المرأة الداعية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم ومسلمة. والدين النصيحة، لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث صحيح: \"بلغوا عني ولو آية\"، فهل يستطيع كل إنسان أن يكون داعية؟ بالطبع لا يستطيع! لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يختلف عن الدعوة إلى الله (وكذلك النصيحة وتبليغ آية)، فالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تذكرة سريعة وتنبيه صغير يقدمه أخ مسلم إلى أخيه حين يراه وقع في حرام لا لبس في حرمته أو تقاعس عن معروف لاشك في فرضيته، فهو لا يحتاج إلى علم واسع وكل مسلم عرف الإسلام حقاً يستطيع أن يأمر وينهى، والأمر والنهي يكونان في أمر جلي محدد. أما الدعوة إلى الله فإنها أدق من ذلك وأعمق، وهي مسؤولية أكبر وأعظم، وتحتاج إلى تمكن في الدين وإلى علم واسع، وإلى جرأة في الحق وإلى قوة في الشخصية وفي طريقة الطرح، فهل يملك كل إنسان أو كل داعية من دعاة اليوم هذه المقومات؟

بالطبع لا يملكها، ولكن أكثر الناس لا يعطون هذه المقومات حقها.

والمرأة كالرجل تستطيع أن تبلغ حديثاً بعينه سمعته ووعته وفهمته، أما الدعوة إلى الله فينبغي أن يتوافر للقيام بها بعض الشروط، منها ما هو ضروري ومنها ما هو تحسيني. أما الضروري: أن تكون متعمقة في العلوم الشرعية، ومتابعة للأحداث العالمية، تفقه الواقع وتدرك خبايا النفس البشرية، وأن تكون جريئة في الحق ولا تخشى بأس العادات والتقاليد الخاطئة، وألا تتجاوز حدودها فالناس يظنون الداعية فقيهةً، ويحسبونها عالماً في كل أمر فينهالون عليها بالأسئلة، فينبغي عليها ألا تقول إلا ما تعلمه حقاً. أما الشروط التحسينية والتي يفضل وجودها في الداعية: أن تكون قدوة في سلوكها ولباسها وفي إدارتها لبيتها، وأهم من هذا كله في تعاملها مع زوجها وتربيتها لأبنائها لتعطي كلامها قوة ودعوتها حياة. ومن كان في موضع المسؤولية يكون قدوة للناس، وموقعه هذا يفرض عليه الالتزام، وعدم الإسراف في التمتع بطيبات الحياة كما يفعل الآخرون.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply