مشاهداتي .. عن المرأة في ألبانيا ( 1 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أول ما يصدمك في ألبانيا هذا البلد المسلم ذو الأغلبية المسلمة، والتي تشكل 70% هو وضع المرأة! فهي بعيدة كل البعد عن أحكام الإسلام وآدابهº بسبب ما تتعرض له البلد عموما والمرأة خصوصا لتلك الهجمة الشرسة للشيوعية الملحدة على مدى سبعين عاما، حتى إنني كنت أتساءل وأسأل هل هؤلاء مسلمات؟ فيأتي الجواب المفرح المبكي: نعم هن مسلمات بالعدد ولكن حالهن يحزن؟

 

 وتساءلت منذ متى دخلنا كمؤسسات إسلامية هذا البلد المسلم والذي يشكل أهمية قصوى لموقعه الجغرافي في أوروبا، منذ 93م فماذا قدمنا؟ وماذا أنجزنا؟ فيما يخص جانب المرأة المسلمة والتي هي المحضن للجيل القادم؟

 

فكيف سيكون جيلنا القادم في ظل هذه المسلمة والتي تخجل أن تظهر إسلامها فضلا عن أن تعتز به بل تشككها أحيانا في صلاحيته لهذا العصر في هذا البلد المسلم؟ لكن هو تقصيرنا في ترتيب الأولويات في أعمالنا الدعوية والخيرية، حيث لا يوجد مؤسسة نسائية تقوم بسد هذه الثغرة بشكل واضح وإنما جهود فردية مبعثرة لا تكافئ حجم المأساة التي تعيشها أختنا في ذلك البلد المسلم، هذه الوقفة تأتي وياللاسف في ظل الهجمة الشرسة التي تواجهها المؤسسات الخيرية وفي ظل ضعف الموارد والإمكانات وتوجه كثيرا من المؤسسات العاملة في البلد في حصر نشاطها في كفالة الأيتام فحسب وتوقف الدعم للأعمال والأنشطة الأخرى.

ومع ذلك فلازال الأمر يمكن تداركه بإذن الله من خلال جهود العاملين ودعم المحسنين والذين يشغلهم هم أختهم المسلمة في ألبانيا وغيرها من بلاد المسلمين، وحتى نكون عمليين أكثر وبعيدا عن الاقتصار على جلد الذات فلنضئ الشمعة الأولى، وقد بدأنا فيها بحمد الله بعدد من الخطوات في بداية بسيطة للضعف الذي نعانيه في الإمكانات والقدرات، ولكن لابد أن نبدأ والله يتولانا ويخلص نياتنا ويجعل الخطوة الأولى والتي خطوناها سببا في جمع الجهود وتنسيق المبادرات والسعي في إيجاد الدعم العاجل الآن، وكذلك الدعم المستمر لنقطف ثمرة هذا الجهد المبارك سويا بإذن الله.

 

امرأة مسلمة تتمسك بدينها أولا ثم تعتز به ثانيا ثم تدعوا إليه وتربي أبناءها ثالثا وما ذلك على الله بعزيز. ونسيت أن أشير إلى حاجة بعض أخواتنا للحجاب الإسلامي الكامل بعد قناعتهن به ولا يستطعن ذلك لقلة ذات اليد، ولذلك بدأنا كذلك في سد هذه الثغرة ببداية بسيطة، نسأل الله أن يبارك فيها وأن تجد التفاعل من إخواننا وأخواتنا لهذا المشروع، وتم العمل في طريقين طريق تدريب عدد من الأخوات في دورات للخياطة معها شيء من العلم الشرعي وطريق توفير المال لدعم الأخوات اللاتي أنهين دورات الخياطة للبدا في العمل في توفير الحجاب.

 

 وكذلك يحتاج العمل إلى إيصال الرسائل للأخت المسلمة من خلال الوسائل الدعوية المعروفة: الشريط والكتيب والمطوية باللغة المحلية، وكذلك نحتاج للتواصل مع شريحة المثقفات واللاتي يمثلن شريحة مهمة في جانب دعوة المرأة. هذه مسؤولية أضعها من عنقي في أعناق الحريصين من أبناء أمتنا، أسأل الله أن يبارك فيهم جميعا والى لقاء قريب بإذن الله في مشهد من مشاهداتي في ألبانيا.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply