الدعوة إلى الله في شبكة الإنترنت ضوابط ومحاذير


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي وحده وبعد

فإن الدعوة إلى الله من أجل الطاعات وأعظم القربات نفعها متعدي للخلق تنشر الإسلام وتحفظ شرائعه وتوقظ الغافل وترشد الجاهل وتهدي الضال وتبصر الناس بدينهم وثوابها جزيل وأجرها عظيم وعاقبتها حسنة في الدنيا والآخرة وفضائلها كثيرة جدا مشهورة عند العاملين قال - تعالى -: (وَمَن أَحسَنُ قَولًا مِمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسلِمِينَ) وقال - صلى الله عليه وسلم -: (فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم) رواه البخاري.

 

أهمية مجال الإنترنت في الدعوة إلى الله:

الدعوة إلى الله تتجدد في كل مكان وزمان من حيث الأسلوب والوسائل والمجالات، ومن أعظم المجالات المعاصرة وأهمها مجال الإنترنت، والدعوة إلى الله من خلال الإنترنت لها مزايا مهمة وخصائص طيبة قل أن توجد في غيرها من أبرزها:

1- عالمية الدعوة، فالداعية يخاطب مشارق الأرض ومغاربها.

2- سهولة الانتشار بإجراءات وخطوات بسيطة.

3- حرية الكلمة فالدعوة في هذا المجال بلا قيود ولا حدود.

4- قلة التكلفة المادية في إعداد البرامج والأنشطة.

5- الدعوة فيها ذات طابع تفاعلي بين الداعية والمتلقين.

6- توثيق المعلومات وحفظها سواء كانت المادة صوتية أو مكتوبة أو مرئية.

7- سهولة الإطلاع والوصول على نتاج الدعاة وبحوث العلماء وفتاواهم والاستفادة منها في أي وقت ولو طالت المدة.

ومن أبرز خصائص الدعوة في هذا المجال تعرف الداعية عل إخوانه من أهل السنة في سائر البلاد وتواصله معهم وحصول التعاون فيما بينهم في سبيل الحق ونشر الفضيلة.

كما إن المواقع الإسلامية تعتبر ملاذا آمنا لكثير من المسلمين الحريصين على إصلاح دينهم ويقيمون في بلاد كافرة أو في أماكن تشتد فيها الغربة ولا يجدون أحدا يبصرهم في دينهم وينير الطريق لهم.

 

توجيه الدعاة لهذا المجال:

ينبغي على دعاة السنة أن يعنوا بهذا المجال ويكون لهم حضور قوي وفعال وأن يتواصلوا مع جميع أفراد المجتمع بشتى طبقاته، بل لا بد من تفرغ دعاة لهذا المجال يقضون سائر أوقاتهم فيه، وكلما كثرت المواقع الإسلامية العامة والخاصة والغرف والمجموعات كلما كثرت انتشر صوت أهل السنة وقوي أثره وتأثيره وتفاعل الناس معه.

إن استخدام الإنترنت في مجال الدعوة من أعظم وسائل نشر الإسلام في المعمورة وإقامة الحجة على الخلق في بلوغ الإسلام وتقرير التوحيد والنهي عن الشرك والتحذير من المذاهب الهدامة والبدع المضلة.

 

أهمية التخصص في مجال الإنترنت:

مما يرشد إليه الدعاة في هذا المجال التخصص، فينبغي على الدعاة أن يتخصصوا في مجال معين ليبدعوا ويتقنوا ويقنعوا المتلقي وتكون مشاركاتهم عميقة محيطة للموضوع المطروح، فمن الدعاة من يتخصص في بيان مسائل الاعتقاد ومنهم من يتخصص في أحكام الشرع ومنهم من يتخصص في الفتوى ومنهم من يتخصص في القضايا الاجتماعية ومنهم من يتخصص في مناظرة المخالفين ومنهم من يتخصص في المشاركة في قضايا المجتمع ومنهم من يتخصص في الأدب الإسلامي ومنهم من يتخصص في التاريخ الإسلامي ومنهم من يتخصص في تعليم العلوم الشرعية وهكذا.

والذي يحكم تخصص الداعية في الإنترنت أمران:

1- قدراته الذهنية والعلمية في هذا التخصص.

2- ميوله ورغبته النفسية لذلك.

وتخصصه لا يمنع من مشاركته في مجالات أخرى ولكن المقصود أن يغلب على كتاباته وعطائه مجال معين.

ومن المهم بمكان تفرغ شباب جاد لخدمة المشايخ في بث علومهم ونشر فتاواهم وغير ذلك مما يعين أهل العلم ويفرغهم ويريحهم من عناء الأمور الفنية التي تؤثر على وقتهم.

 

توجيه أصحاب الأموال لدعم المشاريع الدعوية في الإنترنت:

ويجب أن يوجه المحسنون من أهل الخير والعطاء إلى دعم المشاريع العلمية والدعوية في شبكة الإنترنت ويبين لهم أهمية هذه الأعمال وأن المشاركة في ذلك داخلة في عموم النصوص المرغبة في الدعوة ونشر الخير وأنهم مثابون على ذلك أجرا عظيما وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) متفق عليه.

 

فضل التقنية في دعوة الإنترنت:

يشرع إنشاء مراكز ومواقع متخصصة في التقنية وتقوم بدعم وتقديم الخدمات الفنية للدعوة إلى الله في الشبكة في جميع مجالاتها من تصميم المواقع والصفحات الشخصية وأعمال الدعاية والتسويق للمادة الإسلامية ويدخل في ذلك برامج الفوتوشوب والبوربوينت وكل ما يساهم في نشر الدعوة بين المسلمين. والمهندس الذي يبذل وقته ويسخر علمه في ذلك يرجى دخوله في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (بلغوا عني ولو آية) رواه البخاري وهو دال على الخير، ومن ساهم في ذلك محتسبا ولم يتقاض على ذلك مالا كان له عظيم الأجر ومشارك لقائل الخير في الثواب، ومن قدم خدمة للدعوة وأخذ مالا واقتصد ولم يبالغ مراعاة للخير وقصدا في المشاركة حصل له أجر على قدر نيته ولم يكن في منزلة الأول الذي أراد الآخرة بعمله ولم يلتفت إلى الدنيا وكلا وعد الله الحسنى، ومن ساهم وكان همه المال وعوض الدنيا فقط ولم يقصد الثواب بعمله فهذا ليس له من عمله ثواب وقد أراد الدنيا بعمله فهؤلاء ثلاثة أصناف الأول له أجر كامل والثاني له أجر ناقص والثالث ليس له أجر.

 

صفات الداعية في شبكة الإنترنت:

1- العلم: ينبغي على الداعية أن يكون عالما بما يدعو إليه لا يتكلم في مسألة إلا بعلم ويمسك عما يجهله أو يشك فيه، وهذا يورث المتلقين عنه الثقة والاطمئنان لرأيه.

2- الرفق: أن يكون رفيقا بمن يدعوه ويرشده لا يستعمل معه الغلظة والشدة خاصة مع الجاهل وصاحب الشبهة الذي يحتاج إلى طول بال وسعة صدر وإنما يسوغ له استعمال الشدة مع الجاحد والمكابر للحق.

3- الحلم: أن يكون حليما صبورا لا يغضب لأتفه الأسباب ولا يثور وينفعل بسرعة مما يجعل خصومه يستغلون نقطة الضعف في دعوته ويحولون دونه ودون تحقيق أهدافه.

4- الأناة: أن يكون متثبتا في نقل الأخبار متأنيا في فهم الأقوال ومتأنيا في إصدار الحكم وإبداء الرأي، والعجلة من أعظم آفات الداعية ولا يضر الداعية تأجيل النظر في مسألة معينة بل يزيد الناس ثقة به.

5- العقل والفهم: أن يكون عاقلا لما يطرحه ينظر إلى عواقب الأمور ويتفهم مقاصد الشرع وقواعده، لا يكون همه الوحيد إصدار الحكم وإنما يتأمل في الوقت المناسب والمصلحة المرجوة وما يترتب على كلامه، وكم من قول ومذهب لم ينتفع الناس به أو كانت عاقبته سيئة لعدم مراعاة قائله لهذه الضوابط.

6- الإنصاف والأمانة: أن يكون منصفا مع نفسه ومع غيره من الموافقين والمخالفين فلا ينسب لأحد قولا إلا بعد ثبوته ولا يتجنى على أحد وأن ينسب الفضل لأهله، وإذا تبين له خطأه في رأي أو مخالفته لمذهب السلف رجع عن ذلك وأظهر رجوعه للناس ولم تأخذه في ذلك لومة لائم.

7- الوضوح والصدق: أن يكون واضحا في دعوته في أسلوبه ومنطقه وموقفه من أعداء الإسلام والمبتدعة لا يشتبه قوله على الناس ولا يختلفون في مراده وأن يكون صادقا مع نفسه لا تتغير مواقفه ومذهبه على حسب المرحلة والمصالح، والوضوح والثبات من أهم سمات منهج أهل السنة.

 

محاذير ومخالفات في دعوة الإنترنت:

هناك مخالفات ومحاذير يكثر وقوعها في الدعوة إلى الله عبر الشبكة:

1- نشر الأحاديث المنكرة والضعيفة في رسائل النصح والتوجيه، والغالب وقوع ذلك من أناس عوام محبين للخير غير متخصصين في العلم الشرعي أو من أناس متأثرين بمناهج أهل البدع.

2- المبالغة والإكثار من ذكر القصص الخرافية أو الغريبة التي تخرج عن العادة واستخدام هذا أسلوبا في الوعظ وهذا مما أنكره السلف فينبغي الاقتصاد في ذلك والاقتصار على القصص الثابتة الموافقة للشرع والعادة.

3- من الأخطاء الشائعة في الرسائل الوصف الشديد والتفصيل لذكر الفواحش والمنكرات مما قد يغري بعض المدعويين ويحرك غرائزهم خاصة من كان قريب العهد بالفسق، والواجب ذكر المنكرات على سبيل الإجمال وعدم الدخول في تفاصيل الحادثة لأن ذلك لا فائدة فيه ويفضي إلى مفسدة.

4- ومن المحاذير في خطاب بعض الدعاة أسلوب الطعن في الولاة والعلماء وهذا منهج مخالف لمنهج السلف الصالح، والواجب على من رأى مخالفة أن ينصح العلماء وينبه على الخطأ بأسلوب علمي رصين دون التعرض لأشخاص العلماء تحقيقا للمصلحة ودرءا للمفسدة ومراعاة لحرمتهم وانتهاكها سبيل للفتنة ووقوع في الفرقة.

5- ومن المحاذير دخول الداعية في مسائل التكفير والتبديع والتصدر للفتوى في ذلك والحكم على الأعيان وغير ذلك من المسائل الكبار التي من وظائف العلماء الراسخين وهذا مسلك خطير زلت فيه أقلام وأقدام، والواجب على الداعية الكف عن ذلك وعدم الدخول في هذه الفتنة إلا أن يكون ناقلا عن أهل العلم وحسبه في التنفير عن هذه الأفعال وصفها بالحكم التي تقتضيه من الكفر أو البدعة دون التعرض للحكم على المعين.

6- ومن المخالفات الكبرى تصدر الداعية للفتوى وإصدار الأحكام للناس وهو ليس من أهل الفقه المحيطين بأصول الفتوى، والقول على الله بغير علم أمر عظيم نهى عنه الله –عزوجل- وقرنه بالشرك، وبعض الدعاة هداهم الله يتصور أن الأمر سهل فيكثر النقل عن المفتين في أول الأمر وينجح في إقناع الناس ثم يبدأ يقيس بنفسه ويلفق بين الفتاوى ويجتهد وهو لا يملك آلة الاجتهاد ويقع في كلامه كثير من الأوهام والأخطاء والواجب عليه الكف عن ذلك والاقتصار على نقل فتاوى العلماء مع التصريح بذلك لئلا يغتر به العامة.

7- ومما يقع فيه بعض المشاركين في الإنترنت التعالم وإظهار الإحاطة بالمسائل والحرص على تخطئة العلماء الكبار في كل مناسبة وهذا الصنيع يكثر وقوعه من الطلاب المتوسطين في المواقع العلمية والملتقيات وقد يصدر من بعض المشايخ الذين تعجلوا التصدر وهو يدل على ضعف البصيرة وشهوة خفية في القلب.

8- ومن الأخطاء الشائعة نشر رسائل وطلبات الفقراء والمحتاجين والمصابين والتعاطف معها دون التحقق منها ووضع آلية معينة لقضاء حاجتهم وحل مشاكلهم، والاستجداء بهذه الطريقة أصبح من أكبر وسائل الاحتيال وأكل أموال الناس بالباطل وقد يتورط فاعل الخير بقضايا أمنية، فالذي أراه إغلاق الباب بالكلية إلا أن تتولى القضية جهة مختصة موثوق بها أو شيخ موثوق به وتكون هناك آلية واضحة في المشاركة.

9- ومن المزالق الخطيرة دخول الداعية في مناظرة أهل البدع والرد عليهم وهو لم يتمكن بعد في العلم ويتخصص في الفرق والمذاهب وليس عنده إطلاع وتحقيق في شبهات المخالفين وطرائقهم، وكثير من أهل الخير تحملهم الغيرة على دخول مواقع المبتدعة ومناقشتهم وهذا مسلك خطير قد يفتن المرء عن دينه ويبتلى القلب بشبهات لا يتمكن من التخلص منها.

10- ومن الممارسات الخاطئة نشر الرسائل عبر البريد الإلكتروني المشتملة على شبهات الكفار والمبتدعة ومطاعنهم في الإسلام أو الرسول أو القرآن أو التاريخ الإسلامي من غير رد قوي يكشف زيفها ويبطل حجتها أو نشرها مع ردود ضعيفة مما يجعل الشبهة تستقر في النفوس الضعيفة، وقد نهى السلف عن الاستماع للشبهات أو نشرها أو الاشتغال بها وكان أئمة السنة يشددون في ذلك وإنما رخصوا للعالم أن ينظر فيها ويبطلها ويرد على أهلها.

11- ومن المحاذير دعوة بعض المشاركين إلى فعل هيئات وصفات وصيغ مبتدعة في العبادات كالوصية بالذكر الجماعي أو صلوات محدثة أو أوراد خاصة أو الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في أوقات محددة أو احتفال بزمان ومكان ليس له أصل في الشرع، وكثير من الجهال يدعون لذلك محبة للخير وتأثرا بالبيئة من غير معرفة بالشرع وهذا الذي أفسد الإسلام وأمات السنة.

12- ومن البدع الشائعة في شبكة الإنترنت وضع جداول زمنية أو خطوات عملية خاصة للتوبة أو فعل الصالحات أو إحصاء السيئات والحسنات مما لم يرد التعبد فيه بالشرع وفيه حرج ومشقة ومنافاة لسماحة الدين وتشبها بأغلال النصارى، والعجب كل العجب من انتشار ذلك عند بعض الدعاة وكم من مريد للخير لم يبلغه.

13- ومن الأعمال المنكرة عند البعض اشتغالهم بنشر الفضائح وتتبع العورات للمخالفين والحديث عن أحوالهم الشخصية، وهذا من الظلم والتعدي والسفه الذي ينزه عنه الداعية إلى الخير وليس من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في شيئ وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عفيف اللسان يكني عما يستفحش وسنة الله ماضية فيمن فعل ذلك فمن تتبع عورات الناس تتبع الله عورته، وليس من الأدب والمروءة الاشتغال بذكر أفعال وفضائح أهل الفسق والمجون لأن أخبارهم مشهورة عند العامة ولا يليق بالداعية التعرض لذلك.

14- وبعض المشاركين هداهم الله يتساهلون في إظهار صور النساء لغرض التحذير أو حكاية حادثة أو بيان واقع وهذا لا يجوز مطلقا مهما كانت الغاية والغاية لا تبرر الوسيلة شرعا، وينبغي لمن اضطر لذلك أن يطمس صورة المرأة ويخفي معالمها والشريعة حرمت ذلك لأن مفسدته راجحة على المصلحة المتوهمة.

15- ومن المسالك المخالفة لقواعد الشرع ومذاهب العلماء التوسع في وصف المعاشرة الجنسية وآداب الجنس ومسائله، وبعض المنتسبين للدعوة يطيل البحث في تلكم المسائل ويشغل الأمة بها ويزعم أنها بحاجة ماسة لموضوع التربية الجنسية، وكل ذلك مخالف للأدب والحشمة والحياء الذي جاء به الشرع وعادة الشرع التكنية عن هذه الأمور والتوسع في ذلك ليس من طريقة أهل الديانة والصيانة وباب لتحريك الشهوات عند المراهقين وإشغالهم بما لا طائل به.

16- ومن الطرق المخالفة لأصول أهل السنة التواصل مع أهل البدع وأصحاب التوجهات العصرية المخالفة للسنة، ومما يؤخذ على بعض المواقع الإسلامية استكتاب هذه الأقلام وإظهارها والثناء عليها والتوسع مع أصحابها بحجة إثراء الواقع ومعالجة القضايا المعاصرة وغير ذلك من الحجج الضعيفة، والواجب على دعاة السنة عدم التواصل معهم وإبرازهم للأجيال اتقاء لبدعتهم وكفا لشرورهم وتغرير الأمة بهم، وفي علوم أهل السنة وأطروحاتهم ما يكفي ويغني عن علوم أهل البدع، وكلام قليل مؤصل من الكتاب والسنة خير من كلام كثير مبني على قواعد بدعية وآراء عقلية.

17- ينبغي على الداعية المؤثر الذي يحرص على نشر أحكام الشرع وآدابه وأن تكون له كلمة مسموعة في الناس يقبلون نصحه وتوجيهاته أن يكتب باسمه الصريح وأن يتجنب ما استطاع الكتابة باسم مستعار وشخصية وهمية لأن ذكر الأحكام ونقل الفتاوى من باب رواية الأخبار الدينية ولا يقبل ذلك إلا من شخص عرف بالضبط والعدالة أما مجهول العين أو الحال فلا يقبل منه شيء واستخدامه لذلك يورث لدى المتلقي شك وريبة فيما يقول، اللهم إلا في أحوال خاصة قد يضطر الداعية لإبهام اسمه إذا اقتضت المصلحة أو خشي وقوع مفسدة، والواجب على الدعاة وأهل الخير عدم قبول الأحكام والآراء ممن يجهل حاله لا سيما في مسائل التكفير والقضايا المصيرية.

18- ومن السلوكيات الخاطئة استخدام السب واللعن والفحش مع المخالف وهذا لا يسوغ شرعا مهما عظم جرم المخالف أو أساء لأهل الفضل والمشروع للداعية ترك ذلك وأن يكون عفيف اللسان مع المخالف غير سباب ولا شتام وأن يكون همه بيان الحق وإنكار الباطل وهداية الضال، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عف اللسان مع اليهود وغيرهم، وهذا من أدب الدعوة الذي يرغب المخالف في ترك باطله وقبول الحق من أهله، وهو أمارة على النصح والرحمة ومحبة الخير في خطاب الداعية.

 

ضوابط مشاركة العامة في دعوة الإنترنت:

هناك أناس محبون للخير راغبون في نشر الدعوة والفضيلة من العامة ليسوا من أهل الاختصاص والعلم ولهم مشاركات كثيرة وأعمال عديدة في مجال الإنترنت وهم مأجورون إن شاء الله مالم يقعوا في مخالفة روى الترمذي في سننه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه)، ولا يشترط في جواز مشاركتهم العلم والخبرة في الدعوة، ولكن ينبغي وضع ضوابط عامة لمشاركاتهم لتصحيح العمل والوقاية من الأخطاء:

أولا- الاقتصار في نقل الفتاوى والمواضيع على العلماء المعروفين بسلامة المنهج وصحة الاعتقاد.

ثانيا- الدقة والتثبت في نقل الفتاوى والأحكام والحرص على توثيق ذلك.

ثالثا- عدم الخوض والمشاركة في النقاشات العلمية والفقهية.

رابعا- سؤال العلماء عما يشكل من المسائل الخاصة والعامة.

خامسا- الحرص على نشر اعتقاد أهل السنة الصحيح والتحفظ والتحقق مما ينشر في هذا المجال وتوعية الناس وتبصيرهم بخطر البدع والخرافات.

سادسا- احترام العلماء وتوقيرهم وصون اللسان والكف عن الوقوع في أعراضهم والاعتذار عنهم ولو صدر منهم ما يخالف رأي الشخص وهواه.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply