سلس البول بعد الولادة .. التمارين الرياضية هي الحل


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بعد الولادة يخالج كل أم شعور بأنها لن ترجع إلى حالتها قبل الولادة، وأن الرحم لن يعود إلى الوضع الطبيعي، لكن أشهر المشكلات التي تتعرض لها النساء بعد الولادة مشكلة سلس البول، فبعضهن لمجرد العطس أو السعال يسيطر عليهن الخوف من أن يفاجئهن البلل، ويشعرن كما لو أن طفلاً سيسقط منهن إذا قمن بمجهود ما.

وتعتبر مشكلة عدم القدرة على التحكم في البول التي تعانيها امرأة من بين كل ثلاثة نسوة في بعض مراحل حياتهن وبعد الولادة مباشرة، الأمر الذي يجعل النساء يشعرن بالخجل من التحدث عن هذه المشكلة.

إذا كنت تعرضت لهذه المشكلة من قبل فإنك ستدركين أهمية النصائح التي تحض على ممارسة تمارين تقوية عضلات الحوض قبيل الولادة وبعدها، ومع ما تتطلبه الأمومة فإن كثيراً من النسوة ينسين المحافظة على هذه التمارين، كما أن أخريات لا يعرفن بالضبط كيفية تأديتها على الوجه الصحيح، وفي حالات كثيرة قد يكون مرض سلس البول بسيطاً لكن تركه بلا علاج يمكن أن يتطور إلى حالة تهدد الحياة.

ويمكن أن تظهر هذه المشكلة أثناء فترة الحمل، وكلما ازداد ضغط الطفل على عضلات الحوض تتمدد منطقة الحوض إبان فترة المخاض، كما أنها قد تتأثر بعد خروج المولود.

وبعد حوالي 6 أسابيع من الولادة يظهر سلس البول الشديد، لكن إذا استمر هذا السلس فاذهبي إلى الطبيبة، إذ يمكنها أن ترشدك إلى العلاج.

الأسباب:

تحدث عملية السلس الحاد بسبب ضعف العضلات القابضة للبول في المثانة، إذ تعجز عضلات الحوض المحيطة بالمثانة عن تحمل الآثار التي يحدثها السعال أو العطس أو النشاط الرياضي أو حمل الأشياء الثقيلة.

فولادة الأطفال من الأسباب الرئيسية لهذا المرض، كما أن رفع الأشياء الثقيلة يمكن أن يزيد الضغط على منطقة البطن، وقد ينتج السلس عن عدم قدرة الحوض على التحمل، وهذا بدوره يغير وضع عنق المثانة لدرجة تظهر مشكلة السلس، كما أن الأعضاء المختصة بضبط البول قد تتعرض للتلف.

فالأمهات اللاتي يلدن بعملية قيصرية أو يكون الطفل ذا حجم كبير يمكن أن يتعرضن لتلف في تلك المنطقة، وعن طريق بعض التمرينات يمكن للعضلات أن تستعيد أوج نشاطها وقدرتها على التحكم والضبط.

الحل:

أول ما ينبغي أن تفعله الطبيبة أن تختبر منطقة مجرى البول، كما أنه عن طريق بعض الأسئلة يمكن التعرف على سبب المشكلة، فيمكن أن تكون المشكلة راجعة إلى ضعف عضلات المثانة وعجزها عن التحكم فيحدث ما يحدث أثناء السعال والعطس والجري، وعن طريق الفحص الدقيق يمكن أن يعرف سبب ضعف تلك العضلات.

تقول نورة. م.. وهي واحدة ممن أصبن بداء سلس البول: \"لم أعرف ماذا أفعل عندما ابتل فستاني، لقد عانيت بعد طفلي الثالث من ضعف المثانة، لكني استمررت في الإنجاب، ولما تعرضت لهذا الموقف المحرج كان من الصعب عليَّ أن أخبر أحداً بما حدث\"! لذا تقول: \"لن أكف عن تمرينات الحوض أبداً\".

أما منى فقد تعرضت لحالة مخاض طويل أدى إلى تمزق عضلات الرحم، وبدأت تشعر بمشكلة السلس بعد مولودها الثاني، وبمجرد حمل طفلها، ولحسن حظها تعرفت على طبيبة في بداية حالتها، وعلمتها كيف تؤدي التمرينات المساعدة لتقوية الحوض، تقول منى: \"كنت أكره نفسي على أداء التمرينات في بداية الأمر حتى أصبحت أمراً يسيراً بمرور الوقت\".

وتواصل حديثها: \"أخذت أمارس التمرينات في الحمام، وفي أوقات تناول الوجبات حتى أتخلص من هذه المشكلة، وفي خلال 14 أسبوعاً توقف السلس ولم أعد أعانيه البتة\" وتقول: \"لن أكف عن أداء التمرينات أبداً\".

 

خطوات على طريق الحل:

لا تتناولي المشروبات الآتية: القهوة، الشاي، الكولا، لأنها تعمل على إدرار البول.

تناولي كمية من النباتات الطبيعية والألياف لتجنب الإمساك الذي يضغط بدوره على المثانة.

حاولي تقليل الشرب، ومن الأفضل أن تواظبي على تناول حوالي ثلاثة لترات من السوائل يومياً ويفضل الماء.

لا تكثري من الذهاب إلى المرحاض، إلا بقدر الحاجة حتى لا تعتاد المثانة على ذلك فتعطي معلومات خاطئة عن حاجتها إلى الإفراغ.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply