رسالة إلى صديقي ورفيق دربي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي....

من همسات السماء.. ومن نفحات القمر.. ومن نبضات الفؤاد.. ومن خلجات البهر.. ومن خيوط الفجر.. ومن سكنات السحر..

 

أكتب إليك أخي..

 

يا من نقشت حروف اسمك في سمائي.. وداعب صوتك الحنون أسراب طيري..

 

تحملت معي حلو الحياة ومرها.. وصبرتني على مشاقها.. وقاسمتني آمالها وآلامها.. وغيرت جمود حياتي إلى حركة لا تتوقف.. يا من دخلت أسوار قلبي بلا مقاومة.. وعطرت حياتي بعبق الإيمان ونور القرآن.. وأوقدت في شعلة لن تنطفيء إلى الأبد..

 فعندما يبدأ القمر بالظهور.. أبدأ أتذكر من يشبهه في طلعته.. من يماثله في حلته..

وعندما يتوسط السماء.. وتبدأ النجوم تتحلق حوله.. وتداعبه.. ويبدأ وحي الظلمة يجلب علي أفكاري..

 

فلا أتذكر غيرك أخي ولا أجد للقر مثيلا سواك..

 

كل الناس يحبون القمر.. لأنه يواسيهم ويخفف عنهم وحشتهم ويذكرهم بأحبابهم.. ولكن.. أنا...

 

أتذكرك أخي عندما تبزغ شمس أو يطلع قمر أو تتلألأ نجمة..

 

كلما أشرقت الدنيا.. وكلما أفل نورها.. كلما أحكم الشقاء قبضته على مخيلتي.. وكلما فتح باب الأمل لها.. كلما تنفست الصعداء.. وكل ما اختنقت لا أستطيع التنفس.. أكتب تلك الكلمة التي ينبض بها قلبي.. أخي..

 

يا من أنار طريقي.. ورسم الأحلام معي.. وأيقظ روحي..

 

سأرسم صورتك عند الأصيل.. وعلى صفحة الماء عند الفجر.. وأنقش اسمك على غصون الأشجار وأوراقها.. وأظل أترنم بحبك أبد الدهر..

 

أخي.. لكل شيء نهاية.. ولقصتنا لا نهاية.. حتى وإن متنا ووارانا التراب. فموعدنا على منابر من نور.. تحت ظل العرش..

 

أخي.. إن افترقت أجسادنا.. فأرواحنا واحدة.. لا نفصل أبدا.. تبقى متصلة تنشد أنشودة الحب وتخط لوحة الأمل والعشق..

 

أخي.. كنت أريد أن أكتب أكثر من ذلك.. فأنت تعرف كم أحبك.. ولكنها كلمات.. قد نبعت من القلب.. أرجو أن تقبلها..

 

وتأكد أخي.. أنك مع نبضي وأنفاسي.. القمر المضيء في طريقي.. وأغنية من تحنان تشاركني دربي.. وأشجارا تظلني وتحنو علي من كل جانب...

 

وسلاما عليك أخي   

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply