الكتب والمؤلفات التي تحدثت عن دعوة الشيخ بإنصاف أو دافعت عنها ( 7 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم 

 

52- اسم الكتاب: تأثر الدعوات الإصلاحية الإسلامية بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

المؤلف: الدكتور وهبة الزحيلي

المولد: سوريا

 

المؤلف هو الدكتور وهبة الزحيلي وفقه الله- أُستاذ الفقه الإسلامي وأصوله بكلية الشريعة في جامعة دمشق، صاحب التصانيف الكثيرة، وأهمها تلك الكتابات الفقهية والرسائل في المصارف وغيرها …

 

أما عن رسالته التي أُفردت طبعاً وضمت لنظائرها، وكان لها من القبول ما الله به عليم..

 

يقول المؤلف في مقدمته:

(فإن الأمم كالأفراد يعتريها أحياناً فترات من الضعف والتخلف وتغمرها غاشية من الغفلة والركود، وتشيع في أرجائها مظاهر ساذجة من الجاهلية … فتترك الأمة العمل بالجوهر النقي، وتقعد عن تحقيق الغاية والهدف، وتعنى بالقشور والمظهر الأجوف، حتى يكاد يصبح ذلك المظهر الهش من الدين والدين منه براء، ويعظم نشاط أهله، حتى لكأنهم يمثلون الدين، وهم عن الدين الحقيقي بعداء.

 

وإذا ما تكلم ناصح، أو تأمل مخلص، أو اندفع غيور يدافع عن حرمات الله، سرعان ما اتهمه العوام والسطحيون وهم مع الأسف أكثرية- بالمروق، والشذوذ والعمالة لفئة ما، وعدّوا أنفسهم أهل الملة، وسدنة الشريعة وحماة الإسلام.

 

وعلى هذا النحو مرت بالمسلمين في فترة ضعف الخلافة العثمانية وما قبلها أزمنة حجب فيها صفاء الإسلام، وبساطته ونقاؤه وجوهره وقوته الحقيقية …….

 

ولكن فضل الله على الأمة كبير، إذ حفظ للمسلمين أصول الشريعة في القرآن والسنة الصحيحة، حتى تظل الشريعة حجة على العلم ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله))

 

وفي سبيل الحفاظ على الوحي الإلهي الأخير، يهيئ الحق - تبارك وتعالى - صوت الإصلاح الداوي بين الحين والآخر، وإن صاحبه بعض الأخطاء، لأن المصلح بشر، لتعهد الله - عز وجل - بحفظ الذكر المبين، فتثير حركة الإصلاح رعب الجبناء، وتقض مضاجع الأدعياء، وتهز أركان الجهل وكيان الجهلة، وتزلزل مواقع النفعيين: ((إن الله - تعالى - يبعث لهذه الأمة، على رأس كل مائة سنة، من يجدد لها دينها)).

ومما لا شك فيه، إنصافاً للحقيقة، لا إرضاءً لأحد، وعملاً بمبدأ القرآن العظيم: {ولا تبخسوا الناس أشياءهم} كان من أجرأ أصوات الحق، وأكبر دعاة الإصلاح، والبناء والجهاد لإعادة تماسك الشخصية الإسلامية وإعادتها لمنهج السلف الصالح: دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي) لتجديد الحياة الإسلامية، بعد ما شابها في أوساط العامة من خرافات، وأوهام، وبدع، وانحرافات، فكان ابن عبد الوهاب بحق، زعيم النهضة الدينية الإصلاحية المنتظر، الذي صحح موازين العقيدة الإسلامية الناصعة، وأبان حقيقة الوحدانية والوحدة والتوحيد الخالص لله - عز وجل -، وأن العبادة هي التوحيد، وحوّل الشراع رأساً على عقب، للعمل الكامل بالقرآن والسنة ونبذ مظاهر الترف والبدع، وتحطيم ما علق بالحياة الإسلامية من أوهام، والعودة إلى الحياة الإسلامية الأولى المبسطة التي لا تعرف غير الجهاد الدائم منهجاً، وقصد مرضاة الله مسلكاً، وألتزم أخلاق الإسلام قانوناً ومظهراً، وبروز دور العقل والفكر، والجد والعلم والاجتهاد فيما لا نص فيه أو ما فيه نص ظني، بغية تقدم الأمة، وتصحيح مسار حياة العامة التائه أحياناً، لأن دين الإسلام لا يعرف الخرافة والجهل والضلالة، فكانت أعمال ابن عبد الوهاب  وثبة وجبارة، وقفزة رائعة لتصحيح خطأ الناس في العقيدة والعبادة، في وسط شوهت فيه مبادئ الإسلام ومناهجه).

 

وخطة البحث هي كما قال:

(المطلب الأول:

من أين استمد ابن عبد الوهاب مبادئه، أو كيف تم تكوينه الشخصي، وكيف كان طريق الوثبة الإصلاحية عنده؟

 

المطلب الثاني:

أصالة المبادئ التي دعا إليها محمد بن عبد الوهاب وإسلاميتها.

 

المطلب الثالث:

آثار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب  في العالم الإسلامي أو انعكاساتها الصريحة المباشرة وغير المباشرة).

 

لقد أنطلق في مبحثه الأول مبيناً من الذين تأثر بهم الإمام محمد بن عبد الوهاب  في دعوته السلفية.. وعلى رأسهما إمام أهل السنة المبجل أحمد بن حنبل - رحمه الله - تعالى -

وكان المعلم الثاني الذي تأثر به هو شيخ الإسلام علامة الشام أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية - رحمه الله - تعالى - وكذلك تلميذه أبو بكر شمس الدين محمد بن القيم الجوزية - رحمه الله - تعالى -

 

يقول المؤلف:

(.. وأن مذهبه في العقائد هو مذهب جمهور المسلمين، فهو يمنع التقرب بالموتى ولو كانوا من أهل الصلاح والتقوى في حياتهم، وكان مذهبه في الفقه اتباع كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -) وإن كان حنبلياً أول أمره، ثم آل إلى مذهب أهل الحديث في تحرير المسائل والاتباع بالدليل، فمتى خالف المذهب دليلاً صحيحاً ضرب بذلك القول عرض الحائط فلا قول مع قول الله وقول نبيه - عليه الصلاة والسلام -.

 

يقول المؤلف:

(.. ولحرص ابن عبد الوهاب  الشديد على مبدأ التوحيد، وتطهير المجتمع الإسلامي من شائبة الشرك والبدع، سمي هو وأتباعه بـ\"االموحدين\" أو \"أهل التوحيد\" \"إخوان من طاع الله\" أو \"أهل الفرقة الناجية\".. سوماهم خصومهم بالوهابيين نسبة إليه، وشاعت التسمية الأخيرة بين الناس، وبخاصة الأوربيين، وأخطأ بعضهم فجعل هذه الحركة الإصلاحية \"مذهباً\" جديداً في الإسلام.. ).

 

ثم في المطلب الثاني ذكر أهم المبادئ التي قامت عليها دعوة الإمام محمد:

(1- الرجوع بالإسلام إلى ما كان عليه في الصدر الأول.

2- تخليص التوحيد مما شابه من شرك.

3- إنكار التوسل الممنوع شرعاً بالأولياء والصالحين.

4- طرح البدع والخرافات)

 

ثم فصل الدكتور عن آثار هذه الدعوة السلفية المباركة في أرجاء العالم الإسلامي..

وذكر أثرها في الجزيرة العربية..

وكذلك الهند قيام السلفيين بالجهاد ضد الإنجليز هناك ونشر الدعوة ومقاومة الأفكار الهدامة كالقاديانية وذكر رموزاً كحسن صديق خان ودور أهل الحديث في الدعوة وجهادهم بالسنان والأقلام..

وأثرها في سومطرة بإندونيسيا وقيام السلفيين هناك- بالجهاد ضد الهولنديين يقول المؤلف: (واستمرت المعارك والمناوشات بين المستعمرين وبين أتباع الدعوة الوهابية من السومطريين أكثر من ستة عشرة سنة).

وأثرها في المغرب والجزائر، ويتضح ذلك من خلال المجاهد المالكي سيدي محمد بن عبد الله (1757-1790م) وكفاحه ضد الصوفية والأشعرية … وذكر عدد كبير على رأسهم جمعية العلماء بالجزائر وعلى رأسها العالم المجاهد محمد البشير الإبراهيمي والشيخ المجاهد عبدالحميد بن باديس.. وقيام الجمعية والمجاهدين السلفيين بالجهاد ضد الفرنسيين وأعوانهم من المرتزقة المارقين الصوفيين التيجانيين..

ثم ذكر أثرها في تونس وليبيا وزنجبار والسودان ومصر..

وذكر أثرها في الشام وعلى رأسهم العلامة جمال الدين القاسمي والشيخ المجاهد كامل القصاب والعلامة محمد بهجت البيطار..

وأثرها في العراق وخـاصة على آل الآلوسي وعلى رأسهم نعمان ومحمود..

وأثرها في تركيا..

وأثرها في اليمن على يد الشوكاني ودعوته الإصلاحية..

وأثرها في عقل المثقف حيث يقول المؤلف: (يتجاوب المثقف العادي المتدين مع مبادئ ابن عبد الوهاب  لأنها مبادئ الفطرة، مبادئ الإسلام النقية..).

فيقول المؤلف بأنه تلك المبادئ ما أسرع الإقناع بها لأصحاب الفطر السليمة (فلا يجد المتحدث عن الإسلام أي صعوبة في إقناع مناظره بضرورة كون الدعاء مباشرة إلى الله - تعالى -، ونفي الوسائط، وعدم طلب حاجة من صاحب قبر ميت لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، والعمل بالقرآن والسنة أصلي الشريعة المستندين إلى الوحي الإلهي، ونبذ البدع والأساطير والتمائم والحجب إلا الرقية والشريعة، وعدم تقديس المزارات وأضرحة المشايخ وأعمال المتصوفة التي لم تعرف في عهد السلف الصالح، وغير ذلك، لأن العقيدة الإسلامية في أول عهدها كانت نقية صافية من أي شرك أو وسيط …).

 

جزى الله الدكتور وهبة الزحيلي على ما قدم وجعلها في موازين حسناته..

 

53- اسم الكتاب: المرأة في حياة إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب  

المؤلف: المؤرخ حمد الجــاسر

المولد: نجد

 

ومن لا يعرف المؤرخ والنسابة والأديب الكبير \"حمد الجاسر\" - رحمه الله - تعالى -؟! صاحب التصانيف العديدة والرسائل الجميلة والمقالات الآسرة والبحوث المفيدة.. لا أطيل بالتعريف به، فهو علم عند أهل التأريخ، وشامة في جبين الأدباء، ومحط نظر النسابين..

 

أما عن رسالته وبحثه فقد قدم بأهمية البحث التاريخي في جوانب عديدة، ومنها جانب تأثير المرأة.. ثم وقف مع المرأة في حياة الإمام وقال:

(وما أرومه في كلمتي هذه عن \"المرأة في حياة الإمام\" لا يعدو الإشارة إلى جانب من جوانب حياة الشيخ جدير بالدراسةº ولن يعدم الباحث المتعمق فيه من لمحات قد توضح له الطريق، فالوثائق الشرعية من أحكام ووصايا ووقف وقسمة عقار وهبات ونحوها، لا يزال كثير منها مما يتعلق بعصر السيخ وما بعده محفوظاً، وهي لا تغفل ما يتعلق بالنساء، وتعنى ببيان صلة القرابة، فهي لذلك من المصادر المهمة لمن يعتم بالنواحي التاريخية بصفة عامة.

 

……

ولعلي لا أغرب في القول عندما أقرر أن من أسس دعوة الشيخ محمد - رحمه الله - إنصاف المرأة، والدفاع عن حقوقها.

 

فقد كان بعض الناس في عهده يتحايل بطريقة الوقف أو الهبة أو القسمة لحرمان النساء من حقهن تحايلاً وصفه الشيخ في إحدى رسائله: [إذا أراد الإنسان أن يقسم ماله على هواه، وفرّ من قسمة الله، مثل أن يريد أنّ امرأته لا ترث من هذا النخل، ولا تأكل منه إلا حياة عينها، أو يريد تفضيل بعض أولاده على بعض، أو يريد أن يحرم نسل البنات.. إلى أن قال: ويفتي بعض المفتين أن هذه البدعة الملعونة صدقة برّ تقرب إلى الله، ويوقف على هذا الوجه قاصداً وجه الله].

 

ولا أريد أن أتعرض لبحث موضوع ليس من صميم ما أردت تناوله من الناحية التاريخية)

 

وبعد أن ذكر موقف من نصرة الإمام للمرأة التي أرادوا سلب حقها الشرعي بالتقاليد الجاهلية، ثم ساق موقف المرأة السلفية التي لا تقل نصرة للدعوة السلفية من الرجال.

 

يقول المؤرخ الأستاذ حمد:

(إن في واقع تاريخنا أمثلة حيّة لمشاركة المرأة في جميع الأعمال النافعة، حتى في مقارعة الأبطال، ومجالدة الأعداء بأدوات القتال، \"فغالية البقمية\" كان لشجاعتها وقيادتها الأثر العظيم في مؤازرة أنصار الدعوة حتى انهزم جيش طوسون بن محمد علي باشا في وقعة تربة سنة 1229 \"1813م\" ثم تصدّت مع المجاهدين لحرب جيش محمد علي غزا تربة ليثأر لهزيمة ابنه، بشجاعة نادرة، أثارت حفيظة الباشا الذي تمنّى أن يقدر على إمساكها بعد انهزام جيشها وذهابها إلى الدرعية سنة 1230 بعد هزيمة وقعة بسل، وقال عنها المؤرخ المصري محمود فهمي المهندس في كتاب \"البحر الزاخر\": وتكدر محمد علي باشا كثيراً من هرب غالية ونجاتها من يده، لأنه في اشتياق زائد لإرسالها إلى القسطنطينية، علامة وشهرة على نصره وظفره. انتهى).

 

ثم ذكر مثال آخر للمرأة السلفية:

(وقل مثل ذلك في سيدة شجاع انتضت السيف حتى أدركت الثأر من قاتل ابنها، ولولا ما حفظه لنا الشعر العامي والرواة المعاصرون من أمرها لكان نسياً منسياً، إنها السيدة لؤلؤة بنت عبدا لرحمن آل عرفج من أمراء القصيـم آل عليان من العناقر من تميم، التي قال عنها الأمير عبيد بن عي بن رشيد يذكر السيف-:

ليا عاد ما نرويه من دم الأضداد *** ودوه يم العرفجية ترويه

 

وتجد خبرها مفصلاً في كتاب \"بلاد القصيم\" للأستــاذ الشيخ محمد العبودي)

 

ثم بدأ بمن هنّ ألصق بأئمة الدعوة، بالشيخة موضي بنت ابن وهطان - رحمها الله - تعالى - زوجة الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - تعالى - وذكر من شأنها ما ذكر من نصرتها وسيرتها.. وما هي إلا حفيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها-

 

ثم تحدث عن داعية وشاعرة سلفية ابنة الإمام محمد بن سعود - رحمها الله تعالى -.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply