خاطفو شبابنا !!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تتجرع المجتمعات المسلمة غصص الخيانة والغدر \"المتأنق\" بلغتنا العظيمة، وعبر واحد من أشد وأمكر الأسلحة المعاصرة فتكاً \"التلفزيون\" الذي أسيء استخدامهº حتى باتت ثقافته المستوردة \"الساقطة\" قيماً لدى كثير من الشباب، وباتت الانفتاحات التقنية \" المهرولة \" فتحاً جنسياً في أذهان كثير منهم بدليل أنماط استخدامهم لمستحدثاتها.

وسبب ذلك أن جماعة الشاب التي يتبنى قيمها ومعارفها واتجاهاتها وسلوكياتها لم تعد هي جماعته المحيطة به من الأسرة والأقارب والمجتمع الصغير الذي يعيش فيه، فقد استطاعت \" الفضائيات\" أن تنقل شبابنا ليعيشوا ضمن جماعات مغايرة لنا في الثقافة والفكر، من خلال تبنيها لقضايا مشتركة بين فئات مختلفة من الناس -دون اعتبار للدين- وهي قضايا المتعة الجنس- والترفيه التي تجذب \"حيوانية\" الإنسان وتهمه عادةً خاصة الشباب.

وزاد من تعميق هذا الاتجاه في مجتمعنا المحلي تزايد المتناقضات في البيئة المحيطة بالشباب، نتيجة اختراق هذه الثقافة لبعض أفراد المجتمع وتأثيرها عليهمº حتى أصبح مصدر التناقض إما أحد الوالدين أو كلاهما أو الأصدقاء أو الزملاء، مما يثير لدى الشباب مقارنة هذه الصور الواقعية في حياتهم مع الصور التي تقدمها الفضائيات، وهو ما يسمى \"التعلم بالملاحظة\"، وخلاصة ذلك كله أن \"الفضائيات\" توفر كماً هائلاً من المعرفة الجنسية للشباب تدعمها الإنترنت وغيرها، ووجود نماذج \"مجاهرة\" بين الأقران والزملاء، يبقى بعدها شبابنا في حالة من الضغوط والاستبطان النفسي الذي يجعلهم من توافرت لديه المعرفة الكافية- في حالة من ترقب الفرصة \"الهدف\" ليحاكي تخيلاته ويتبنى الفكرة \"الملحة\"،،،،،،، خاصة وأن تقدير الأمور ووزنها ليست من سمات هذه المرحلة العمرية حتى بدون الضغوط الخارجية.

لن نستطيع أن نحكم السيطرة على أذهان شبابنا، لكننا نستطيع أن نجعل معرفتهم الدينية والاجتماعية والأخلاقية تردع هذه القذرات والفيروسات، وعندما نكون مخلصين في تربيتنا سيبارك الله جهودنا

 

هذه المقدمة أوردتها لنعرف جميعاً كيف يمكن أن يحدث تأثير هذه \"الفضائيات\" إذ ما تم التركيز فيها على قيمة معينة، أما محور الموضوع ولبه فهو الحديث عن القيمة الأبرز في \"الفضائيات\" -إلا ما رحم ربي- وهي التركيز على أن جمال المرأة وقيمتها في جسدها، وبقدر ما تمتلكه من الجمال الجسدي الملفت للأنظار تكون مكانتها وقدرها، وفي المقابل فإن سعادة الرجل مرهونة بمدى ما يحققه من هذه المكاسب المتاحة أمام المتنافسين، وهذه الفكرة \"الخبيثة\" تسوق عبر وسائل وبرامج وأساليب متعددة لخطف شبابنا، وما تحول حجاب بعض المسلمات إلى زينة في ذاته إلا نتيجة طبيعية لما تسوقه هذه الفضائيات من أفكار في هذا الجانب.

العجيب أننا نسمع من أعداء الفضيلة والعفة القائمين على هذه القنوات وأوليائهم- تهماً وافتراءات هدفها في المقام الأول تشويه صورة دعاة الفضيلة والشرف -\"خصومهم\"- منها أن \"الإسلاميين\" ينطلقون في تعاملاتهم مع قضايا المرأة من نضرة شهوانية للمرأة، وهذا أسلوب من أساليبهم في إشاعة الفاحشة في المجتمعات المسلمة لإقصاء الغيورين والتفرد بساحة التخطيط والتنظير لمستقبل الأمة، و لا عجب فالمولى - سبحانه وتعالى - يقول: \"أَفَرَأَيتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلمٍ, وَخَتَمَ عَلَى سَمعِهِ وَقَلبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهدِيهِ مِن بَعدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ\" (الجاثية: 23).

وحتى لا يكون حديثنا مثل حديثهم قائم على الهوى والأقوال التي لا تستند إلى دليل، فهذه أدلة تدين إعلامهم العربي وكيف يصور المرأة من خلال عدد من الدراسات العلمية وهي جزء من أعمالهم الكثيرة لخرق سفينة الأمة، أترككم مع خلاصة نتائجها، مع العلم أن هذه الفضائيات الآن قد ازداد عددها وإسفافها عن تلك الفترات التي أجريت فيها هذه الدراسات، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

الأولى: دراسة عن صورة المرأة في الفلم المصري (منى الحديدي، جامعة القاهرة، كلية الإعلام، 1977م)، حيث توصلت إلى نتائج من أبرزها: تقديم المرأة بصورة جنسية في أغلب الأفلام المصرية، وفي أدوار غير لائقة تؤدي فيها دور العاهرة أو عضوة في عصابة.

 

الثانية: دراسة عن صورة المرأة في الصحف والمجلات العربية (عواطف عبد الرحمن، القاهرة، العربي للنشر والتوزيع1981 م، ص29-86) وكان من أبرز نتائجها أن الصحف والمجلات تميز المرأة الجميلة ويتم التركيز على الجوانب الأنثوية فيها على حساب الصور الأخرى، مع تجاهل كامل لقضايا نساء الأرياف والمناطق الأخرى.

 

الثالثة: دراسة عن صورة المرأة في الإعلان التلفزيوني (عصام الدين احمد فرج، جامعة القاهرة، كليه الإعلام 1986م) بينت هذه الدراسة التي درست حوالي 356 إعلاناً أن الإعلانات تركز على الدور الأنثوي للمرأة حيث تم استخدام صوت المرأة وصورتها فيما نسبته 3، 84% من الإعلانات من قبيل الإثارة و مخاطبة الغريزة الجنسية واستخدمت المرأة \"كوتر إعلاني\" في صورة تحط من قيمتها وكرامتها.

 

الرابعة: دراسة لأخلاقيات الإعلان التلفزيوني (عدلي السيد محمد، القاهرة، دار الفكر العربي، 1988م)، حيث كشفت الدراسة عن اتجاه الإعلانات التلفزيونية إلى استخدام المرأة بشكل غير لائق بهدف الإثارة الجنسية كأداة جذب إعلامي للإعلانات بالإضافة إلى أن الدراسة رصدت تصوير المرأة ببعض القيم السلبية كالشراهة والتبذير والعنف والعدوانية والتفاخر.

 

خامسا: دراسة لصورة المرأة في الإعلام العربي(أديب خضور، دمشق، 1997م)، وقد خلص الباحث بعد عرضه لصورة المرأة في الإعلام العربي (عينة من المرئي والمسموع ومن المطبوع) إلى أن أبرز ملامح صورة المرأة التي عكسها الإعلام العربي هي الجوانب الأنثوية الجميلة المغرية، وأكدت الدراسة أن صورة المرأة في الإعلام العربي مشوهة، وأن هناك قدراً كبيراً من عدم التناسب بين ملامح هذه الصورة وبين الصورة الحقيقية والفعلية للمرأة العربية المسلمة.

 

سادساً: دراسة عن تأثير القيم التي تعكسها الإعلانات التلفزيونية (نجوى الجزار، جامعة القاهرة، كلية الإعلام عام 1998م) أكدت على تعمد الرسالة الإعلانية تشوية صورة المرأة و النظر إليها على أنها أداة جذب إعلاني حيث أن أكثر من 54% من الإعلانات كانت الشخصيات المحورية فيها نساء، مع الاتجاه الواضح للتركيز على الإثارة الجنسية من خلال دور المرأة في الإعلان.

 

سابعاً: صورة المرأة المصرية في الأفلام السينمائية (محمود يوسف، مجلة كلية الإعلام، جامعة القاهرة 2001م) حيث أكدت الدراسة على أن الأفلام السينمائية رسمت صورة سلبية للمرأة المصرية، كان أبرز ملامح هذه الصورة هي التبرج والسفور وإظهار العورات بطريقة مبالغ فيها، فغالبية الأفلام - كما ترى الدراسة- مليئة بمشاهد العري والزينة وتجسيد العورات وكثيراً ما أظهرت المرأة شبة عارية، ولعل هذا يؤكد اتجاه الأفلام لاستخدام المرأة كمصدر للإثارة الجنسية.

وأشارت الدراسة إلى أن هذه الأفلام أظهرت للمرأة ثمار الحرية (المزعومة) المطلوبة لهاº من خلال حريتها في الكسب الحرام، وركزت على تزيين الفاحشة وتجميل السقوط الأخلاقي، كما أظهرتها شاربة للخمر ومرتادة لأماكن السكر، بدعوى الحرية والتحضر.

 

خاتمة:

لن نستطيع أن نحكم السيطرة على أذهان شبابنا، لكننا نستطيع أن نجعل معرفتهم الدينية والاجتماعية والأخلاقية تردع هذه القذرات والفيروسات، عندما تصطدم بـ\"أترضاه لأمك؟ \" وعندما يؤدي كل منهم \"حق أسرته\" ويتحمل مسؤولياته لحماية عرضه، ويكون ارتباطه بأسرته \"ارتباط عاطفي\"، وعندما نكون مخلصين في تربيتنا سيبارك الله جهودنا.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply