الحب في الجامعة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في جامعات كثيرة ـ للأسف ـ ينتشر التعليم المختلط، وتعاني في هذه الأجواء الطالبة الملتزمة بدينها. هذه المعاناة الشديدة تتمثل في الحفاظ على المبدأ والعفة والاحتشام في ساحات وفصول توجد بين جنباتها دعوات الإغراء عبر الكلمة واللباس، وغير ذلك، المباشرة وغير المباشرة. وما أكثر القصص المحزنة التي سمعناها نتيجة هذا التفلت الأخلاقي على الأسرة والمجتمع.

ومما يزيد الطين بلة: ما تمارسه الفضائيات من تحريض على التمرد على الأخلاق والفضيلة، وهدم الضوابط الشرعيةº بحجة التمدن والتحضر. وإذا كان الشباب يتعرض كل لحظة لهذا الغزو الثقافي في المساء، ويواجه في الصباح الفتنة مباشرةº فلكم أن تتصوروا النتائج!

السؤال الكبير هو: كيف يمكن للفتاة أن تكون في حصن حصين في ظل هذه الظروف المأساوية التي نعيشها؟ وكيف تحافظ على مكانتها وكرامتها وعفتها وحيائها؟ وكيف يمكن للشاب كذلك أن يحافظ على دينه في الوقت الذي لابد فيه من التعليم؟

وحتى نكون عمليين فإننا نوصي إخواننا وأخواتنا بالبحث عن الكليات والجامعات غير المختلطة في بلادهم، وإن لم توجد فتلتحق بأخفها ضرراً بحيث يكثر فيها الطيبون الحريصون على الخير، أو تلك التي تكثر فيها الأنشطة المحافظة.

ومع هذا، فإن الفتاة خصوصاً لابد لها وهي تدرس أن تحافظ على حجابها غير المتبرج، حفاظاً على نفسها وعلى الشباب، كذلك نوصيها بتقليل الاختلاط في الممرات والمطاعم، وأن يكون لها صحبة من أخواتها تتواصى وإياهن على إيجاد مصلى للنساء تقام فيه أنشطة حسب الإمكان.

ثم بعد ذلك يحرص الشباب على الاتصال بإدارة الجامعة من حين لآخر، مطالبين بحقوقهم في بيئة تعليمية محافظة، واقتراح بدائل تخفف على الأقل من الشر.

هناك قناعة لدى قطاع عريض من إخواننا وأخواتنا بأن الواقع لا يمكن تغييره، وأن بعض الأمور أضحت من المسلمات، وهذا أمر لا يصدقه الواقع ولا مجريات الحياة على كافة الأصعدة.. كل شيء يمكن أن يتغيرº بشرط صحة النية وبذل الجهد. اجتمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في دار الأرقم بن أبي الأرقم وكان بيته على الصفا التي تشتد حركة الناس منها وإليها، ومع ذلك اختار هذا البيت! لماذا؟ يجيب المباركفوري في الرحيق المختوم: \"لأن الأرقم لم يكن معروفاً بإسلامه، ولأنه من بني مخزوم التي تحمل لواء التنافس والحرب ضد بني هاشم، إذ يستبعد أن يختفي الرسول - صلى الله عليه وسلم - في قلب العدو، ولأنه كان فتى صغيراً عندما أسلم (في حدود 16 سنة)، إذ إنه في هذه الحالة تنصرف الأذهان إلى منازل كبار الصحابة\"اهـ.

 

هل يكفي هذا المثال النبوي لبيان الحاجة إلى التفكير لوضع حد لمشكلاتنا الكبيرة والصغيرة؟

عندما تتبلور الإرادة للخروجº ستفتح أبواب كثيرة!

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply