زوجات .. خلف أسوار الإنترنت (2-2)


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

شارك في التحقيق:

من السعودية مها الزهير

من الأردن سماح بيبرس

من الجزائر سامية المرزوقي

من العراق ضحى الحداد

من مصر د.ليلى بيومي

 

الإنترنت والزواج، عالم كبير وعميق من الحكايات والقصص.قبل عدة سنوات بدأ الموضوع بنكتة كانت تُتَداوَل اسمها \"الزواج بالكمبيوتر\"، أدخل مواصفاتك، ومواصفات شريك حياتك فتأتيك النتائج، ولكنه اليوم بات واقعاً ملموساً، وللمتزوجين والمتزوجات مع هذه التكنولوجيا وقَفَات ومحطات، فنجد النماذج السيئة في هذا الإطار، وبجانبها النماذج التي يمكن أن تحظى بشيءٍ, من القبول إذا ما رُوعيت فيها القيم والأخلاق والمبادئ، وقد حاولنا أن نسبر أغوار هذه الشريحة من نساء الإنترنت من المتزوجات، أو الداخلات إلى عالم الزواج.. هدفنا هو تقديم هذه النماذج للقرّاء حتى تستفيد من هذه الوقائع الحالات التي ترى بينها وبين هذه القصص تطابق، وتحاول أن تقف مع نفسها وتراجعها حتى تصل إلى الحقيقة، وتعرف أنها تسير في طريق صحيح أو في طريق خاطئ.

 

أخلاق حسب الطلب

هيأت خدمات مواقع الزواج عبر الإنترنت خدمة جديدة وهي تفصيل أخلاق العريس، ومواصفاته. هذا إضافة إلى اللوحات التشكيلية الخداعة التي يرسمها كل طرف عن الآخر، تقول (فاتن) البالغة من العمر 26 عاماً: \"تعرفت على زوجي من خلال \"الشات\" حيث كنت أجلس لساعات أتحدث مع شباب أعرفهم ولا أعرفهم، وأتصفح مواقع متعددة للتسلية كمواقع الأغاني ومواقع أخرى\"، وتكمل (فاتن) قصة زواجها قائلة: \"في يوم كنت جالسة كعادتي على الشات فظهر شخص على شاشتي، وبدأنا الحديث، ولاحظت أنه كان مختلفاً عن غيره من الشباب الذين كانوا يحاولون دائماً- الحديث بمواضيع تافهة وغير أخلاقيةº فقد حاول فتح ومناقشة مواضيع عامة وجادة وصدف أن كنت أجلس في نفس الفترة التي يجلس فيها، ثم بدأنا نتواعد للجلوس في نفس الوقت والدردشة، وبدأ كل منا يتحدث عن نفسه و مشاكله\".

 

وتضيف: \"طلب مني أحد الأيام أن نلتقي في مكان عام ونرى بعضنا، ولم أمانع، ووافقت على الفورº إذ كنت أعتقد أنني عرفته بما فيه الكفاية كما أنني بدأت أتعلق به، وعندما تعارفنا بدأت العلاقة تتطور، وبدأنا نخرج دائماً وبعد ذلك بدأت أضغط عليه كي يتقدم لخطبتي ونتزوج، في البداية كان يماطل إلا أنني هدّدته بأنه لن يراني إذا لم نرتبط رسمياً\".

وتعترف فاتن قائلة: \"اكتشفت بعد مرور ثمانية أشهر على زواجي أنني غير سعيدةº لأن الشخص الذي تعرّفت عليه من خلال الشات، والمبادئ والأخلاقيات التي كان يتحدث عنها لم أجدها على أرض الواقع، بل وجدت شخصاً مختلفاً تماماً عمّا توقعت\".

 

الفراغ.. وعدم استغلال الوقت

رئيس قسم علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور محمد الدقس قال: إنه مع الاستخدام الفعّال و التوسع في امتلاك أجهزة الكمبيوتر وتوفرها في العمل وفي المنازل لدى الأسرº إلاّ أنه يلاحظ إقبال بعض الفتيات على الدخول لمواقع الدردشة ومواقع أخرى غير مرغوبة، وإن بداية انتشار هذه الظاهرة يعود لعدة أسباب، أولها مشكلة قضاء وقت الفراغ أي عدم الاستغلال الأمثل للوقت من قبل بعض الفتيات نتيجة لعدم توفر المكتبات والنوادي الخاصة والحدائق والمتنزهات، إضافة إلى أن الجوّ الأسري قد يدفع إلى تلك الظاهرة، و الصديقات السيئات قد يكون لهن تأثير كبير على اكتساب العادات السيئة.

وبيّن أن هناك نتائج سلبية تترتب على إدمان الإنترنتº إذ إنه قد يؤدي إلى سلوك غير سوي من قبل بعض الفتيات كالتعرف على أصدقاء السوء، كما أنه قد يجر إلى نتائج سلبية أخرى كالانحراف والإدمان على عادات سيئة أخرى.

 

زواج عرفي.. والثمن غالٍ,

\"سمحة. ر\".. الطالبة الجامعية بجامعة القاهرة كانت مشكلتها أكثر تعقيداً فهي تقول: \"تعلمت الكمبيوتر، ولم يكن لدينا جهاز في المنزل ولكني كنت أذهب إلى صديقتي وأدخل على الإنترنت، ووجدت عالماً ساحراً غرقت فيه تماماً\".

ثم رحت أذهب إلى مقاهي الإنترنت وأجلس بالساعات أمام \"الشات\"، وتعرفت على شباب كثيرين وأحببت أحدهم، وسرقتني أوهام الحب، ولأنه طالب، وأنا طالبة وليس لدينا إمكانات للزواج، ولأن الأهل بالتأكيد سيرفضون، تزوجنا \"عرفياً\" في حجرة مستأجرة فوق السطوح، وبعد أن انكشف أمرنا تمّ الطلاق، وأدفع ثمن خطئي غالياً\".

 

جحيم الانتقام..

\"سهام\"، شابة في الخامسة والعشرين، خريجة جامعية من القسم الأدبي بتقدير متوسط من إحدى الجامعات السعودية، ولم تتيسر لها وظيفة حتى الآن..، متزوجة وأم لثلاثة أطفال. لا تنفي \"سهام\" أن زوجها سامي الأخلاق، طيب كريم، إلا أن تنافراً شديداً كان يباعد بينهما. اختلاف في الاهتمامات وطريقة التفكير، فبينما كانت جدّيته ترسم جفاف شخصيته نوعاً ما، وصعوبة في التعبير المباشر عن المشاعر، كانت \"سهام\" قد عانت من قسوة أسرتها، مما جعل دمها يغلي بشوق شديد إلى حنان يحتويها ويشبع عاطفتها، وذلك الذي لم تجده كما تتصور- في زوجها، وزاد الطين بلة خلافات شديدة بين سهام وأهل زوجها الذين يسكنون قربها، وقد كان زوجها يقف بالطبع في صف أهله، ويصرح ببرود مغيظ أنه لا يجد غضاضة في طلاقها إن أرادت غير مأسوف عليها.. هذا الإحباط، جعل الحِمم في قلب \"سهام\" تثور يوماً بعد يوم فلا تجد لها منفذاً، إلا إهمالاً لبيتها، وقسوة على صغارها، يأكل قلبَها الندمُ عليها عند هدوئها، ولم تكن تجد من حولها من يفهمها أو يستمع لمشاكلها..

 (سهام).. الانتقام الساخط من زيجتها المتعثرة وزوجها الجاف دفعها لخيانة زوجها بلا أي مبالاة بدين أو أخلاق..

 

ثم دخلت إلى بيتهم \"شبكة النت\".. وأخذت \"سهام\" بلهفة الغريق إلى الحياة، تهرب من واقعها المؤلم إلى عالم الإنترنت الوهمي، كانت تقضي الساعات الطوال في غرف المحادثة، وقد صمّمت أن تنتقم من كل شيء: كلام فاحش بذيء، وضحك مع الشباب والفتيات، ومجون وسخف، وهي مبتهجة بالاهتمام الذي يوليه إياها الشبابº لأنها قادرة على دغدغة عواطفهم بكلماتها المحمومة..

قوة هائلة كانت تدفع \"سهام\" إلى ذلك، وهي الانتقام الساخط من زيجتها المتعثرة وزوجها الجاف بلا مبالاة بدين أو أخلاق..، فكانت تمضي الليل منذ منتصفه وحتى قريب الفجر على الإنترنت، وخلال ليال معدودة، وزّعت رقم هاتفها النقال على شباب التشات، وأضافت إلى هواياتها التلذّذ بالحديث المباشر الماجن معهم، والزوج البائس ينام في سكينة وغفلة..

 

هدف بائس..

لا يفتأ قلق \"ندى\"، تلك الفتاة الجامعية الذكية، يزداد يوماً بعد يوم.. فعمرها الذي تجاوز الخامسة والعشرين، وأختاها اللتان تكبرانها، ولم يتقدم لهما أحد مقبول من الخطّاب- كلّ يصيبها بتوتر شديد وخوف من عدم الزواج.. خاصة مع الضغط الإعلامي الرهيب حول \"كارثة العنوسة!! \".

وحين دخلت \"ندى\" النت، أثارها ما تراه من شخصيات الشباب الجذابة في المنتديات، فهذا واسع الثقافة، وهذا بارع الذكاء، وذاك مرح للغاية، والآخر مرهف المشاعرº فتشكل لديها -يوماً بعد يوم- هدف واحد عظيم، وهو أنها ستجد رفيق دربها في دهاليز الإنترنت حتماًº إذ سيكفل لها ذلك اختيار شخصيته وطباعه بعناية وتأنٍ,، وهذا إنجاز رائع بلا شك..

كانت تكتب أحيانا في المنتديات، وبين ناظريها هم واحد: \"هل سيحوز ما أكتب على إعجابهم؟ \"، وقد كانت ذات أسلوب آسر تبدو عاطفتها عليه بشفافية ونقاء، فكتبت عن المشاعر والأدب، عن علاقة الرجل بالمرأة، عن حلم الأسرة، وعن أشياء شتى، وكل مقال كان بمثابة سهم مسدّد إلى الهدف.. بتفوق..

ولهذا، لا نعجب لما أبدى \"الفارس\" -وهذا اسمه المستعار- اهتماماً بتلك الفتاة الرقيقة، التي فرحت كثيراً كثيراً بذلك، وبادلته نفس الشعور خفية، إذ يبدو شاباً مثقفاً ذكياً، مرحاً ذا شخصية ودودة لا تملّ..

 

كانت \"ندى\" تهوي يوما بعد آخر في مجاهل عشق يائس. كل مكالمة تزيد ظمأها وكل رسالة تجدب مشاعرها أكثر

 

أضافته إلى \"الماسنجر\" بعد إباء مصطنع وحياء متكلف، وكان حديثهما بدءاً يقتصر على التعليق على كتابة فلان، ومقال فلانة من روّاد ذلك المنتدى، وهي تجاهد في كبت لهفتها للتصريح له بإعجابها، خشية من عدم تقبله لذلك، إذ يبدو فيما يبدو أنه رزين نوعاً ما، وقد علمت منه يوماً أنه متزوج وغير سعيد -نوعاً ما- في زيجته، لكن ذلك لم يثبط من عزمها، فعمرها وظروفها في نظرها لا تسمحان لها باشتراط عدم الزواج بـِ \"فارس الأحلام\"..

توالت الأيام والليالي، والشيطان ثالثهما في تلك الخلوة على \"الماسنجر\" بلا حاجة ولا ضرورة، حتى صرّح لها بطريقة ذكية أنه يهتمّ بها ومعجب بشخصيتها، ويودّ لو يتخذها زوجة ثانية له..

عصفت بها الفرحة العارمة، ووافقت فوراً دون أي تحفظ! وتبادلا أرقام الهاتف والأسماء الحقيقية فهما الآن (خطيبان) رغم أنف الجميع! وانتقلا إلى المحادثة عبر الهاتف، وبعد أيام تقدم فعلاً- ذلك الشاب المتزوج في خطوة غير مفهومة الدوافع إلى أبيها يخطبها منه، لكن أسرتها رفضت ذلك بشدة زاعمة أن \"الكبيرة\" في الزواج قبل \"الصغيرة\" بلا أي تنازل..

بكت \"ندى\" وغضبت، واحتجت وسخطت، لكن في الخفاءº إذ عليها ألاّ تظهر معرفة سابقة بهذا الرجل لخوف اجتماعي هائل، لكن حديثها معه استمر عبر الهاتف والإنترنت بعد ذلك..

 

كانت \"ندى\" تهوي يوماً بعد آخر في مجاهل عشق يائس، كل مكالمة تزيد ظمأها، وكل رسالة تجدب مشاعرها أكثر، فقرّرت في لحظة شجاعة أن تقطع العلاقة فوراً.. وبلا أي توانٍ, أو مواربة..

 

د. ناهدة: أهم مساوئ الإنترنت متمثلة في الاختراق الفكري، والمرأة تحتاج هذه التقنية.

 

الاختراق الفكري أهم المساوئ

الإنترنت سلاح ذو حدين كما أخبرتنا به (الأستاذة الدكتورة ناهدة عبد الكريم رئيسة قسم الاجتماع في كلية الآداب جامعة بغداد) فبرغم الفائدة الكبيرة له إلا أن له مساوئ كثيرة تتمثل بمخاطبة الفرد، وهو بمعزل عن مرجعيته الشخصية والاختراق الفكري فهو مثل السوق المفتوح يسمح لكل الناس من مختلف الشرائح والأعمار بدخول أي موقع يرغبون بدخوله، فتقع المسؤولية الكبيرة على عاتق الأهل أولا في التربية، ومن ثم على المدرسة والمجتمع، ولا ننسى الفائدة الكبيرة في مجال البحوث والدراسات والمجالات العلمية والمعرفية، إلا أن هذا الجانب اقتصر مؤخراً وللأسف- على فئة قليلة، لذلك يحتاج مجتمعنا الآن إلى توحيد طاقاته وتكثيف جهوده في توجيه الشباب والشابات على الاستخدام الصحيح والمواقع المهمة التي تجمع الدين والعلم والتسلية في آن واحد، فهذا الاندفاع المعلوماتي يوفر مخزناً كبيراً من جميع المواقع التي تخطر على بال بشر كالدين والدراسات والأغاني والإثارةº فنحن نعيش في مرحلة خطيرة، والمرأة تحتاج إلى تعلم هذه التقنية لأهميتها الكبيرة، وحتى لا تكون منغلقة على نفسها، وأسباب هذا الانغلاق كثيرة، كالحالة الاجتماعية والطبيعة الاجتماعية التي أبعدتها عن منافذ المعرفة، ومع هذا فقد وصلت المرأة مراحل متقدمة في هذه التكنولوجيا، وفي فترة وجيزة مما أتاح لها مجالات أوسع.

 

نماذج ناجحة

لا تخلو الحياة، في كل جهاتها من محطات إيجابية مقابل المواقف السلبية وهذا ما يحدث في الإنترنت، فأمام حالات عبث الزوجات، وخيانة الأخريات، إلا أن هناك نماذج مشرّفة، وليس لدينا الحق في إلغاء هذا النجاح بل يجب الاعتراف به، فهناك عوامل عديدة تساعد على هذا النجاح، منها الوضوح، ودخول البيوت من أبوابها، وقبل كل ذلك الحياة المبنية على الصراحة والصدق بين أفراد الأسرة..

 

إعجاب.. في وضح النهار..

\"دانة\" فتاة في الثالثة والعشرين، مهذبة وذكية، ومثقفة ومتدينة..

ذاقت \"دانة\" مرارة اليتم منذ سن مبكرة، وانتشر إخوتها المتزوجون في أنحاء البلاد سعياً وراء الرزق، ولذا فهي تعيش مع والدتها وحدهما في منزل صغير.

ودانة، تدرس صباحاً في معهد للحاسب الآلي بـ(جدة)، وهي تحب دراستها بقوة رغم استيائها من الاختلاط في المعهد، لكن هذا -ويا للأسف- ما تيسر لها، وتقضي المساء في مجاذبة أطراف الحديث مع والدتها الطيبة المسنة، أو في تصفح الإنترنت..

تقضي \"دانة\" جلّ وقتها على الشبكة في تحميل البرامج التي تساعدها في دراستها، وفي تصفح المواقع الإسلامية والإخبارية وقراءة المنتديات الراقية، وقد تعرفت على مجموعة من الصديقات في المعهد، يقمن بالكتابة في منتدى رصين مفيد، فوجدت أنه ما من بأس لو انضمت إليهن، كتجربة جديدة شيّقة..

 

تقدم \"مناضل\" إلى إخوة \"دانة\" طالباً يدها في وضح العفة وجهار الفضيلة، لم يسلك طرقاً خلفية مشبوهة أو دهاليز ملتوية

 

كانت كتاباتها راقية حول المرأة وطلب العلم، وأوضاع المسلمين وأخبارهم، أو في مواضيع تقنية تخص دراستها، وأسلوبها متحفظ جداً خاصة مع الرجال لحسن أدبها وتربيتها، فردودها عليهم مهذبة، ولا تسمح بإهانة نفسها أبداً بالمزاح معهم أو تبادل التعليقات الضاحكة، فضلاً عن وضع الوجوه التعبيرية المتبسطة..

وقد كان أحد المشرفين في المنتدى، واسمه المستعار (مناضل)، طالب علم على دين وخلق، لفتت نظره هذه الفتاة باسمها المستعار المتحفظ، وأسلوبها الرصين المفيد، وحسن أدبها في محادثة الرجال، وواسع ثقافتها وذكائها الجلي..، ووجد أنها ستكون خير زوجة له، مناسبة لشخصيته قريبة من تفكيره واهتماماته..

لكن، لم يتجرأ \"مناضل\" أبدا لمحادثة \"دانة\" مباشرة، فهذا ليس من خلقه، ولا يرضاه لها كذلك، لكنه قام بخيانة بسيطة بالنسبة لأمانة عملهº فقد وصل \"مناضل\" بحكم علمه كمشرف في المنتدى إلى رقم (الآي بي) الخاص بدانة، فوجد أنها من دولة مجاورة في الخليج، وعن طريق أحد زملائه الدهاة (!) هناك، استطاع الحصول على اسم الفتاة الحقيقي وعنوانها..

تقدم \"مناضل\" إلى إخوة \"دانة\" طالباً يدها، في وضح العفة وجهار الفضيلة، وبعد سؤال عنه واستقصاء، رضي أهلها به خلقاً وعلماً وديناً، فرضيت \"دانة\" برضا أهلها، وكانت من نصيب مناضل..

 

زواج من وراء المحيطات

أمّا \"لبنى. ف\" فهي طالبة بكلية الحقوق بمصر، والدها طبيب ووالدتها مهندسة، والمستوى المعيشي للأسرة مرتفع، والمستوى الثقافي أكثر ارتفاعاً، ولأنها تجلس أمام الشاشة (12) ساعة يومياً فكانت لها قصة ترويها فتقول: \"تعرفت على شاب باكستاني وأحببته، وجاء إلى مصر وقابلته، وضغطت على والدي ووالدتي ليجلسوا معه، وفعلوا ولكنهم رفضوه زوجاً لي، إلا أنني مصرة على الزواج منه وسأحاول معهم مرة ثانية وثالثة\".

 

(م. عطيات): في داخلي مرارة لا يمكن تصورها... تزداد هذه المرارة بتشبث ابنتي بالزواج من الباكستاني الذي عرفته عبر الإنترنت.

 

تقول المهندسة عطيات عبده والدة (لبنى. ف): \"إنني ليس عندي وقت لمراقبة ابنتي في كل صغيرة وكبيرة.. ووالدها يقضي كل وقته خارج المنزل، ولا يأتي إلا ليلاً.. لقد أعطينا ابنتنا ثقة كبيرة، ولكنها لم تقدرها... وعلّمناها حرية التفكير والاستقلالية... وكل ذلك عاد علينا بالسلب. إن في داخلي مرارة لا يمكن تصوّرها... تزداد هذه المرارة بتشبث ابنتي بالزواج من الباكستاني الذي عرفته عبر الإنترنت.

 

يسافر ليتأكد من صفات العريس

تروي نجوى أحمد سمير قصتها فتقول: \"كنت طالبة في كلية التجارة، وعرفت كيف أتعامل مع الكمبيوتر وأدخل على الإنترنت... وشغفت بغرف \"الشات\" والدردشة عبر الشبكة العالمية، وتعرفت على كثير من الشباب إلا أن معرفتي بالشاب أحمد \"التركي\" كانت أكبر... وكنت أدخل يومياً وأحدثه عبر \"الشات\" لعدة ساعات، وأحببته وأحبني بعنف... وصارحت أسرتي بذلك، فقامت عليّّ الدنيا ولم تقعد، ومع ذلك لم تستطع الأسرة أن تزحزحني عن موقفي، ولم يجدوا بداً من إرسال أخي إلى تركيا ليسأل عن هذا الشاب وأخلاقه وأصله. وعاد أخي ليقول لهم: إنه شاب متدين ومجتهد... وتزوجنا وسافر زوجي إلى الولايات المتحدة للعمل ثم لحقت به.

 

أما المعلمة الفاضلة الحاجة \"إنصاف محمود\" والدة نجوى أحمد سمير التي تزوجت بأحمد \"التركي\" وسافرت معه إلى الولايات المتحدة.. فتقول: إن أولادي كلهم مطيعون ومتدينون.. لكن ابنتي الصغرى نجوى.. ربما \"لتدليلها\" أكثر من اللازم تعوّدت على العناد. وقد لاحظت ذلك لدى العديد من الأسر الصديقة.. فإعطاء الابن أو الابنة المزيد من الحرية يأتي بآثار عكسية في النهاية. والحمد لله أن تجربة ابنتي انتهت بالزواج الشرعي، ومن حسن حظنا أنّ من تعرفت عليه عبر الإنترنت اتضح أنه شاب متدين ومجتهد لكنني أنصح بإبعاد الفتيات قدر الإمكان عن الإنترنت.

 

(علياء): أستعمل الجهاز فيما يخدم دراستي في طب الأسنان.

 استفادة علمية

(علياء الجزار)... طالبة بكلية طب الفم والأسنان تقول: \"كافأني والدي بجهاز كمبيوتر حينما تفوقت في الثانوية العامة، ودخلت كلية طب الأسنان.. ولأن المذاكرة كثيرة والدراسة صعبة وجادة.. وأنا بطبيعتي جادة.. فلم استعمل الجهاز إلا فيما يخدم دراستي.. وكنت أحضر اسطوانات عليها شروح للمحاضرات وصور طبية.. وقد استفدت منها كثيرًا.. واشتريت طابعة كنت أطبع عليها هذه المعلومات القيمة وأعطيها لزملائي.

 

القيمة الحقيقية

قيمة الإنسان الحقيقية تكمن في إدراكه لما حوله من نعمٍ, حباه إياها الله - سبحانه وتعالى -، وتكمن أيضاً في مستوى تعامله مع هذه النعم، وأنت أختي الكريمة.. قيمتك، وآدميتك، وفضيلتك في يدك، فإن أدركتها انحنت لك الدنيا إكباراً وإجلالاً، وإن فقدتها فقدت كرامتك وإنسانيتك..

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply