أحب الالتزام ولكن !!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السؤال

أحب أن أجد حلاوة الإيمان، ولكن لا أستطيع، فأنا من المستمعين إلى الدعاة والعلماء والمناقشة في أمور الدين، ولكن أستشعر هذا ساعة ثم ينام ضميري، فأحيانا أجلس أمام التلفاز (أشاهد أحد الدعاة أو البرامج الدينية، فيؤذن للصلاة..فأقول: لقد فات الوقت وأصلي في البيت، أي أحب الالتزام ولكن لا أحرك ساكناً، وأستحيي من عمل الطاعة أمام الشباب، حتى إني إذا كنت معهم لا أصلي أمامهم، بل أقوم بتأخير الصلاة إلى أن أرجع إلى البيت، أو أترك الطاعات خوفا من أن يعتقد الناس أني أفعل هذا رياءً.فأعينوني جزاكم الله خيراً.

 

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

إن من أعظم نعم الله على الإنسان أن يرزقه في قلبه حب الإيمان ولذا فإن من شكر هذه النعمة تصديق هذه المحبة بالعمل والسعي لتنميتها حتى تملك قلب الإنسان فيصبح متعلقا بالله.

- أنت تحب الالتزام.

ونصيحتي لك أخي فيما يلي:

نمِّ حب الالتزام والطاعة في قلبك بإكثار الدعاء أن يرزقك الله الإيمان، واعلم أن الدعاء لا يحتاج إلى إعدادات، فلا يستوجب الاتجاه إلى القبلة، ولا يستوجب الوضوء، ولا يستوجب وقتا معينا، ولا حالا معينا ففي جميع الأحوال ناجِ ربك واسأله أن يرزقك الإيمان والتقوى.

وقد كان من أدعية الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). فأكثر من هذا الدعاء، وكذلك يساعد على تنمية الإيمان في القلب حديث النفس عن الطاعة وحبها، وتخيل نفسك وأنت في صلاة خاشعة أو قيام ليل، أو أنك تناجي ربك وتدعوه وكذلك لتنمية الإيمان في القلب جاهد نفسك على الإكثار من النوافل.

وخير ما أقوله لك في هذا الموضع هو الحديث القدسي الذي قال فيه ربنا: (ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي بيصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذتي لأعيذنه).

فماذا تنتظر أخي بعد هذا الخطاب الرباني الرائع؟ جاهد نفسك على عمل القليل يتقرب إليك الله بالكثير حتى يحبك، وكذلك الإكثار من الذكر له أثر عجيب على تنمية الإيمان في القلب.

• أنت تتأثر بالبرامج التوعوية.

وهذه علامة على صلاح القلب إن شاء الله، ولكن هذه العلامة إما أن تجليها وتصقلها بالعمل الصالح، أو أن الأعمال غير الصالحة من سماع للأغاني وتهاون في الصلوات وغيرها من المنكرات سوف تطفئ هذه العلامة.

• أنت تحب المناقشة في أمور الدين

نعم للعلم والتعلم، وأنصحك بالجلوس في حلقات علماء الحق الذين يعلمون الدين على بصيرة وعلى منهاج النبوة الخالي من البدع، فإن حضور مجالس العلم مما يزيد من تحفيز الإنسان للعمل الصالح، وقد رأينا في كثير من الأحوال أن الإنسان يحضر محاضرة لأحد المشايخ فيها مواعظ عدة، فيبقى لأسابيع وهو يدرك الأذان في المسجد، ويحافظ على قيام الليل، ثم يعتريه الفتور، فإذا حضر درسا أو محاضرة تجدد لديه النشاط.

• أنت تترك الطاعات خوفا من قول الناس (رياء).

وهذا أمر خطير جدا، فقد قال العلماء (عمل العمل من أجل الناس رياء، وترك العمل من أجلهم كفر)، وهنا أرشدك إلى نصيحة النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم، وهي أن تعمل العمل، فإذ وجدت في نفسك شيئا فادع (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم).

• أنت مع مجموعة قد يؤخرون الصلاة أو لا يهتمون بها.

قال - تعالى -في سورة الفرقان من الآية رقم 27: \"ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني\" فتأمل هذه الآية، ثم ارجع إلى نفسك: هل تريد أن تكون يوم القيامة من الظالمين الذين قدموا شهوات ورغبات أصحابهم على واجبات الله، ثم إن صديق السوء لا يزيدك إلا خسرانا، وإن من خير ما تعمل أن تبحث عن رفقة صالحة أهل طاعة وحسن خلق فتجالسهم، ومع أصدقائك الحاليين كن صادحا بالأمر بالصلاة على وقتها، وكوِّن شخصية ثابتة على رأيها الصحيح.

• أنت تستحيي من عمل الطاعة أمام الشباب.

أقول استحِ أكثر من الله الذي أخرت واجباته عليك، وكن صاحب شخصية قوية في الحق.

أخي، ختاما أقول جاهد نفسك واستعن بالله ولا تعجز، ورافق الصالحين وأكثر من الاستغفار. والله يرعاك.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply