مؤتمر الجماعة الإسلامية في الهند \ كونوا قوامين بالقسط\


 

بسم الله الرحمن الرحيم

شهدت ولاية أوترابراديش في الهند انعقاد مؤتمر الجماعة الإسلامية في الفترة من 18 - 20 نوفمبر الماضي وجاء المؤتمر تحت عنوان \" كونوا قوامين بالقسط\" الذي افتتح بعد صلاة الجمعة وأداها أكثر من أربعين ألفاً من المسلمين، ثم تتابعت الندوات والمحاضرات والنقاشات بين ضيوف المؤتمر وأعضاء الجماعة الإسلامية الذين توافدوا من شمال الهند، وقدر عددهم بعشرة آلاف بمن فيهم النساء.

 

واختار المؤتمر شعار إقامة العدل والقسط بين الناس لأهمية هذا الموضوع بالنسبة لجميع الطوائف في الهند، وتناولت أهم محاضراته \"الإيمان بالله وأثره على الحياة\" التي ألقاها الشيخ سراج الحسن أمير الجماعة الإسلامية سابقاً، ومحاضرة \"كونوا قوامين بالقسط\" للشيخ جلال الدين العمري نائب أمير الجماعة الإسلامية ثم كلمة الرئاسة والتعليق لعبد الله سليمان العتيقي أمين سر جمعية الإصلاح الاجتماعي بالكويت، وبين في الكلمة كيفية إقامة العدل بين المسلمين وأوضح أهميته فهو الهدف الأول الذي بعث الله الرسول {من أجله، فأمرنا الله بالعدل في أنفسنا وأسرنا ومجتمعاتنا وفي حكمنا ومع أعدائنا.

كما ألقيت محاضرات أخرى عن \"وقفات مع القرآن الكريم\" للشيخ جلال الدين العمري و\"الشباب أمل الأمة\" للمختار كوست وادسرد و\"مسؤوليتنا في الأوضاع الراهنة\" للبروفيسور إعجاز أسلم مساعد الأمين العام للجماعة و\"العولمة وأثرها على المجتمع\" للدكتور حسين رضا أمير الجماعة الإسلامية لولاية جلال كند و\"كيفية النهوض بالأمة الإسلامية في ضوء الأقليات الإسلامية\" للأستاذ محمود الأعظمي.

كذلك عقدت ندوة عن \"التحديات الراهنة للأمة الإسلامية\" للدكتور محمد عبد الحق الأنصاري أمير الجماعة الإسلامية بالهند، وكلمة عن نفس الموضوع ألقاها كاتب المقال (عبد الله سليمان العتيقي) ذكر فيها بعض التحديات السياسية، وهي: عدم وجود كيان يجمع المسلمين، وتهديدات النظام العالمي الجديد، ووجود كيان صهيوني في قلب العالم الإسلامي. كما أشار إلى العديد من التحديات الاجتماعية كالتي تواجهها الأسرة المسلمة وما يعانيه الشباب من غياب الوعي الديني والقدوة الصالحة والتعرض لمسخ هويتهم، وتغيير المناهج الإسلامية البناءة والترويج للعلمانية على أوسع نطاق، وإيقاف المدارس القرآنية ونشر المخدرات بينهم وتعطيل زواجهم.

 

الغزو الثقافي

أما التحديات الإعلامية فتتمثل في: قلة وجود الفضائيات الإسلامية الملتزمة، وخطط مواجهة الغزو الثقافي والتنصيري، وكيفية استخدام الوسائل الحديثة مثل الإنترنت وغيره لنشر الدعوة الإسلامية.

وفي ندوة أخرى تناول المؤتمر \"العدالة الاجتماعية..لماذا؟ وكيف؟ \" للأستاذ سراج الحسين أمير الجماعة، وقد شارك في هذه الندوة مشاركون من غير المسلمين من الهندوس وغيرهم.

وبعد ثلاثة أيام من مناقشات المؤتمر تم الإعلان عن التوصيات، وهي:

إن هذا المؤتمر ينادي بالعدل والقسط وعدم الظلم بين الناس.

أعلن المؤتمر وقوفه مع حقوق المظلومين والمستضعفين المسلمين في فلسطين وأفغانستان والعراق وغيرهم في أنحاء العالم الإسلامي.

يناشد المؤتمر جميع فئات المجتمع الهندي بذل الجهد المشترك ضد الظلم ولإقامة العدل.

أكد أن الإسلام يدعو إلى العدل وعدم الظلم فهو بين وواضح في نظامه، ودعا الشعب الهندي إلى دراسة هذا النظام والمساعدة في تطبيقه.

دعا الأمة الإسلامية إلى الاستيقاظ وتوحيد نفسهاº لأنها هي المنوط بها إقامة العدل وإزاحة الظلم بين الناس.

كما دعا ويدعو إلى الاهتمام بالمرأة المسلمة وحث النساء على التعليم والتدريس لرعاية الأبناء والأسرة، وأن يعملن في دوائرهن على نشر الإسلام والقيام بنشر العدل والقسط في المجتمع.

 

الجماعة الإسلامية في الهند

الجدير بالذكر أن الجماعة الإسلامية في الهند هي من أبرز الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي ولها احترامها ومكانتها بين الجماعات الدينية الأخرى، وقد أسسها الراحل أبو الأعلى المودودي عام 1941م وبعد انتقاله إلى باكستان أسس الجماعة الإسلامية في باكستان، وقد استمرت الجماعة الإسلامية الهندية في النشاط والعمل في أغلب ولايات الهند لما لها من أنشطة دعوية مختلفة حيث ترجمت معاني القرآن الكريم إلى 15 لغة من اللغات الهندية حتى الآن وآلاف الكتب الإسلامية الهامة، كما تطبع وتنشر عدة مجلات إسلامية منها مجلة الواسطة وتصدر في ولاية تبراك وتطبع 200. 000 نسخة ومجلة التنوير Radiance ومجلة خاصة بالطلبة باسم مصباح العلوم وللمرأة باسم الحجاب وغيرها.

وتتناول الجماعة بين فترة وأخرى موضوعات عامة للنقاش في المحافظات (التي تنشط بها) مثل موضوع \"محمد رسول الله {للبشرية عامة\" و\"القرآن الكريم كتاب الله للجميع\" و\"حقوق الإنسان في الإسلام تشمل عموم البشر\".

كما تهتم الجماعة بالمرأة ومشاكل الأسرة والطفولة وتعمل على إيجاد الحلول لها، واهتمت كذلك بالطلاب والشباب من خلال إنشاء منظمة الطلبة، وبالتربية والتعليم ولها 9000 منفذ تعليمي من مدرسة وكلية وجامعة بمناهجها الخاصة والمعتمدة من الجماعة، إضافة إلى الأعمال الاجتماعية والخيرية والصحية، وأنشأت 3 مستشفيات في ولاية دلهي وكيرالا وحيدر أباد وأنشأت الصندوق اللا ربوي للقرض الحسن لأعضائها، ودار الأيتام والأرامل حيث يوجد الكثير دون مأوى أو رعاية، وهي بصدد إنشاء ملجأ للأرامل يحتاج إلى دعم المسلمين والمؤسسات الإسلامية الخيرية.

 

الاضطرابات الطائفية

وتواجه الجماعة الإسلامية في الهند مشكلة الاضطرابات الطائفية ضد المسلمين منذ 14 عاماً فقد استشهد أكثر من2000 من المسلمين وأحرقت منازلهم في \"كوجرات\" وفي ولاية \"آسام\" وولاية \"أيوديا\" هدم مسجد البابري، وأخيراً في مدينة \"وراو\"، وقد قامت الجماعة بمساعدة المتضررين في كوجرات ولم تفرق بين أحد، وأعادت بناء أكثر من 550 منزلاً.

أما الجانب السياسي للجماعة فهو هام حيث لها أنشطة جماهيرية معلنة وقد عملت على تجميع المسلمين لانتخاب من يقف في صفهم ويناصرهم وإن لم يكن مسلماً للوصول إلى الحكومة المركزية، وقد نجحت في ذلك وعلى الرغم من هذا إلا أنها لا تستطيع إقامة حزب سياسي في الوقت الراهن، وتشعر الجماعة بأهمية تأهيل أعضائها للتعامل مع المستجدات السياسة وغيرها في المجتمع، لذا أنشأت مركزاً للدعوة والدعاة لتثقيفهم.

ويبلغ عدد أعضاء الجماعة الملتزمين 7000 عضو، ولها موقع على الإنترنت: www.jamaateislamihind.org

إن المسلمين في الهند ذوو طبيعة سمحة تكره العنف وتكافح الإرهاب والشر وتنادي بالعدل والأخوة والمساواة بين طوائف الأمة، ولهم صلة وثيقة بالعالم الإسلامي.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply