الإعلام المبتذل.. من يوقفه؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الشباب في أي مجتمع هم الشريحة التي تشكل إرهاصات المستقبل، ولهذا يكون الاهتمام بهم من قبل واضعي خطط المجتمع التنموية لاستثمار هذه الشريحة في تأسيس وبناء قاعدة البناء المستقبلي.. ومن المعروف أن قضايا الشباب لا تنفصل عن قضايا المجتمع، وعن مدى كفاءة النظم الاجتماعية في أداء وظائفها. 

وأي خلل في أداء نظام اجتماعي معين كالأسرة مثلاً أو التربية، أو الإعلام، أو النسق الاقتصادي، فإن نتائج ذلك ستتضح بلا شك على هذه الشريحة، كما ستؤثر في بقية الشرائح، ولكن شريحة الشباب حالياً وفي العالم هي الشريحة القابلة للتأثير، والمتفاعلة بسرعة مع كل تغيرات اجتماعية وثقافية، بل وهي المتضررة من سلبيات أداء كل نظام اجتماعي.

وكما يرى العديد من الباحثين أن الشباب العربي يعيش في مأزق ما يسمى بالتغيير، فما يحيط بهم من مناخ اجتماعي تسود فيه بعض الظواهر السلبية المرتبطة بالقيم غير الأخلاقية، والتناقض الثقافي، والفوضى الاقتصادية، والفقر، والفساد الإداري، ومظاهر الاستغلال والتسلط والانحراف بكل صوره وأنواعهما يجعلهم يستمدون من هذا المناخ نمط تفكيرهم وسلوكهم وأسلوب حياتهم، بحيث يصبح التقليد والمحاكاة لما يستقبلونه من قيم، وما يتمثلونه من نموذج سائد حالياً هو المحصلة التي تتضح فيما يُطلق عليه نمط اجتماعي سائد.

فبعض الأفكار والشعارات التي يفترض أن تكون هي المسلَّمات القيمية التربوية والثقافية - والتي يتم تعليمها في المدارس والجامعات - كثيراً ما يهدمها في عقول الشباب وضمائرهم ما يرونه من تناقضات يعيشونها في الواقع، وكما يرى الدكتور حسين سلوم في دراسته عن الانفتاح الإعلامي وخطره على قيم الشباب المسلم التي قدمت في المؤتمر التاسع للندوة العالمية للشباب الإسلامي الذي عقد في الرياض في أواخر شهر شعبان الماضي من هذا العام \"إن من هذه الشعارات على سبيل المثال شعار تحرير المرأة، فيجد أمامه مظاهر التسيب، وتحت شعار حرية الصحافة قد يلحظ البعض الخطر على الرأي العام، وتزوير الحقائق، وتحت شعار الوحدة يرى الشباب قوى الانفصال، وانتهاك الحرية الفردية\".

وكما هو ملاحظ الآن أن الإعلام المرئي من خلال التلفاز والقنوات الفضائية وأيضاً الإنترنت أصبح هو القوة التغييرية لسلوك الشباب ونمط تفكيرهم وتوجهاتهم، فهذه القوة أصبحت تنافس الأسرة والمدرسة والجامعة في عمليات التربية والتنشئة الاجتماعية.

ولقد لخص أحد الشباب من جامعة الملك سعود الذي كان حاضراً في إحدى فعاليات الندوة العالمية للشباب الإسلامي ما يعانيه الشباب من هذا الكم الهائل من البرامج والأفلام والأغاني الخليعة التي تبثها القنوات الفضائية، دونما ضابط أخلاقي أو ديني، وتساءل ببساطة: ما دوركم في هذه الظاهرة؟ سؤاله كان موجهاً للدكتور جعفر الشيخ إدريس على وجه الخصوص، ولكن في الحقيقة سؤاله هذا ينبغي أن يوجه للمسؤولين عن الشباب ورعايتهم من مؤسسات وجامعات، وأيضاً للمسؤولين عن الإعلام العربي، والذي تبث بعض قنواته هذه (البذاءة السلوكية والذهنية).

إن هذه القنوات تشكل ضغوطات ثقافية وافدة، وتأثيراتها الاجتما

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply