رئيس الجماعة الإسلامية في أوتاربراديش ولي الله السعيدي \ لم نكن على قدر التحديات الموجهة للأمة الإسلامية \


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الجماعة الإسلامية بالهند إحدى الحركات الإسلامية المعاصرة التي قامت في مختلف أنحاء العالم، داعية من جديد إلى العودة للكتاب والسنة وإقامة دين الله في الأرض. تعمقت جذورها وانتشرت فروعها في جميع أنحاء بلاد الهند ولها نشاط موسع، في حقل الدعوة والعمل الإسلامي بين مختلف أوساط المجتمع الهندي..ومع رئيس الجماعة بولاية أوتاربراديش الشيخ ولي الله السعيدي كان هذا الحوار:

 

 ماذا عن خطط الجماعة في الفترة القادمة؟

الخطط والبرامج التي تقوم بها الجماعة تتلخص في النقاط التالية:

1- الدعوة الإسلامية: فتواصل الجماعة الإسلامية جهودها حتى يدرك أبناء الوطن الذين لم تصل إليهم رسالة الإسلام، مبادئ عقيدة الإسلام ومقتضياتها.ولتتجلى عليهم الحقيقة بأن الإسلام وحده دون غيره نظام عدل وقسط ورحمة.

2- بناء المجتمع المسلم: عن طريق عرض الإسلام بتصوره الشامل في الحياة الفردية والاجتماعية موضّحة مقتضيات الإسلام حتى يتكون لدى المسلمين حرص شديد على الفوز في الآخرة وابتغاء مرضاة الله. كما تبذل الجماعة نصيباً من الجهد الكافي حول القضايا المصيرية التي لها علاقة بحفظ الأرواح والأنفس وشخصية الأمة الإسلامية.

3- القضايا المصيرية على الصعيدين الوطني والدولي: لتأمين الحقوق الإنسانية والأساسية والعدالة الاجتماعية ونشراً لأخوة الإنسانية والقيم الأخلاقية وللحفاظ على حقوق الأقليات من ناحية الديانة واللغة والثقافة، وتقاوم الجماعة المواقف والتحركات غير الدستورية والأخلاقية حسب الفرص المتاحة لها، وتقوم بانتقاد صريح للسياسة الخالية من القيم، وتبدي الجماعة آراءها من غير مبالاة وتهاون إذا دعت الحاجة إليها.

4- الخدمات الاجتماعية: وفيها تبذل الجماعة كل ما في وسعها لتقديم الخدمات إلى المعوزين والفقراء والمرضى والمصابين بالضرر والمظلومين والذين لا يجدون ملجأً دون أدنى تفرقة من ناحية الديانة والقومية.

5- التربية: وتركز الجماعة جهودها على التربية الشاملة لأعضاء الجماعة ومنسوبيها من كل النواحي الفكرية والعلمية والأخلاقية، وكذلك تشيد النظام الداخلي للجماعة.

 

 ماذا عن مواقف الجماعة تجاه القضايا الدولية؟

إيماناً بمبدأ الأخوة إنما المؤمنون إخوة (الحجرات: 10) تؤيد الجماعة قضايا الإخوة المسلمين في جميع أنحاء العالم، فترى أن قضية فلسطين قضية الأمة المسلمة بأسرها، وعلى أبنائها أن يقفوا صفاً واحداً في وجه العدو الصهيوني الذي لا يفهم إلا لغة القوة، وتدين الجماعة النزعة العنصرية الصهيونية ومؤامراتها ضد البشرية، وتدعو دول العالم إلى احترام حقوق الإنسان في كل مكان ومعارضة الظلم والاحتلال والاستعمار وتعرب عن قلقها تجاه انتشار الأسلحة النووية والكيماوية.

وكذلك عندما قامت القوات الأمريكية بتدنيس القرآن الكريم في سجون جوانتانامو الذي يعد من أكبر الجرائم ضد كتاب الله، نددت الجماعة بشدة بكل وسائلها.

 

 وما خطة الجماعة في مجال الدعوة؟

إيماناً بوجوب مهمة الدعوة إلى الله فقد جعلت الجماعة الإسلامية بالهند برنامج الدعوة بين غير المسلمين من الأهداف ذات الأولوية العليا، ووضعت لهذا العمل خطة ذات نقاط وهي:

تعريف غير المسلمين بالإسلام وشرح مبادئ التوحيد والرسالة والآخرة ليعلموا أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي أنزله الله - تعالى - لهداية البشرية.

السعي لرفع المستوى الاجتماعي لأفراد الطبقات المنبوذة والمتخلفة وإنهاء التمييز الطبقي السائد في المجتمع الهندوسي وشرح قيم العدالة الاجتماعية في الإسلام.

 

من خلال خبراتكم كيف وجدتم الساحة الهندية من حيث الدعوة إلى الله؟

نلمس أن الدعوة إلى الله واسعة النطاق في الهند، والإقبال على الإسلام من قبل عامة غير المسلمين كبير، فمن خلال خبراتي الدعوية يجدر بي أن أقول: إن عامة الناس عطشى للمنهل الصافي الشافي للإسلام، ولكن هناك بعض العراقيل والعوائق في هذا المجال منها:

أولاً: عدم شعور عامة المسلمين بواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه مهمة الدعوة.

ثانياً: عدم توافر الوسائل والدعاة.

ثالثاً: سوء فهم غير المسلمين للإسلام وتعاليمه، وعدم تفريقهم بين تعاليم الإسلام وتعامل عامة المسلمين.

رابعاً: تشويه صورة الإسلام والحركات الإسلامية من قبل الأحزاب الهندوسية المتطرفة.

 كيف تواجهون التحديات التي تأتيكم من قبل الأحزاب المتطرفة؟

الهند دولة ذات أغلبية هندوسية، ولكن الأحزاب المتطرفة مثل R.S.S وVHP وغيرهما لا تنوب عن الأغلبية كاملها، بل هذه فئة قليلة فأغلب غير المسلمين لا يسيرون مسيرتهم، بل ينتقدون أعمالهم الإجرامية وحركاتهم اللاإنسانية.

وأما الجماعة الإسلامية فتسير مسيرتها الدعوية بالحكمة والحذر وتتخذ سياسة عدم الصدام، ومسؤولو الجماعة على صلة دعوية مع هذه الحركات والأحزاب قادة وأتباعاً وتقوم بواجبها نحوهم، ولذلك تعد الجماعة الدعوة بين غير المسلمين من الأهداف النبيلة وتجعلها في خطتها الرباعية من أهم النشاطات وأولاها.

وفي هذا الصدد قررت الجماعة الإسلامية لولاية يوبي الشرقية عقد مؤتمر عام على مستوى الولاية تحت عنوان: \"كونوا قوامين بالقسط\" خلال 14 16شوال المكرم 1426ه الموافق 18 20 نوفمبر 2005م بمدينة أعظمكرة.

 

 هل هناك علاقة بين موضوع المؤتمر والأوضاع الراهنة؟

لا يخفى أن الإنسانية تعاني أنواعاً من الظلم والاعتداء في هذه الأيام في مشارق الأرض ومغاربها، فالحريات مسلوبة والحقوق الإنسانية منتهكة والشعوب مضطهدة والدول القوية قد شنت حرباً شعواء ضد الدول الضعيفة، وفي هذه الأوضاع القاسية فإن الحاجة ماسة إلى رفض هذا العدوان الغاشم والاعتداء الجارف، فالجماعة الإسلامية تريد بواسطة هذا المؤتمر أن ترفع صوتاً قوياً لإقامة العدل والقسط وإزالة الظلم والطغيان.

 

 هل قادة الحركة الإسلامية يشاركون في هذا المؤتمر؟

نظراً لأهمية هذا المؤتمر وأهدافه السامية فقد اهتممنا بالاستفادة من رجال الدعوة والإصلاح في داخل الهند وخارجها، وقيادات الحركة الإسلامية، وقد وجهت الدعوة إليهم للمشاركة وإلقاء كلماتهم القيمة فيه خاصة الدكتور محمد الشيخ محمود الصيام \"إمام المسجد الأقصى\"، المهندس مصطفى الطحان، قاضي حسين أحمد \"أمير الجماعة الإسلامية باكستان\"، الأستاذ مهدي عاكف \"المرشد العام للإخوان المسلمين\".

 

 كلمة أخيرة توجهونها إلى الأمة؟

أقول للأمة الإسلامية، قادتها وأبنائها، أن يجمعوا كلمتهم تحت راية الإسلام ويبذلوا جهودهم كلها في عرض الإسلام كبديل للبشرية كلها، وألا يغضوا أعينهم عن التحديات الموجهة للأمة الإسلامية.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply