بشاشة الحياة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

مع القرآن يجد الإنسان الحياة الحقيقية، يجد السرور الذي يقتل الهمّ، ويجد الوعي الذي يزيل الوهم، ويجد الداعي الذي يناديه أن قُم..

 

بشائرُ الخيرِ من جنبيه تنطلقُ *** ومن حناياه هذا النورُ والألقُ

 

ومن جناه الرياضُ الخضرُ وارفةٌ *** يطلٌّ منها ربيعٌ ضاحكٌ عبقُ

 

أتى إلى الناس والظلماءُ عاكفةٌ *** والكونُ يعصفُ في أرجائه القلقُ

 

والأرضُ حيرى فلا تلقى بساحتها *** إلا الذين ظلامَ الليل قد عشقوا

 

فجاء فجراً من الرحمن مؤتلفاً *** كذاك كلٌّ هدى يا صاح يأتلقُ

 

هو الحياةُ التي تجلو بشاشتُها *** نورَ الصباح إذا ما أطبق الغسقُ

 

هو الرشادُ الذي يمحو بفطرته *** ما كان أحدثه التضليلُ والنزقُ

 

هو البلاغةُ في أسمى مراتبها *** يجثو أما علاها المبدعُ الحذقُ

 

يأبى الحياةَ لنا ذلاً ويرسمُها *** صراطَ حقٍّ, إذا ما أظلمت طرقُ

 

يسمو بنا صُعُداً للمجد، يمنحنا *** روحَ الإباءِ به الأرواحُ تنعتقُ

 

يهزنا من سباتٍ, لفّنا زمناً *** يهزّ منا قلوباً حاطها الغلقُ

 

يجلو لنا الدربَ وضّاحاً، يعلّمنا *** بأن آياتِه الغراءَ منطلقُ

 

يا أمتي هذه أنوارُه سطعت *** ففيم نحن بهذا الليل نختنقُ؟

 

يا أمتي هذه آياتُه رشدٌ *** فكيف نحن بنار الجهل نحترقُ؟

 

يا أمتي هذه أعلامُ عزّتِه *** ففيم حاضرُنا في ذلّه غرقُ؟

 

يا قارئَ الذكرِ تسبيني قراءتُه *** اقرأ فديتُك حتى ينصتَ الأفقُ

 

اقرأ لتُخجِل أوتاراً مرنحةً *** اقرأ ليُهتكَ ليلُ الباطلِ الفلقُ

 

اقرأ تعد سيرةُ الأبطال من فتحوا *** باباً إلى المجد فاجتازوه واستبقوا

 

اقرأ فإنّ علوجَ الرومِ قد سملوا *** منا العيونَ، رؤى تاريخنا سرقُوا

 

اقرأ فإنّ يهودَ الغدر قد فتلوا *** للوهم حبلاً به إدراكَنا شنقُوا

 

أيا شبابَ الهدى هذا سبيلُكُمُ *** فاسعَوا إلى حلقات الفضل واستبقُوا

 

لن تدركَ الأمةُ الغراءُ غايتَها *** ما لم تكن من هدى القرآنِ تنطلِقُ

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply