اختيار جنس المولود وحكمه الشرعي (1- 2 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن السعي لاختيار جنس الجنين شغل الناس منذ أقدم العصور في مختلف الحضارات، وقـدموا طرقاً مختلفة زعموا أنها تـؤدي إلى المســاعدة في اختيار جنس الجنين، وقد جاء العلم الحديث وبدد كثيراً من الاعتقادات السابقة وقدم نظريات حظيت بالاهتمام والدراسـة والتطبيق ولاقت نجاحا في بعض الطرق تصل إلى 95%، وهي كلها لا تعدوا كونها أسباباً وجهوداً، والأمر أولا وآخراً تحت مشـيئة الله.

 

ومن خلال المقال أشير لأبرز النظريات مع بيان الأساس التي قامت عليها، ثم أتبعها ببيان الحكم الشرعي فيها.

وأولها: نظرية تغيير حالة القناة التناسلية عند المرأة:

حيث يمتاز الإفراز المهبلي بخاصية حامضيةº وذلك لوجود حمض اللاكتيك Lactic Asid الذي يوفر نوعا من الحماية والتطهير من البكتريا لهذا الجزء من الجسم. وتختلف الخاصية الحامضية للمهبل بين النساء لكن زيادة درجة الحامضية للمهبل تمثل ضرراً للخلايا المنوية حيث تصل إلى درجة موتها بأعداد كبيرة داخل المهبل لا سيما الذكرية (Y) لكونها ضعيفة في المقاومة وصغيرة الحجم مقارنة بالأنثوية (X) والتي تستطيع مقاومة هذه الحموضة في الغالب.

وقد اعتبرت الدكتورة بلوم عام 1924م أن حموضة الوسط المهبلي عامل مهم في عميلة تحديد الجنس، وقد قدم الطبيب الألماني انتربرجر برهاناً على ذلك حيث لاحظ أن النســاء المصابات بالعـقم واللواتي عالجهن بمحاليل من بيكربونات الصوديوم القلوي أنجبن ذكوراً أكثر من الإناثº فاستنتج أن الوسط القلوي يساعد على إنجاب الذكور بخلاف الوسط الحامضي فهو يساعد على إنجاب الإناث. ثم قدم عددٌ من الأطباء دراسات تؤكد ذلك.

 

وقد وجد الأطباء أن إفرازات عنق الرحم قلوية، وهذا يساعد على مرور الخلايا المنوية الذكرية، وتزيد إفرازات عنق الرحم بوصول المرأة إلى النشوة الجنسية، كما أن التقلصات المصاحبة لقمة النشوة الجنسية تساعد على سرعة نقل الخلايا المنوية إلى عنق الرحم حيث تميل الإفرازات إلى أن تكون في صالح الخلايا المنوية الذكرية.

 

وبناء على ما تقدم يمكن للمرأة الراغبة في إنجاب المولود الذكر القيام بعملية غسل للمهبل قبل الجماع بخمسة عشر دقيقة على الأقل، وذلك بأن تضع ملعقة كبيرة من مسحوق بيكربونات الصوديوم القلوي وهو موجود في الصيدليات على لتر ماء مغلي مفتر، ثم إجراء عملية غسيل عميق للمهبل بواسطة هذا المحلول، وذلك يوم التبويضº لتساعد الخلايا الذكرية على الوصول. والعكس على من رغبت في إنجاب أنثى، حيث تأخذ ملعقة من الخل الأبيض الحمضي وبنفس الطريقة.

 

وينبغي أن يكون الجماع عميقاً لكي تبعد الخلايا الذكرية عن العقبات التي يمكن أن تلاقيهاº لكي تصل في مخاط عنق الرحم القلوي مباشرة، وفضل الدكتور شيتلس أن يكون الإيلاج المهبلي من الخلف عند محاولة إنجاب الذكرº لأن هذا الوضع يساعد على إيداع الخلايا المنوية قرب فتحة عنق الرحم، بالإضافة إلى أن تكون للمرأة مشاركة فعالة في العملية الجنسية حيث ثبت أن الاستثارة ووجود الرغبة الشديدة تثير مفرزات الذروة الجنسية عند المرأة، وهذا بدوره يهيئ الوســط المهبلي للقلوية فيكون الاحتمال الأكبر لوصول الخلايا الذكرية الأسرع لتلقيح البييضة، وقرر بعض الأطباء أن شرب القهوة أو المرطبات التي تحتوي على مادة الكافيين قبل الجماع بنصف ساعة يساعد كذلك في زيادة حركة الخلايا المنوية مما يرفع احتمال إنجاب الذكور.

 

والنظرية الثانية هي نظرية تغيير الحالة التناسلية وأثر ذلك على تهيئة الأسباب لترجيح جنس المولود:

تقوم على توقيت وقت الجماع، وذلك أن الجماع إذا حصل قبل وقت التبويض فإن الخلايا الذكرية الأسرع تصل ولا تجد البييضة، وبالتالي تموت لكونها أضعف، ثم تبقى الخلايا الأنثوية التي هي أقوى وأطول عمراً حيث يمكن لها أن تبقى إلى أربعة أيام، فإذا صادفت نزول البييضة لقحتها وكان المولود أنثى بإذن الله.

 

وقد ادعى الطبيب شتلر بأنه عندما يحدث آخر تلقيح بيومين إلى ثلاثة أيام قبل الإباضة فالأطفال المولودون يكونون بنسبة 80% إناثاً، بينما إذا حدث التلقيح خلال بضع ساعات من الإباضة فإن نسبة 80% من المولودين تكون ذكوراً. وقد لاحظ الأطباء أن الأطفال الذين يولدون عن طريق التلقيح الصناعي (طفل الأنبوب) فان نسبة ولادة الذكور أكثر من نسبة الإناث، وهذا يؤكد ما سبقº لأن التلقيح يحصل في نفس الوقت مع البييضة. وبناء على هذه الطريقة على المرأة التي ترغب في إنجاب الذكور أن يمتنع زوجها عن الاتصال الجنسي بها فإذا حان موعد التبويض وهو غالباً في اليوم الرابع عشر من بدء الدورة - لمن كانت دورتها منتظمة - فعلى الزوج أن يتصل بها حتى يوافق موعد نزول البييضة، أما من كانت دورتها غير منتظمة أو لا تعرف بدقة موعد التبويض فيمكن أن تتعرف على ذلك من خلال الوسائل التالية:

1- درجة الحرارة حيث إنه يتم ارتفاع فجائي في درجة الحرارة من نصف درجة إلى درجة واحدةº وذلك لتدفق هرمون التبويض. ثم تنخفض درجة الحرارة وتكون البييضة قد نزلت، وهو الوقت المناسب للتلقيح.

2- تغير طبيعة مخاط عنق الرحم حيث تفرز قبل التبويض بخمسة أيام تقريباً مادة مخاطية تكون سميكة وبلون كدر ولزج بشكل أكبر، ثم يبدأ بالتغير إلى أن يصبح ذا سيولة مائيا إلى حد ما شفافا قليل اللزوجة مثل زلال البيض مما يدل على قرب موعد التبويض، ثم يقل تدريجيا حتى يصبح معدوماً مما يدل على انتهاء الفترة الخصبة، فعلى المرأة التعرف على هذه الخاصية بمسح الفرج بقطعة منديل نظيفة وملاحظة اللـزوجة واللون والقوام، فكلما كان صافياً قليـل اللزوجة كثــير البلل دل على موعد التبويض.

3- أدوات حديثة تكشف موعد التبويض، وذلك عن طريق:

أ - جهاز الكشف عن اللعاب وترسيبه على شريحة زجاجية، حيث تختلف إفرازات اللعاب باختلاف أيام الدورة متأثراً بهرمون الاستروجين، وهي تباع في الصيدليات، ويستعمله الناس في الغالب بقصد منع الحمل.

ب - طريق فحص البول لقياس هرمون الليوتين (LH) والمسؤول عن التبويض، وهو يباع في الصيدليات أيضاً.

ج - فحص الهرمون في الدم، لكنه يتم في المختبر.

د- متابعة البييضات وهي في المِبيَض عن طريق الكشف بالموجات الصوتية،  وهي متوفرة في معظم المستشفيات، والعملية لا تستغرق أكثر من أربع جلسات تقريباً، يتم من خلالها ملاحظة نضج البييضة في المبيض، ومن ثم متابعة نزولها إلى قناة \"فالوب\".

هذه أشهر الطرق لمعرفة موعد التبويض، فمن أرادت أن تحصل على مولود ذكر (بإذن الله) فعلى زوجها ألا يجامعها حتى موعد التبويضº لتكون الخلايا الذكرية قوية وكثيرة وتصل في الوقت المناسب لتلقيح البييضة التي تعيش غالباً 24 ساعة.

أما إذا أرادت الحصول على أنثى فعلى الزوج أن يتصل بها يومياً إن أمكن بعد انتهاء الدورة لإضعاف الخلايا الذكرية، والامتناع عن الاتصال بها قبل موعد التبويض بثلاثة أيام بعد التأكد من موعد تبويضها.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply