها ولكن في أحيان كثيرة تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ويتم تعسف استخدام السلطة من قبل العاملين فيحدث مالا تحمد عقباه حيث تنتشر الفوضى وتعم التجاوزات لأن القائد المرن لا يستطيع التحكم في الوضع كما ينبغي.

 

 وهذا يأتي بنا إلى أهمية وجود آليات التحكم والرقابة في قبضة المدير عندما يريد أن يبدو أقل تعسفاً في استخدام السلطة الإدارية.

 

 بين هذين النمطين يوجد النمط الإداري الناجح والذي لا يتفق مع القرارات الصارمة والتعسفية كما أنه بلا شك لا يتم بإطلاق الحبل على الغارب ونسيان السلطة الإدارية التي لا غنى عنها لحفظ النظام والتحكم في المنشأة. بأنه القدرة على مسك العصا من المنتصف وتطبيق مفهوم (شعره معاوية) عند استخدام السلطة من أجل تحقيق التوازن المادي والعاطفي في المنشأة لكي تتمكن من الوصول إلى أهدافها المرجوة ومواجهة المواقف الصعبة التي تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم. ونعود للتذكير بأن النجاح قد يتحقق بالاستخدام التعسفي للسلطة داخل المنشأة لأن ظروف الموقف تتطلب ذلك كما أن النجاح قد يتحقق عند الاستخدام المرن والسهل للسلطة لأن ظروفاً أخرى تفرض هذا الشيء، وتبقى مهمة المدير مرتكزة على قدرته على تقدير الدرجة المناسبة لاستخدام السلطة تبعاً لظروف الموقف الذي تعيشه المنشأة وتبعاً لطبيعة العاملين التابعين له.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply