دفاعاً عن المخيمات الدعويّة !


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا تزال بلادنا -المحروسة بعين الله- تسجل انتصارها على الإرهاب بكل صنوفه، الإرهاب المتطرف باسم الدين، والدين الحق منه براء، والإرهاب المتطرف باسم الفكر المتطور، والفكر السليم منه براء، وصعوبة المعادلة تجعل القدرة على حلها مؤشراً على الحكمة والبصيرة، وهما كفتا العدالة، والثبات على المبدأ مهما ازداد جنون العواصف..وهو ما نراه جلياً في تعامل دولتنا مع كلا الطرفين.

وأنت ـ في هذا العصر ـ إما أن تكون مفتاح خير أو مفتاح شر، أو مفتاحاً بالياً تجب تنحيته حتى لا يثقل الجيب، ويزيد من شتات الذهن حين يُبحث عن المفتاح الصالح.

والعجيب أن بعض كتاب صحفنا المحلية ارتضوا أن يكونوا مفاتيح للشر مغاليق للخير في الوقت نفسهº ففي حين يرعى أصحاب السمو أمراء المناطق ومحافظوا المحافظات في شرق البلاد وغربها مخيمات الإصلاح الصيفية، وفي حين ترتفع معدلات إنجازات هذه المخيمات وأعداد المقبلين عليها، ترتفع عقيرة بعض المخذّلين للمطالبة بعدم السماح بها سنتين أو ثلاثº بحجج شتى، منها ما يركب الموجة، فيتهمها أنها \"تفرخ الإرهاب\"، ومنها ما يدل على دخائل النفوس المريضةº التي تكره الدعوة إلى الله والدعاة إليها، فتقول: إنها لا تحتوي إلا على (الأنشطة الدعوية)، كبرت كلمة تخرج من أفواههم!! والله - تعالى -يقول: (وَمَن أَحسَنُ قَولاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسلِمِينَ) [سورة فصلت: 41/33].

وراحوا يسمون بعض المخيمات في المنطقة الغربية، ويعممون الأمنية الإبليسية على جميع المخيمات الصيفيةº والتي شهد بفضلها وحسن أدائها وسمو أهدافها وروعة نتائجها: أصحاب السمو الأمراء والفضيلة العلماء، وكل من استفاد منها من الآلاف المؤلفة الذين يقهرون الرطوبة والحر، ويجلسون في الخيام لطلب فائدة، أو للتعرض لموعظة، أو للترفيه البريء من فضلات الفضائيات الموبوءة، والمواقع الإباحية.

نسبة من الحضور هم من أصحاب الكبائرº كما يعترفون بذلك، بل كما شاهدتهم بنفسي، وقابلت بعضهم في قافلة الخير في الدمام و بوارق الخير في الأحساء، فإذا لم تتلقفهم هذه الأيادي المتوضئة.. فمن سيتلقاهم؟

هذه المخيمات تخرج كل عام آلاف التائبين وترعاهم طوال العامº ليتحولوا إلى مواطنين صالحين مصلحين عاملين من أجل مستقبلهم ومستقبل أسرهم، وليكونوا رجالاً للوطن الذي يرعاهم.

ولا أدري ماذا يريد هؤلاء الكتبة من وراء ما يكتبون؟ هل هو الصدّ عن سبيل الله جهاراً؟ ألا يكفيهم سلبيّتهم ونفعيّتهم؟

وماذا قدموا للوطن غير محاولة إثارة الفتنة والبلبلة بهذه الكتابات اليائسة أمام قبول ولاة الأمر، وأهل الحل والعقد، وفضلاء الوطن وشرفائه، وتدفق المستفيدين بالآلاف؟

إنهم يلمزون هذه المناشط الربانية مستفيدين من (وجع الوطن)º ليفرغوا ما حملت أدمغتهم من فكر ملوّث، وإذا أحسنا الظن ببعضهم، فيا ليت هذا (البعض) أن يكلفوا أنفسهم فينزلوا من برجهم الوهمي إلى واقع هذه الروضات الرضيّة، ليروا غير ما وهموا، فقد كنت بين الحاضرين في حفل افتتاح مخيم (بوارق الخير) في الأحساء، فشاهدت ـ كغيري ـ كيف برز العنصر الأكبر في هذا الحفل، وهو (الوطن)º حيث رفعت إدارة المخيم شعاراً يهتف من القلوب الهائمة بأرض الحب والنور (أحبك يا وطني)، وكان العلم السعودي الذي يحمل شهادة الحق وسيف العدالة يخفق على جانبي المسرح، والأفلام الوثائقية عن نهضة هذه البلاد ورعاية قادتها لمشروعاتها العملاقة، والأناشيد الوطنية، والكلمات الصادقة المخلصة.. كلها تحمل معاني هذا الحب الخالد في النفوس لبلاد الله في هذا الوطن الغالي..

الآلاف من المتطوعين يسكبون راحتهم وراحة أسرهم في كف العطاء السخي لأبناء هذا الوطن كل عام، في الوقت الذي يزجي غيرهم إجازته واقتصاد وطنه، وربما مروءته على شواطئ التيه هنا وهناك!! ثم تسكت عنهم هذه الأقلام؟!!

أيها المخذّلون.. كفاكم نكوصاً عن ميادين الخدمة والعمل الخيري الذي ملأه الأخيار ونفعوا به البلاد والعباد.. بينما لا نشاهد فيه أمثالكم.. لأنكم تعوّدتم ألاّ تفعلوا شيئاً دون مقابل.. ودعوا الذين يستمتعون ببذل أوقاتهم وراحتهم وأموالهم من أجل أن يهدي الله بهم رجلاً واحداً..

سلوا رجال مكافحة المخدرات.. والسجون.. والمرور.. وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل رجالات الأمن في كل القطاعات عن الآثار الرائعة لهذه المخيمات الهادفة.. ستجدون أنها تستحق أن تُدعم من ميزانيات معظم الوزاراتº لأنها ـ بالفعل ـ تقدم خدمة حضارية لا تُقدّر بثمن، وأنها توفر مبالغ طائلة باستصلاح هؤلاء الشباب، بدلاً من تركهم كما يطالب (المخذلون) يقتاتون من أفلام الرعب والإرهاب التي تضج بها الشاشات اليوم، أو تركهم فريسة في أيدي عصابات المخدرات والإجرام، أو تركهم خاماً ينقض عليه أهل الفكر المنحرفº فيفصلون منه خناجر تطعن خاصرة الوطن.. حماه الله من المجرمين والضالين والمخذّلين.. !

لمحة.. والحر تكفيه الإشارة:

الدراسات تؤكد أن 60% من الأحداث دخلوا السجن خلال الإجازة الصيفية!!

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply