إلى سيل نقاد الدعوة .. الخير قادم بإذن الله تعالى


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

عليه نتوكل وبه نستعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وإتبع هداه إلى يوم نلقاه.

 

إلى كل من سئل عن مسار الدعوة فقال إنها متخلفة جامدة... إلى كل من سئل عن نتائج الدعوة فقال إنها معطلة... إلى كل من سئل عن بني دينه فقال هم لا خير فيهم وفي ضياع كبير

إلى سيل المنتقدين نقول:

 

أولا: الحمد لله على الحالة التي وصلنا إليها اليوم... فنحن في خير كبير لا يشعر به إلا من أراد أن يرى هذا الخير... فلنرجع إلى الوراء قليلا ولنرى الأمة في السبعينيات حين لم نكن نرى الحجاب إلا على رؤوس العجائز.. ولم نكن نرى في المساجد إلا الكبار في العمر.. ولم يكن يعرف من الدين إلا الصلاة والصيام بمفاهيم مغلوطة وأحكام مبهمة.

وبعد ذلك في الثمانينات والتسعنات إلى يومنا هذا!!

إن نتائج الدعوة لا تظهر بيوم وليلة ولكن تظهر آثارها تدريجياً.. فبالأمس لم يكن أحد يحمل هم الدعوة إلا الشيوخ الكبار واليوم نرى أن كل مسلم مؤمن بنفسه بات داعياً في بلدته ومكان سكنه وبين أصدقائه وفي منزله.. بات الشباب يفهم معنى أن تحمل هم هذا الدين.

بالأمس كان الخمار والنقاب في غير دول الخليج عجبة من عجائب الزمن ولكن ولله الحمد والمنة نراه اليوم قد انتشر وأصبح مفهوماً بين الناس حكمه..

بالأمس لم يكن أحداً يفهم معنى الولاء والبراء ومعنى العبودية الخالصة المخلصة لله - عز وجل - ولكن اليوم باتت الأمور واضحة ومن لم يفهم معنى هذه الأمور فهو الذي لا يريد أن يفهم...

 

فلماذا ننظر إلى مسار الدعوة بمنظار أسود معتم؟!!

لماذا لا نعرف لدعاة فضلهم ولا نشكر الله على ما وصلنا إليه ونرجو المزيد من فضله؟!!

 

فالخير قائم بإذن الله - تعالى -ووعد الله - عز وجل - بحفظ هذا الدين والتمكين لهذه الأمة حافز كبير للاستمرارية في هذا المسار العظيم.

 

نحن لا نغلق أعيننا عما يجري من حولنا ولا ننكر أنه وفي الناحية المقابلة للخير الذي نتكلم عنه هناك فساد مستشر وهذه سنة الحياة دائما: إيمان يقابله كفر متعاظم وخير يقابله شر يريد أن يطيح به وخاصة أن أعدائنا أدركوا أن انتشار الصحوة يشكل عليهم خطراً كبيرا وستكون هذه الصحوة بداية النهاية عندهم فنراهم لا يغفلون ولا ينامون ويستعملون كل وسيلة قد توصلهم إلى هدفهم من محاولات التمييع لشباب الإسلام ومحاولات السيطرة على المرأة المسلمة ووسائل الإعلام الفاسدة من فضائيات ومواقع إباحية ونشر المفاهيم المشوهة عن الإسلام وأفكاره ومبادئه... وغير ذلك من وسائل الحرب الضروس المعلنة على الاسم وأهله..

 

ولكنا ما زلنا بخير والخير يزيد بحمد الله وفضله، وعلينا دائما أن نتفائل بالخير فكما قال - عليه الصلاة والسلام - \" لا يأتي الخير إلا بالخير \" ونستبشر بهذا الخير {وَإِذَا مَا أُنزِلَت سُورَةٌ فَمِنهُم مَّن يَقُولُ أَيٌّكُم زَادَتهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتهُم إِيمَاناً وَهُم يَستَبشِرُونَ}التوبة124

كلما نزلت آية زادتهم إيمانا وإستبشروا بها فما بالنا وكتاب الله بين أيدينا ونرى الآيات كل يوم آية وراء آية.

 

نحن نعلم أننا محاربون من الغرب الكافر ومن أبناء جلدتنا وأحياناً ممن يلبسون ثوب الإسلام ولكن هذه ضريبة الدعوة إلى الله - عز وجل - {أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوا مِن قَبلِكُم مَّسَّتهُمُ البَأسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصرَ اللّهِ قَرِيبٌ}البقرة214

 

{أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَعلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُم وَيَعلَمَ الصَّابِرِينَ}آل عمران142.

{أَم حَسِبتُم أَن تُترَكُوا وَلَمَّا يَعلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُم وَلَم يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ المُؤمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعمَلُونَ}التوبة16

 

فعلينا أن نكون على يقين بوعد الله - عز وجل - حيث قال: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دِينَهُمُ الَّذِي ارتَضَى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعدِ خَوفِهِم أَمناً يَعبُدُونَنِي لَا يُشرِكُونَ بِي شَيئاً وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ}النور55

 

وقال: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوَارِثِينَ} القصص5

 

ووعد نبيه - عليه الصلاة والسلام -

(عن النعمان بن بشير، عن حذيفة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"\" تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله - تعالى -، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله - تعالى -، ثم تكون ملكا عاضا فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله - تعالى -، ثم تكون ملكا جبرية، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها الله - تعالى -، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة \" ثم سكت رواه أحمد والبيهقي في \" دلائل النبوة \"

 

عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" إن الله - تعالى -زوى، لي الأرض \" أو قال: \" إن ربي زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها \" سنن أبي داوود.

 

وهذه الوعود الربانية ما زالت قائمة بأن بعد كل هذه الأمور الصعاب خير كثير، وبأن الدعوة ستأتي ثمارها ولكن الصبر الصبر.. هو الزاد في هذه الطريق...

 

فعليكم معشر النقاد أن لا تنظروا إلى نصف الكوب الفارغ ولكن انظروا إلى ما امتلئ منه لتشعروا بتقدم الدعوة ولتروا نتائجها وإذا نظرتم إلى النصف الفارغ فذلك لتشجعوا أنفسكم وتحثوها على ملئه...

رزقنا الله جميعا الإخلاص في القول والعمل والثبات على الحق.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply