الفراش والنار !


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

\"إلى الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت.. فأخذوا يتساقطون على الدرب ليقعوا في شرك عدوهم راضين غير مرضيين.. ! \"

أهـلُ الـحـقـيـقـةِ يهرفون وكأنهم لا يعرفون

أضـحـى عـدوٌّ الـمسلمينَ نصيرَ كلِّ المسلمين

والـمـجـرمُ الفتّاكُ صارَ هو الرحيمَ هو الأمين

أضـحـى وما أضحى صديقاً إنما هم يحلُمُون

*   *   *

ركـعـوا.. ولـكـنَّ الرٌّكوعَ لغيرِ ربِّ العالمين

كـالـشـاةِ تأوي للذئابِ.. إلى جوارهم الحصين!

تـسـعـى إلـى مأواهمُ الحاني.. وظلِّهُمُ الحنون

وهـيَ الـضحيةُ في الغداةِ.. وغيرُ هذا لن يكون

أعـجـوبةُ الخصمِ (الحبيب) أعدَّها الفقهُ الهَجين

الـنـاسُ تـشـتُـمُهُ.. وما غيرُ الأحبةِ يمدحون!

قـلـبوا الحقائقَ.. والحقائقُ لا تُطاوعُ من يخون

وطـبـائـعُ الأشـيـاءِ تفضحُ كلَّ تزويرٍ, مُشين

فـالـنـارُ تحرقُ والذئابُ تُغيرُ.. والأفعى تَلين!

مِـن غـيرِ ما سببٍ, تَهاوَوا.. كالفَراشِ المستكين

إلا زخـارفَ خـادعـاتٍ, ضـامـراتٍ, لا تـبين

يـا أيـها المخدوعُ كيفَ طَمَستَ عقلكَ والعيون؟

أغـرتـكَ بـسـمـةُ ماكرٍ, يدعوكَ للشركِ اللعين

مـا الـبـسـمةُ الصفراءُ يا أحبابَنا- إلا كمين

لـمَ لا تـبـشٌّ وجـوهـهم لمّا عَنَا منكَ الجبين؟

كـنـتَ العزيزَ وقد رضيتَ اليومَ بالعيشِ المَهين

ورَتعتَ في مرعى (الخليجِ) وجِئتَ كالعجلِ السمين

و لأنـتَ فـي أنـيـابـهـم تغدو بلا دنيا ودين

*   *   *

أنـسـيـتَ أم أنـسـيتَ أنهارَ الدماءِ يُسيِّرون؟

أنـسـيـتَ أم أنسيتَ أعراضَ الحرائرِ يَهتِكون؟

أنـسـيتَ أم أنسيتَ أفواجَ الضحايا في السجون؟

أُرثـي لـكـم.. لا لا شَـماتةَ عندما تتساقطون!

وحَـمـدتُ ربـي إذ نَجَوتُ فلا غُرورَ ولا ركون

فاللهُ خـيـرٌ حـافـظـاً واللهُ خـيـرُ الراحمين

يـا لـيـتَ أطـواقَ النجاةِ لديَّ في بحرِ الفُتون

لـرَمـيـتُـهـا لـلـغـارقـيـنَ لعلّهم يتعلّقون

ولـقـد نـصـحتُهُم الغدَاةَ.. فلم يُحبوا الناصحين

هـم إخـوتـي.. إنّ الأخـوَّةَ حبلُ دعوتِنا المتين

إن يَـفـرحـوا لـفـراقِـنا إني بفرقتهم حزين

*   *   *

قـالـوا: تنازعتِ الرٌّعاةُ.. وصارَ مركبُنا عِضين

وغـدا (المُضيفُ) يَمَلٌّ من أضيافهِ بعدَ السنين.. !

وبـدا يُـزمجرُ مرة.. أو يزدري.. أو يَستهين.. !

قـلـنـا: فأينَ اللهُ؟ هل نَخَرت عقيدتَنا الظنون؟

وإذا تـخـلّـى الناسُ هل ينساكَ ربٌّ العالمين!؟

ولـمـن ثوابُ المبتلينَ غداً.. وبُشرى الصابرين؟

والـنـاكـصونَ عنِ العُلا غاصوا بأوحالٍ, وطين

أنـا لا أُبـرِّىءُ مـخـطـئاً بشمالهِ كسرَ اليمين!

لـكـنَّ ذلـكَ لا يُـسَـوِّغ أن نـحيدَ وأن نخون

جـنـدُ الـعـقيدةِ نحنُ لا جندُ الهياكلِ يا فَطين!

*   *   *

يـا مـعـشـرَ الأحـياءِ رغمَ تكاثرِ المتماوتين!

يـا مـن يـعـيـشُ لغيرهِ وسواهُ منغلقٌ ضَنين

مـا زالَ يـسـمعني على بعدٍ,.. فيجرفُهُ الحنين!

يـهـفـو لأيـامٍ, خـلت زهراءَ وارفةَ الغصون!

مَـن غـيـرُكـم بالهمِّ والإيثارِ.. والجُلّى قمين؟

قـومـوا عـلـى أمـشـاطِ أرجلِكم قيامَ الواثقين

إن يـمـلأِ الـدنيا النِّفاقُ.. فلن نَهونَ.. فلن نَهون

أيـهونُ من عبدَ العَزيزَ.. ؟ وهل يَعِزٌّ عَبيدُ هُون؟

نـحـنُ الأعـزَّةُ بـاليقينِ..ومَن يَعِزٌّ بلا يَقين؟

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply