هل أنت أول فتنة في الأرض؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

لا والـذي اتّـخـذَ الـخليلَ خليلا *** وتـنـزّلَ الـتّـوراة  والإنـجيلا

 

وأحَـبَّ أحـمَـدَ واصطفاه بمُحكَمِِ *** قـد فُـصِّـلـت آيـاته  تفصيلا

 

لـو جـاءت الـدٌّنـيـا إلـيّ ذليلةً *** وأتـت مـحـاسُـنُـها إليّ  قبيلا

 

لصرَفتُ وجهي عن زخارفِ وجهها: ***  أنـا لـسـتُ أبغي عن هواكِ بديلا

 

إنّـي أضـنّ بوصف حُسنك للورى *** وأضـنّ بـاسـمِكِ أن يُرى مبذولا

 

مـا ضـرّ إن قـالوا: بخيلٌ  مقتر *** إن كـان قـلـبـي بالنّفيس بخيلا

 

طـوّفـتُ فـي شَرق البلاد وغربها *** فـوجـدتُ أرضَ الـعاشقِينَ بَتولا

 

حـتّـى تـجلّى نورُ وجهَك ساطعاً *** وغـدا إلـى الـظّـلّ الكريمِ  دليلا

 

لـمّـا رقـيـتِ القلبَ أشرقَ نوره *** فـمـضـى يُـسـبّحُ بكرةً وأصيلا

 

عـراّف نـجـدٍ, والـيـمامة أبلسا *** مـذ صـار نـجـمك لي أنا إكليلا

 

هل أنت أوّل فتنةٍ, في الأرضِ؟  بل *** أنـت الـطّـهـارة نُـزّلت تَنزيلا

 

يـا فـتـنتي الأولى، لَسَجدةُ عاشِقٍ, *** لـمـسَـتـه نـاُر الشّوقِ أقوَمُ قيلا

 

يـا فـتـنـتي الأولى، وحبٌّكِ سُنّةٌ *** لا تـعـرفُ الـتّـبديلَ والتّحويلا

 

هـل أنـتِ عـائشةٌ بنى الخَيّامُ من *** أشـواقِـهـا عَرشَ الهوى مأهولا؟

 

أم أنـتِ طـيـفُ خـديجةٍ, متَبتّلا *** لـيـلاً؟ ألا مَـا أروعَ الـتّـبتيلا

 

نَـام الـخـليّ وأنتِ عينٌ لم  تزَل *** يـقـظَـى تُـنَـاجي رَبَّها المأمولا

 

قـد كـنـتِ فـي شرعِ المَحبّةِ برّةً *** ونـبـيـلـةً، لِـمَ لا أكونُ نبيلا؟

 

وأرى جـمـالـكِ لا يزولُ إذا غدا *** حُـسـنُ امـرِئٍ, بعد الرّواءِ محيلا

 

مـا كـان سـلـطانُ الجمالِ مُخلّداً *** إلا إذا كـانَ الـتّـقَـى إكـلـيلا

 

تَـفدي عذارى النّيلِ حُسنَكِ طاهِراً *** وأنـا فَـدَيـتُ عـلـى جداه النّيلا

 

مـا كـنـتُ أحسبني سأُسقَى عندَهُ *** قَـبـل الـرّحـيلِ شرابيَ المعسولا

 

وأتـى بـيـانُـكِ كالضّياءِ رسالةً *** تُـلِـيت على قلبي، وطابَ رسُولا

 

\"يـا شـاعري، إنّ الجَمالَ هو التّقَى *** فـاحرص، فديتُكَ، أن تكونَ جميلا\"

 

طـلـعت عليكَ الشّمسُ مونقة السّنا *** أنـداؤهـا نـشَـرَت عـليكَ ذيولا

 

لا تـطـلـبِ الـنّجم البعيدَ جهالةً ***\"طـلَـعَ الـصّـبَاحُ فأطفأ القنديلا\"

 

لـولاكِ سـيّـدتـي، ولـستُ بآثِمٍ,،  *** لـم يـألُ ركـبـي ضـائعاً ضِلّيلا

 

سـارت سـفـيـنَتُنا ورُبّانُ الهوى *** يـسـتـعـذبُ الـتّكبير والتّهليلا

 

ويـقولُ: \"حَسبي بعد طولِ تشرّدي *** أنّـي اتـخَـذتُ مَع الرّسولِ سبيلا\"

 

قـالـت دوالي العمرِ: ويحَكَ قد دنا *** زمـنُ القطافِ، أما خشيتَ رحيلا؟

 

فـسكبتُ في سمعِ الحبيبِ وصيّتي: ***  أنـا إن رحَـلـتُ فلن أغيبَ طَويلا

 

والـمـوعـد الـرّحمنُ، ينزلنا معاً  *** مـن فـضـلـه ظلا يطيبُ  ظليلا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply