هل عرفتي من هو ؟ حقيقة لا تخفى ?


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم..

حمدا لربي الودود اللطيف..

حمدا لربي الرؤوف الرحيم..

له الحمد كما ينبغي لجلاله وعظمته..

وكماله وسلطانه..

لا إله إلا هو..

وبعد أخواتي في الله..

نبضات قلبي.. وروح بدني..

سلام الله يغشاكن وعين الله ترعاكن وفي الجنة بإذن الله مرساكن...

إليكن هذه الكلمات..

وإن كانت مبعثرة على السطور...

إلا إني أحسبها قد خرجت من قلب محبة لكن..

فالله أسأل أن يوفقني فيما أخط وأكتب

ويجعل كل حرف منه خالصا لوجهه الكريم..

غاليتي..

على طريق سيرنا الطويل..

وفي دربنا الذي أخذنا عهدا عليه..

إن نسلكه دون أن نبالي بالصعاب..

و نعبره وإن تكالبت علينا الأمم والأدعياء...

ونسير فيه قناديلا مضيئة وإن اشتد و احلولك الظلام.

في أثناء سيرنا...

قد تتعرضنا صنوفٌ من الابتلاءات..

وأشدها وأعظمها..

فتور الهمة وانطفاء شعلة العزيمة..

فلربما طال علينا الطريق!!

وربما شق علينا المسير!!

لربما استوحشنا لقلة السالكين؟؟

ولربما تخلى عنك القريب والبعيد!!

وربما وجدت نفسك في دوامة من الأعباء والأشغال..

تنهك قواك وتضعف همتك..

نعم هذه حقيقة..

وهذا واقع..

ولكن دعينا نقف مع أنفسنا قليلا..

يا ترى! هل من سبقونا تعرضوا لمثلها؟

أم نحن فقط من تعترضهم مثل هذه الايتلاءات؟؟؟

 

الآن..

أدعوك أخيتي في الله..

إلى أن تقرئي هذه السطور بكل هدوء..

وان تجمعي شتات نفسك وتحضري قلبك..

وأن تسكتي جميع من حولك..

واقرئي هذه الكلمات المنيرة:

((ذلك الإمام الحبر والعلامة البحر الذي دانت له قطوف العلوم ودانت له نواصي الحكمة والذي طبقت شهرته الخافقين وسار بحديثه الركبان فهو أمة في الخير وقدوة في الهدى والتقى..

إذا أتيت إلى علمه..

وجدت العباب الزاخر والبحر المتلاطم وذلك لما وهبه الله من سعة العلم وغزارته..

كان إذا قرئ في مجلسه آيات من القرآن يشرع في تفسيرها

 فينقضي المجلس بجملته والدرس برمته وهو في تفسير بعض منها..

وأما تعبده.. فيكفي أنه كان إذا أحرم بالصلاة تكاد تنخلع القلوب لهيبة إتيانه بتكبيرة الإحرام.

وإذا دخل فيها ترتعد أعضاؤه حتى يميله يمنة ويسره..

قال العلامة الو اسطي: مارأينا في عصرنا هذا من تتجلى النبوة المحمدية وسننها في أقواله وأفعاله

 إلا هذا الرجل، يشهد القلب الصحيح أن هذا هو الإتباع الحق..

أما شجاعته وقوة قلبه ورباطة جأشه فحدث ولا حرج؟؟

قال ابن القيم: (كنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه فما هو إلا أن نراه

ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة)..

 

ترى:

هل عرفتي من هو هذا الإمام؟؟

قال عنه محمد السبكي:

والله ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى فالجاهل لا يدري ما يقول, وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به..

نعم إنه شيخ الإسلام ((ابن تيمية))

قال عنه ابن دقيق العيد: لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلا: العلوم كلها بين عينيه !!!.

ولكن..

ليس هذا ما أردت ذكره فقط...

بل أردت أن أهمس في أذنك بهذا السؤال وأقول:

هل تعرفين كيف كانت وفاته؟؟؟

نعم أنت تعرفين ذلك ولابد..

لقد كانت وفاته في السجن..

نعم في السجن..

حيث كان معتقلا هناك منذ عام 726هـ إلى 728هـ

مع العلم أنها لم تكن المرة الأولى التي يعتقل فيها،،

ولكن لماذا أعتقل؟

ما السبب الذي جعل هذا الإمام يمكث في السجن أغلب فترات حياته..

أتعرفين لماذا.

إنها الحقيقة التي لا تخفى..

إنها الشمس التي لا تغيب..

إنها القاصمة لكل كفار عنيد..

إنها شمس الحق و أنوار الهداية،،

إنها الدعوة لله النبع الذي ما جف ولم يجف ولن يجف...

من أجلها أودع السجون..

وضرب!

وعذب..

وصبر..

نعم صبر

فكان شيخ الإسلام..

مرض - رحمه الله - ولم يعلم أكثر الناس بمرضه وفوجئوا بموته..

ذكر خبر وفاته مؤذن القلعة على منارة الجامع..

وتكلم به الحرس على الأبراج..

فتسامع الناس بذلك واجتمعوا حول القلعة وفتحت باب القلعة فامتلأت بالرجال..

وكانت جنازة عظيمة جدا وأقل ما قيل في عدد مشيعيه خمسون ألفا،،،

أختاه،،،

أتعلمين أن هناك من كتب ابن تيميه ما أخذت من جدران السجون؟؟

أتعلمين!

كان يأخذ الفحم الذي يوقده ليتدفأ به ثم ينقش العلوم على جدران السجن..

((ما يفعل أعدائي بي: أنا سجني خلوه و إخراجي سياحة وقتلي شهادة))

هذه عبارته - رحمه الله - المشهورة عنه..

 

 

أختاه...

هؤلاء الأئمة..

كواكب منيرة في ليل وحشتنا...

هم رفقائنا في دروب وحدتنا...

وقبل ذلك جميعا،،

ربنا - سبحانه - هو مطلبنا وغايتنا..

فلملي شتاتك...

وأعدي العدة من جديد..

أوقدي في فؤادك من نار الهمة ما يلين بها كل قاسٍ, وعنيد..

فأنتي النور المرتقب..

وأنت الدفء والحنان..

ودعينا نلتقي هناك..

في نهاية الطريق..

طريق الدعوة إلى الله..

ونجعله مسلكا لنا لجنات عدن بإذن الله..

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply