العلاج باللعب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في هذا الموضوع سنبين كيف يكون اللعب وسيلة للعلاج، فاللعب هو اللغة الأولى للطفل وقد عرف بلغة الطفولة، وبذلك فإن إلمامنا بهذه اللغة يكون قناة للتواصل ويبني علاقة قوية مع الطفل.

 

ويمكننا أن نفهم الأطفال بطريقة أفضل إذا فهمنا لعبهم، فعندما نراقب الأطفال وهم يلعبون، فإننا في أغلب الأحوال نحصل على معلومات عن أفكارهم ومشاعرهم ودوافعهم وهمومهم أكثر مما نحصل عليه عند الحديث معهم.

ويرجع الفضل في اكتشاف قيمة اللعب إلى مؤسس التحليل النفسي - سيجموند فرويد -.

وقد يكون من الصعب في بعض الأحيان فهم لماذا يقترح المعالج النفسي اللعب وسيلة للتعامل مع مشكلات الأطفال؟ وستجدون فيما يلي أن اللعب هو الطريقة الرئيسة التي يكتسب الأطفال بها أموراً عدة.

 

عندما يلعب الأطفال

 

1 - يكتشفون عالمهم.

 

2 - يعبرون عن أنفسهم.

 

3 - يطورون مهاراتهم البدنية.

 

4 - يفهمون كيف تعمل الأشياء.

 

5 - يطورون مهاراتهم العقلية.

 

6 - يطورون مهاراتهم الاجتماعية.

 

ونحن الآن بصدد إلقاء الضوء على هذه الطريقة الحديثة التي تعرف باسم العلاج النفسي باللعب -ع ل- (PT) (Play therapy) إذ إنها أعطت نتائج مبهرة في معالجة وتوجيه سلوك الأطفال.

 

فلسفة العلاج باللعب:

الملاعبة والفكاهة يرتبطان بصورة وثيقة بالصحة النفسية والنمو العقلي، بالإضافة إلى الابتكار والقدرة على حل المشكلات، بل والإنتاجية في العمل! ومع أننا في بعض الأحيان نعتقد أن اللعب شيء تافه Trivial إلا أنه في حقيقة الأمر واحد من أقوى الدعامات للصحة النفسية والتعلم وللأنشطة الإنتاجية، والعلاج باللعب ما هو إلا تهيئة الجو المناسب للطفل للتنفيس بواسطة الألعاب عن مشاعره المكبوتة وعن الضغوط التي تعرض لها في فترة ما من حياته كالمخاوف والإحساس بالقهر أو الوحدة، فأحياناً يمر الأطفال بأوقات عصيبة يصعب عليهم التعايش معها بسهولة مثل انفصال الأبوين، والانتقال إلى منزل جديد أو الأطفال الذين تعرضوا لإساءة نفسية أو جسدية، وهو ما يؤدي أحياناً بالطفل لأن يكون عدوانياً أو انسحابياً أو عصبياً.

 

كذلك يساعد العلاج باللعب أطفال الأمراض المزمنة كما يخدم أيضاً بعض حالات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويناسب العلاج باللعب الأطفال من عمر سنة إلى -11- سنة، والذين لديهم مشكلات في التعبير عن مشاعرهم أو مشكلات في التكيف الاجتماعي مع الآخرين.

 

لماذا نحتاج إلى العلاج باللعب؟

- يسهم في خلق بيئة آمنة يستطيع الأطفال فيها أن يعبروا عن أنفسهم.

- الأطفال لا يملكون القدرة اللغوية الكافية أو الإدراك الناضج للتعبير عن مشاعرهم بوسيلة مجردة كالكلمات، فالألعاب هي كلماتهم.

- يعاني معظم الأطفال من وجودهم حول مجموعة من البالغين الذين لا يفهمونهم أو يحترمونهم الاحترام الذي يعزز ثقتهم بأنفسهم ويفجر طاقاتهم الكامنة.

 - كما يعانون كثيراً من عدم التقبل أو السخرية أحياناً والتي تؤدي بدورها إلى العديد من المشكلات النفسية والسلوكية.

أهداف العلاج باللعب، وأثره في الطفل

- يهدف مباشرة إلى إدخال عنصر الإيجابية في لعب الطفل إلى تفريغ انفعلاته.

- ينمي قدراته على التعبير عن مشاعره ومخاوفه بطريقة ملائمة.

- ينمي تقدير الذاتº فيشعر الطفل بالإيجابية وأنه شخص قادر مع تنمية شعوره بالمحبة.

- ينمي قدراته على التعبير عن حقوقه وطلباته.

- ينمي قدراته على حل المشكلات وعلى طلب المساعدة عندما يحتاج لذلك.

- ينمي شعوره بالأمان من خلال بيئة تراعي خصائص الطفل وحاجاته.

ماذا يحدث في جلسات العلاج باللعب؟

 

- أدوات العلاج باللعب:

هناك أدوات ثابتة وقد تضاف أدوات حسب ما تتطلبه الحالة ويفضل أن تكون هذه الأدوات جديدة بالنسبة للطفل، فلا يجدر بالطفل اللعب بها خارج وقت الجلسة ومن أمثلتها: بالونات، دمى، مسدس، سكين بلاستيك، رمل... إلخ.

 

شروط وضوابط في جلسات العلاج باللعب

إن تهيئة الجو المناسب للجلسات يساعد على تقبل الطفل للجلسة وللمعالج، ولذلك ينبغي مراعاة ما يلي:

 

- تحديد وقت ثابت للقاء:

يبدأ من نصف ساعة على الأقل ولا يزيد على ساعة أسبوعياً، وبوقت ثابت، علماً بأن تغيير أو إلغاء الموعد يعيق التقدم ويقلل ثقة الطفل بالمعالج.

- تحديد الحدود والضوابط:

يجب أن تكون حسب طبيعة الأدوات وتصميم الغرفة، ويخبر بها الطفل في أول زيارة مثل تنبيه الطفل إلى المحافظة على زجاج النافذة.

 

- المكان:

غرفة خاصة مجهزة بأدوات محددة بعيدة عن الإزعاج والمقاطعة.

 

- الأشخاص:

ألا يزيد العدد في الغرفة على الطفل والمعالج، سواء أكان اختصاصياً أم أحد الوالدين.

- تقبل المعالج للطفل تقبلاً تاماً:

فهذا يعد من أهم شروط نجاح العلاج، فهو الأساس لبناء علاقة جيدة بين الطفل والمعالج.

 

الممنوع في جلسات العلاج باللعب

- الانتقاد.

- المديح، والاستحسان، والتشجيع والطمأنة.

- الإيماءات والنصائح والإقناع.

- المقاطعة والتدخل.

- المبادرة بنشاط أو لعبة.

- التدريس والوعظ.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply