بقايا طفل .. وطفلة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحت به:

اِحمل إزارَكَ واِخفِ به الأشلاء

إياك أن ترى العيونُ..كلَّ تلك الدماء..

اِحمل إزارَكَ وأسرع بهِ..

فهذا طفلٌ بلا رأسٍ,.. ودرّاجةٌ بلا عجلات..

وتلك طفلةٌ.. بلا أحشاء.. تحتضنُ دميةً من تراب..

اِحمل إزارَكَ وابدأ العمل..

فتحتَ البيتَ... الكثيرُ والكثيرُ من الأهل صاروا جثثاً..

اِحمل إزارَك وضع فيه طفلة..

حملتها يوماً.. وحملت لها بحقيبة للمدرسة.. قصةً..

ودميةً حلوةً.. وزهرة.. وربما تخيّلتها زوجة..

ما بكَ لا تتقدم.. ما بكَ تقفُ مذعوراً لا تتحرك..

أسرع.. فبعضي هنا.. وبعضٌ هناك..

الدمُ تجمّعَ في بركة..

والأشلاءُ يجمعونها في حُفرة..

العدساتُ.. تصورُ.. وتضيء..

تذهبُ وتجيء..

أسمعُها تبكي بِحُرقة.. لو خيّروها لاختارتِ الحُفرة..

هيّا ارفعِ الطفلَ والطفلة.. عفواً بقايا الطفلِ والطفلة..

وبقايا الجدِّ والجدّة.. والعمِّ والعمّة..

وبقايا القلمِ واللّعبة..

دعِ القوم يتأمّلون.. ربما يشعرون.. أو يتحرّكون..

اليومَ.. يلقي الزعماءُ كلمة.. ليتَهم يجعلونها نظرة..

نظرةً فقط.. أوَ نطلبُ الكثير؟

اليوم.. سيتحدثون.. ستصوّرُهم العدساتُ يتشنّجون..

يصيحونَ، ويُولوِلون..

بعدها سينصرفون.. سيأكلونَ ويشربون... سيحضنونَ صغارَهم وقِطَطَهم.. ويتضاحكون..

وحدي سأبقى.. في صدري قبرُ صغيرتي..

في قلبي حزنٌ أرويه..

سأحرصُ دوماً أن أرعاهُ وأن أحرُسَهُ وأن أهديه..

أيكونُ الحزنُ هديّة.. ؟!

نعم.. في زمنٍ, صار الجنودُ فيهِ دُمية..

وصارت فيه الجيوشُ زينة..

لا بدّ للحزن أن يصبحَ هديّة..

حتى لا ينامَ القومُ ويصبحون.. والأشلاءُ في أحضانهم تبكي..

حتى لا ينسى القومُ طفلي.. وطفلتي..

ثم يرونَ في كلِّ بيت.. طفلي وطفلتي..

مَن قتلَ طفلي؟ مَن قتل طفلتي..

قادمٌ.. لن يهدأ..

مستيقظٌ لن ينام..

تضحكون.. وهو يعدٌّ السلاح.. سلاحَهُ..

قذائفُ.. صواريخُ.. ألغامٌ.. دمار..

سيثمرُ حزني.. سيثمرُ قوّة..

ربّما يثمرُ في حديقةِ بيتي وأجدُ هناكَ زهرة

بل ربّما شجرة.. وربّما نخلة..

فللحزنِ ثمارٌ في زمنِ المِحنة..

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply