كاميليا حلمي رئيسة اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل في حوار مع لها أون لاين


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل لجنة تهتم بشئون الأسرة المسلمة تابعة للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة بالأزهر الشريف، وترأس اللجنة المهندسة كاميليا حلمي الحاصلة على بكالوريوس هندسة عام 1984 قسم ميكانيكا غزل ونسيج جامعة الإسكندرية. وبدأت العمل الاجتماعي المرتبط بالأسرة بشكل تطوعي عقب تخرجها مباشرة، وبدأت في العمل باللجنة من عام 1998 وبعد حضورها مؤتمرات الأمم المتحدة واكتشافها أن الشعارات التي تُرفع في هذه المؤتمرات تتناقض مع ما يُطرح بدأت تهتم بقضايا المرأة والأسرة.

بعد أن لاحظت أن الهدف الحقيقي منها نقل للثقافة الغربية لشعوبنا العربية والإسلامية، وهي متزوجة من مهندس ولديها 3 أبناء في المرحلتين الجامعية والثانوية.

 

لها أون لاين التقت بها في مقر اللجنة بالقاهرة، وكان هذا الحوار..

 

اتجاهان

• ما آخر أنشطة اللجنة؟

• نسير في عمل اللجنة في اتجاهين الأول يعتمد على صد الهجمة الآتية من الغرب ضد الأسرة العربية والمسلمة التي تتحكم فيها الأمم المتحدة، وممن يتحكم في ميزانية الأمم المتحدة، فمن يدفع يملك ويحكم، فالدول الأوربية وكندا وأمريكا هي التي تصيغ المواثيق الدولية الساعية لهدم نظام الأسرة، ونحن نسعى في هذا الاتجاه من خلال المشاركة في المؤتمرات الدولية أثناء مناقشة وصياغة هذه المواثيق، والخط الثاني الذي نسير فيه هو أن نضع البديل الإسلامي لتسير عليه الأسرة والنابع من القرآن والسنة، ونحضر الاجتماع السنوي للجنة مركز المرأة بالأمم المتحدة الذي يُعقد لمتابعة الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، ونشارك فيه من 2003 بشكل دوري وقبل هذا شاركنا في المؤتمرات الكبرى للأمم المتحدة مثل مؤتمر بكين.

 

• ولماذا توقع الدول العربية والإسلامية على اتفاقيات ومواثيق تتناقض مع ثقافتها ودينها؟

• الوفود الرسمية تكون مجبرة على التوقيع بسبب الضغوط التي تمارسها الدول الكبرى ضدها مثل قطع المعونات أو الضغوط السياسية الأخرى، وأحياناً تمضى وتضع تحفظات، أو توقع باعتبار أنه مجرد توقيع ولن يطبق، ولكن الأمم المتحدة تعقد فعاليات مستمرة لمتابعة تطبيق هذه الاتفاقيات.

 

• وهل هذه التحفظات تمنع تطبيق الاتفاقيات المشبوهة؟

• تم توقيع اتفاقية السيدوا 1981، ثم وضعت عام 1995 وثيقة بكين وهي تفعيل للسيداو، وتعتبر آليات تطبيق السيداو ووقعنا على اتفاقية بكين بتحفظات عام 1995، مع العلم أن الاتفاقية تربط بين بكين وسيداو، واتفاقية بكين تحوي قضايا شائكة جداً لأن بها تفاصيل عكس السيداو التي وضعت خطوط عريضة، والدول العربية والإسلامية وقعت على بنود عامة في السيداو، تتبني كافة الفوارق بين الرجل والمرأة بما فيها الفوارق البيولوجية.

 

القوانين تتغير

• هناك من يرى أن الاتفاقيات الدولية لا تحدد سلوك الناس ولا خوف منها على نسيج الأسرة المسلمة والعربية... ما رأيك في هذا الرأي. ؟

 

• هذا الموضوع خطير جداً فالمواثيق تستهدف تغيير القوانين وهناك أبحاث أثبتت أن القوانين تغير الثقافات، وقوانين الأحول الشخصية بدأت تتغير في المغرب وتونس، ونحن من خلال رصدنا للدول الإسلامية وجدنا كل البلاد بها تغييرات بنسب مختلفة، في المغرب مثلاً تم إلغاء طاعة الزوجة لزوجها بنص القانون، وما يجعل الحياة تستمر أن كل طرف من الزوجين له واجبات يقوم بها والزوجة مأمورة بطاعة الزوج حتى تستمر الحياة. كما تم أيضاً رفع الولاية عن المرأة. والدول العربية الأخرى تغير القوانين بنسب، وكل الدول العربية وقعت وصدقت على الاتفاقيات.

 

• هناك من يرى أن البنود تحقق حقوق المرأة... ما تعليقك؟

• كلمة الحق لابد أن تعرف بدقة أولاً، فالحق يعني أن أحصل على مزايا ليست لدي، وحين ألغي إنفاق الزواج على زوجته مثلاً فهنا أجردها من حقها في أن ينفق عليها، وهذا ظلم للمرأة وليس حقاً فيكفيها رعاية أسرتها وزوجها، المرأة أضعف ولا داع لإنكار هذا لأنه حقيقي، وهذا لابد أن يحدد، كما أن رفع ولاية المرأة في الزواج ظلم لها لأن هذا يمنع عنها حماية الأب أو الولي لها عند حدوث مشكلة مع زوجها لأنها تخلت عن وليها من البداية.

 

• وهل تمنع التحفظات التطبيق؟

• كل البنود التي يتم التحفظ عليها يتم إعادة صياغتها مرة أخرى بحيث تعطي نفس البنود بصيغة مختلفة، مثل أن يتم اعتبار الحقوق الجنسية حقوق إنسان.

 

مؤامرة

• هل ترين أن هناك مؤامرة ضد المجتمعات العربية والإسلامية لهدم كيان الأسرة؟

• نعم طبعاً لأن هذا النمط هو نمط حياتهم وأدى إلى تمزيق روابط الأسرة لديهم، ويحاولون تعميم هذا النمط في العالم كله، في حين أنهم هو أنفسهم يعانون من تحلل نسيج الأسرة الغربية، وبدأت تظهر جماعات(مع الأسرة) pro family من أجل الحفاظ على الأسرة لديهم، وهناك مؤتمر سيعقد بعد شهر ونصف تقريباً في بولندا لمناقشة الحفاظ على كيان الأسرة، وبحث مسألة أن أعدادهم تقل لو استمروا على نفس النمط منظمات أوربية وأمريكية، اكتشفوا أن إطلاق الحرية الجنسية والانحلال الأخلاقي والشذوذ سببت مشكلات خطيرة في مجتمعاتهم، ولكنهم يريدون تطبيقها لدينا، هذا معناه أنهم يريدون تفكيك الأسرة فعلاً. ويستخدمون الضغوط ضدنا لتطبيق وتنفيذ هذه الاتفاقيات. فهي بلا شك مؤامرة ضدنا.

 

أساليب حماية الأسرة

• إذن كيف يمكن حماية الأسرة العربية والمسلمة في ظل رياح العولمة والمواثيق الدولية المفروضة علينا من الخارج؟

• الإعلام له دور كبير جداً مع الشعوب والحكومات، لابد أن يقدم توعية للشعوب ولابد أن تفهم الشعوب حتى لا يصدق الناس كل ما يقال عن حقوق المرأة فهي في الأصل تستهدف سلخ المرأة من الأسرة، الإعلام يعرض أن المرأة التي لا تعمل خارج المنزل وكرست عمرها لرعاية زوجها وأولادها تضيع عمرها ولم تجد نفسها إلا بعد أن بدأت تعمل! دور الإعلام نحو الحكومات أن يواجه القضاء على الأدوار النمطية للمرأة التي تحاول الحكومات فرضها على الإعلام، مثل فكرة الشواذ في الإعلام، فهي مثل بالونة اختبار، يرون من خلالها رد الفعل، وهكذا تدريجياً، حتى أصبح هناك أفلام عربي عن الشواذ الآن وليس فقط أجنبي، لأننا صامتون ونحن نريد كل الناس تعترض على هذا.

 

ميثاق الطفل والأسرة

• قامت اللجنة بإعداد ميثاق الطفل في الإسلام.. ما الهدف منه؟

• أنهيناه من سنوات، بهدف أن يكون المرجعية الشريعة لقوانين الأسرة في العالم الإسلامي، والميثاق دخل في ميثاق الأسرة، حالياً هو مسودة في طور التحكيم، وضعه مجموعة من العلماء، ووزعناه على عدد أكبر من العلماء على مستوى العالم، بحيث يكون معبراً عن كل دول العالم الإسلامي، ثم نخاطب به الحكومات، وتناول الحق والواجب.

 

• متى يتم الانتهاء منه في صورته النهائية؟

• قبل نهاية العام.

 

تخوف من الخط الساخن للأطفال

• لماذا حذرتِ من قبل من خطورة الخط الساخن للأطفال في بعض الدول العربية والإسلامية مثل مصر؟

• الهدف المعلن عنه هو الحد من العنف ضد الأطفال، وما يجعلني أتخوف منه أن فكرته غربية في الأصل، وليست نابعة من مجتمعاتنا، فلدينا أن نربي أبناءنا جيداً وإعداد الأم والأب ليربوا بشكل جيد، ولو هناك مشكلة تعالج في الأسرة.

 وهناك خطورة للخط الساخن أن الطفل وهو صغير لابد أن يشعر أن الأم والأب لهما الفوقية عليه وكذلك في المراهقة يريد التخلص من سلطة الوالدين، الأبناء يريدون أن ينطلقوا ويفعلوا ما يريدون بغض النظر عن الحلال والحرام، وحين أضع في يده أداة أن يكلم الخط الساخن لتشكو الوالدين فهذا خطر يقلل من سلطة الوالدين على أبنائهما.

 

ولدي تخوف أن يصل بنا الحال إلى إلغاء سلطة الوالدين، فقد شاهدت النموذج في الغرب أن يتصل الطفل بوالديه ويؤخذ من الأسرة لأسرة بديلة، التخوف الثاني أن هذا الخط جاء بعد التوقيع عن المواثيق الدولية، فهذا تطبيق لها، بعد مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنف ضد الطفل.

 

رفع سن زواج الفتاة

• ما تعليقك على مشروع القانون المصري الذي يسعى لرفع الحد الأدنى لسن زواج الأنثى إلى 18 سنة؟ وهل له علاقة بما تفرضه المواثيق الدولية؟

• هذا فعلا كان موجوداً في الاتفاقية الأخيرة في مارس الماضي بند يقول: على الدول أن تحدد الحد الأدنى لممارسة الجنس بالنسبة للفتاة، والحد الأدنى للزواج ورفعه إذا اقتضت الضرورة. مع العلم أن المرأة من الممكن أن تتزوج قبل هذا السن بدليل أن أمهاتنا تزوجت قبل هذا السن.

 

 والغريب أن الوثيقة الدولية تعتبر هذا عنفا ضد المرأة في حين الوثيقة تسخر وتيسر للفتاة ممارسة الجنس قبل سن 18. وتوفير خدمات الصحة الإنجابية للمراهقين وهو يعني تعليم الأولاد ممارسة الجنس مع توخي حدوث الحمل، هذا في مفهومهم دروس للأطفال في الجنس كيف يستخدم العازل الطبي والشذوذ الجنسي لأنهم يعتبرونه جنس آمن، والخطورة التي يرونها في الحمل لذلك يعلمونهم الحذر من حدوث الحمل.

 

 ويقومون بتوزيع هذه الوسائل مثل حبوب منع الحمل والعازل الطبي في المدارس وخدمة الإجهاض، في المدارس تفتش كل يوم جمعة قبل الإجازة الأسبوعية حتى تتأكد أن العازل الطبي موجود في حقيبتها. وتضرب البنت في حالة عدم وجود العازل الطبي وهم لا يضربون هناك إلا لهذا السبب!

 

منظومة متكاملة

• في ظل العولمة المفروضة علينا وعصر الكمبيوتر والإنترنت.. ما أهم ما يجب غرسه في أبنائنا؟

• لابد أن نلجأ للمتخصصين ونسأل أهل العلم، نصرف المال على دورات إعداد الزواج والتربية ومراكز للتدريب وجمعيات خيرية تدرب الشباب من الجنسين على كيفية التربية. الدورات التدريبية تساعد المقبلين على الزواج على حسن تربية أبنائهم، وهناك خطوط عامة يجب أن نسير عليها مثل أن أربيهم على القرآن والسنة.

 

 وهناك قصة شهيرة للأب الذي شكا ابنه لدى عمر بن الخطاب واتضح أن الأب من البداية لم يحسن تربية ابنه من خلال اختيار الأم والاسم وتحفيظه القرآن وعدم تطبيق هذا يسمى عقوق الأبناء، يجب أن أربيه بشكل إسلامي أختار أما وفق الدين، أضمن جانب التربية إسلامية وأن أكون قدوة أمام أبنائي، التعامل الحسن بين الوالدين يجعل الأبناء أسوياء.

 

وأحميه قدر المستطاع وليس شرطاً أن تعمل الزوجة، فالزوجة مهمتها الأساسية تربية الأولاد، ولو خرج الاثنان فمن يربي الأولاد؟ فتربية التليفزيون الآن هي السائدة بكل مفاسدها، وعمل المرأة يجعل الأم لا تربي جيداً، فهي منظومة متكاملة كل واحد يقوم بما عليه، مع التضحية وعدم التركيز على الذات والطموحات الشخصية فقط.

 

• ما هي الأنشطة القادمة لكم؟

• سنستمر في الاتجاهين كما ذكرنا، مع تفعيل ميثاق الأسرة بأن نعرف به الناس كلها الحكومات والشعوب، ثم نسعى لمشروع إصلاح الأسرة بعد أن رصدنا خللاً في العلاقات الأسرية بشكل عام بين الزوجين وبين الآباء والأبناء، فسنجري بحثاً لرصد أسباب الخلل، ونحن في هذا بحاجة إلى تعاون مع جهات ومنظمات إسلامية معنية بالأسرة، وقد بدأنا أولى خطوات هذا المشروع بإعداد ميثاق الأسرة الواقع في 400 صفحة تقريباً فهو يعتبر التنظير لهذا المشروع.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply