دفع المفاسد


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قاعدة «دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح» قاعدة أصولية صحيحة أقرها علماء الأمة وساروا عليها. ورغم تسليمنا بصحة العبارة إلا أن الواقع الإسلامي أساء استخدامها.

كثير من الأنشطة الإسلامية توقفت، والكثير من الأعمال الدعوية أُجِّلت اعتمادًا على فهم غير موفق للقاعدة، حيث فهم بعض الدعاة أن التخوف والتحرز هو الأصل وأن الانطلاق والإيجابية تستدعي الدراسة والتريث. بعض الأنشطة واضحة المعالم وأطرها محددة وآثارها السلبية غير مؤكدة ومع ذلك تجد التوقف وعدم الإقدام.

هناك هاجس أمني غير طبيعي يعشعش في أوساط بعض الدعاة وهناك ظنون سوداء تجاه الآخرين وتحفظات غير مبررة.

الكثير من الاجتهادات المبنية على القاعدة آنفة الذكر لا تنطبق عليها بشكل صحيح، حيث الاعتماد ليس على الوقائع، إنما على التوهمات والتخرصات في كثير من الأحيان.

المفاسد يجب أن تكون حقيقية ومؤكدة ومعلومة وأن يكون هناك سوابق وأدلة تثبتها وإلا فإن الأصل هو جلب المصالح وتعدية النفع على الأمة، خصوصًا في هذا الزمان الذي كثرت فيه مصادر الخلل فلا يدري المصلحون كيف يبدؤون ومن أين يبدؤون.

اليقين قد لا يتيسر لكن لابد من بذل الجهد واستقصاء المعلومات وجمع الأدلة والمسوغات، حتى لا تتحول القاعدة في دفع المفاسد إلى تراخي في أوساط الدعاة في التصدي للشر وأهله والوقوف الحازم أمام المخربين والمفسدين فضلاً عن المحاربين لدين الله والمعادين لأوليائه.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply