بكائيات لملوك الطوائف


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 (1)

برانا الشوق يا شمساً

 

فلسطينية الأبعاد والرؤيا

 

ويا قمرا تنزّل في دمي وحيا

 

أنا من قبل قطعا لم أكن أحيا

 

وكيف حياة من تستعبد الدنيا

 

خلاياه

 

وينسى أن رجعاه

 

إلى ربّ إليه الموت والمحيى؟

 

براني الشوق، يا روحي وريحاني

 

وهل للشوق ميناءُ

 

لديه أحط أحزاني؟

 

وهل لي إن أتيتك ظامئا ماءُ؟

 

(2)

هبيني فرصة أخرى

 

لكي أبكي على كتفيك

 

هبيني فرصة أخرى

 

لأمسح كل أتعابي

 

إذا أدنيتني يوما إلى قدميك

 

أنا الزورق

 

وأنت اليوم رباني

 

إذا خلّفتني أغرق

 

أضيّع كل شطآني

 

إذا ما قلتُ يوما: إنني مرهق

 

فصبّي صوتك الحاني

 

بكأسي..إن كرمك مورق مغدق

 

(3)

ــ يأسن الماء إذا الماء ركد

 

هل على قلبي إثم

 

إن أنا أجريت خيلي في رشَد؟

 

فأجيري غربة الروح

 

فتصهال حنيني في مروج الروح زاد للجسد

 

وينادي: (إنما العاجز من لا يستبد)

 

ـ أنا زوّجتك نفسي

 

لم يزوّجني أحد

 

لم يقيّدني أحد

 

لم يصادر جسدي اليوم أحد

 

لم يحاصر بلدي اليوم أحد

 

فإذا ما حاصر الأطفالَ والماء الثعابينُ

 

ولجـّوا في عتوّ،

 

ومشت أحذية الجند على الأشلاء

 

في صور وبيروت ونابلس وحارات صفد

 

فاتخذني لك قرطا..

 

وحساما وزرد.

 

(4)

(هدى) فوق شاطئ غزة أرجوحة نازفه

 

تنذر الجمع بالعاصفه

 

فدع زخرف القول.

 

أبهى القصائد يا سيدي

 

عبوة ناسفه

 

(5)

لك المجد يا قمرا في الفلك

 

لك المجد يا من يقاتل في صفه اليوم ألف ملك

 

لك المجد يا طالعا من جراح الحسين

 

ويا من يوحّد بين الفريقين عند البلاء

 

ويا من يقاتل عنا

 

ويمسح عن وجه أطفالنا الحزن إن نحن هنّا

 

لك المجد

 

وحدك تعرف كيف ترد مغامرة الأشقياء

 

وكيف تميز بين عداتك والأولياء

 

(6)

 تخر الأرائك

 

تصطك من خوفها أعمده

 

يعف لساني

 

ولكنها نفثة السيف في غمده

 

ضد من أغمده

 

مخطئ من يشبهكم بملوك الطوائف..

 

كلا، ملوك الطوائف أشرف من همّة القعده

 

ملوك الطوائف ما عانقوا (الفردناند)

 

ولا زحفوا ركّعا نحو كرسيه

 

ولا شربوا معه دم إخوانهم

 

ولا قبلوا ساعة من نهار

 

برعي الخنازير

 

لكنكم قد شربتم

 

شربتم

 

شربتم

 

شربتم مع الشاربين دماء النبيين حتى الجمام

 

وصرتم عبيد الخنازير والقرده

 

يعف لساني

 

ولكنكم قد رهنتم سناني

 

وحبستم لساني

 

وإلا فمن ألجم الشعب؟ من قيده؟

 

(7)

برانا الشوق يا صوتا حسينيا

 

ترقرق في مفاصلنا فأحياها

 

بإذن الله فائتلقت خلاياها

 

أيا ملكا تراوده الجبال الشم من ذهب

 

    وحر العاج

 

فيرجع عنه محسورا غثاء بريقها الوهاج

 

برانا الشوق يا من عانق المضطر والمحتاج

 

ويا من جنده في الليل رهبان

 

وفي الغمرات فرسان

 

يشوقهم إلى الفردوس

 

 نور قد تجلى ليلة المعراج

 

سلاما يا ندى المستضعفين

 

 لقد وجدنا المنّ والسلوى

 

فلم نستبدل الأدنى

 

بما في القلب من بشرى الشهادة

 

والزمان قد استدار.. فهذه أفواج

 

على أبواب مملكة السماء

 

أتت تبايع صوتك المجبول من عزم الصحابة

 

يا مليكا ما له من تاج

 

سوى التقوى

 

وأجنحة الملائك فجرت نبع السكينة

 

في قلوب العاشقين

 

فعرسنا من عرس قانا

 

فاسقني يا من تنزّل في دمي وحيا

 

أيا قمرا سرى في البيد

 

 يا شمسا

 

فلسطينية الأبعاد والرؤيا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply