تعزيز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمان عظيم لـ (حقوق الإنسان)


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يتفق العقلاء في هذا البلد الكريم على عظم شأن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنها السبيل الأكبر لحياة سوية كريمة ونجاة من العذاب البئيس الذي يحيق بالذين ظلموا ويسلم منه من كان ينهى عن السوء.. (فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون).

وهم يعلمون علما يقينيا أن تركَ الأمر بالمعروف وهجرَ النهي عن المنكر سببٌ عظيمٌ لوقوع العقوبات العامة التي يجعلها الله-تبارك وتعالى- من عاجل عذاب المفرطين (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)..

 

ويتفقون -كذلك- على أن من أعظم ضمانات (حقوق الإنسان)لحمايته من التعدي والظلم ومن لصوص الأعراض والعقائد تعزيز هذه الشعيرة المباركة ونصرة أهلها والذب عنهم وخذلان أعدائهم ومناوئيهم..

 

وهم يشهدون- كذلك -للقائمين على الحسبة بالفضل العظيم والبذل النفيس لحماية المجتمع من الرذائل والمخزيات..

 

ويعلمون أنه لا يسلم عمل بشري من خطأ، ولا ينجو من الخطأ إلا من لم يعمل، ولا يمكن أن يستثنى أي جهاز حكومي من ملحوظات ومراجعات..

 

وهم يعرفون أن الناصح غير المخاتل.. وأن المشفق غير الحاقد.. وأن الصادق غير الكاذب.. وأن المتجرد غير المدفوع الأجر!! وأن المحب لوطنه غير الممالئ لعدوه...

 

وهم يؤمنون إيمانا قاطعا أنه لا يحارب هذه الشعيرة العظيمة وأهلها إلا أحد ثلاثة:

 

إما جاهل عيي إمعة يتلقى ما يلقى إليه بعقلية القطيع ويطالع الصحف والقنوات التي تدبر أمرها بليل وتتمالأ بإيعاز من أعداء الوطن على الفضيلة وأهلها فيقبل ما تتقيؤه تلك القنوات والصحف دون تمحيص..

 

أو متطرف لا ديني لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر شرقت نفسه بانتشار الخير في الناس وكره كل مظهر من مظاهر الانتماء لهذا الدين العظيم فاحتلس الليبرالية الملحدة وكره الدين وأهله..

 

أو منحرف شهواني منعته هذه الشعيرة العظيمة من شهوته البهيمة وصدته أن يلغ في أعراض الناس وينتهك حرماتهم فعاداها وكره أهلها..

ولهذا كله..

 

فالفضيلة باقية بفضل الله -تبارك وتعالى- ثم بدعم من ولاة الأمر- أيدهم الله-وبإيمان المجتمع بضرورتها لحفظ الدين والأخلاق..

 

إنه لا ضير من المراجعة والتطوير.. ولا تثريب على من يدعو لتحسين الأداء الحكومي في أي جهاز من أجهزة الدولة دون تسفيه أو تجريم أو اتهام بل برغبة حقيقية في الإصلاح وباتفاق على الهدف العظيم الذي قام الوجود الكوني كله من أجله وهو: تحقيق العبودية الحقة لرب العالمين-جل جلاله-..

 

إن من أهم ما ينبغي أن يشمله التطوير في جهاز الحسبة: الاحتساب على الصحافة المنحرفة التي تنشر الرذيلة في بلاد المسلمين.. والاحتساب على المثقفين الذين يمموا وجوههم شطر الغرب الأقصى وأسلموا ذممهم للشيطان.. والاحتساب على كل مظاهر الانحراف الجديدة ولو برسالة توجيهية..

إن دعم الصحافة النزيهة.. وشكر الكتاب الصادقين.. والثناء على أي مظهر طيب في الواقع الإعلامي أو يلامس حاجات الناس جزء من الاحتساب الثقافي والمجتمعي..

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply