دور زوجة الداعية مع زوجها بين الواقع والمطلوب ، مواقف وتجارب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،،،

 

تجهل، أو تنسى وتغفل كثير من الزوجات الطيبات أنها مشاركة لزوجها في الأجر والعمل الذي يجريه الله على يديهº متى ما احتسبت، وهيأت له الجو المناسب في منزله لاستجماع قوته وأفكاره، وشجعته وصبرته، وقوت من عزيمته على المضي في دعوته، ونشاطاته الخيرية.

 

هذا الجهل، أو التجاهل أحيانًا، أو الغفلة والنسيان أسفر عن نتائج غير جيدة في علاقاته معها بل تسببت في زرع عوائق في طريق الداعية ومن ذلك:

 

1- كثرة التشكي منه بسبب بعده عن المنزل، أو تقصيره في طلباتها، أو من لعب أطفالها وأذاهم لها، أو من الجو والمناخ … وقد روى \'مسلم\' عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ قَالَ: شَهِدتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّلَاةَ يَومَ العِيدِ فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبلَ الخُطبَةِ بِغَيرِ أَذَانٍ, وَلَا إِقَامَةٍ, ثُمَّ قَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى بلالٍ, فَأَمَرَ بِتَقوَى اللَّهِ وَحَثَّ عَلَى طَاعَتِهِ وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُم ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ فَقَالَ: [تَصَدَّقنَ فَإِنَّ أَكثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ] فَقَامَت امرَأَةٌ مِن سِطَةِ النِّسَاءِ سَفعَاءُ الخَدَّينِ فَقَالَت لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: [لِأَنَّكُنَّ تُكثِرنَ الشَّكَاةَ وَتَكفُرنَ العَشِيرَ] قَالَ فَجَعَلنَ يَتَصَدَّقنَ مِن حُلِيِّهِنَّ يُلقِينَ فِي ثَوبِ بِلَالٍ, مِن أَقرِطَتِهِنَّ وَخَوَاتِمِهِنَّ.

 

2- كثرة الطلبات، وعدم مراعاة الأوقات المناسبة في طرحها أو طلبها.

 

3- عمل مقارنة ظاهرية بعيدة عن الوعي مغفلة أسرار البيوت غير مدركة للسلبيات، بين زوجها وأزواج أقاربها، أو صديقتها ومعارفها. وليتها عملت مقارنة مع كثير من البيوت التعيسة التي تعيش حياة الصخب والتهديد والضرب، والاعتداء من جراء المخدرات، أو الفضائيات، أو غيرها.

 

4- ضعف الأداء التربوي لأبنائهاº بحجة أن المسئولية تقع عليه أولًا.

 

5- فقدان البسمات الجميلة على وجهها بسبب تأخر زوجها، أو كثرة مشاغله.

 

6- إجراء المواعيد مع الأقارب والأحباب دون النظر إلى إمكانات زوجها في تحقيق مطلوبها.

 

7- سرعة التأثر بأحاديث النساء، وتصديقها لكل ما يقال.

 

8- التنكر لحسناته ومواقفه الطيبة معها.

 

9- الاهتمام بالمظاهر والزخارف الجوفاء.

 

10- عملية الإسقاط والإحباط لعزيمته بسبب دنو همتها: فهمته في الثريا بينما همتها في الثرى، فعلى حين يحضر البيت وكله هم من منكر وقع، أو واجب ترك، إذا هي مشغول بالها بموضة جدت، أو لباس أخطأ الحائك في خياطته.

 

والمؤمل من زوجة الداعية الواعية بعيدة النظر المستشرفة لمستقبل مشرق أن تتعامل مع زوجها بالتالي:

1- الدعاء له بالتثبيت أمامه وخلفه، وهذا من أقوى الأسباب في شد أزره، ولا يكلفك أختي الكريمة شيئًا.

 

2- القيام بشئون الأولاد، وعدم التشكي منهم أو كثرة الاتصال عليه وإخباره بما جرى منهم، فقد قالت خولة - رضي الله عنها - في بيانها: \' ولي منه أولاد إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إليّ جاعوا \'. دلالة على دور المرأة الرئيسي في التربية.

 

3- جمع الطلبات وتنسيقها وتحري الفرصة المناسبة له في قضائها، مع تذكيره بالاحتساب بها.

 

4- تذكيره دائما بأبواب الخير وإعانته عليها.

 

5- تصبيره، وتذكيره بالأجر والثواب، وحسن الصبر والمواصلة، متى رأت منه مللًا أو تشكيًا وتعبًا.

 

6- تحمل جميع أعباء البيت، وجميع ظروفه وأحواله، وعدم إخباره بما لا يسر أثناء سفره حتى لا تشل حركته.

 

7-مساعدته في جمع المعلومات، أو كتابة الموضوعات، أو الأفكار الجديدة، والقيام بالكتابة، أو الطباعة له إن قدرت على ذلك.

 

8- الاقتراب منه متى ما رأت منه ميلًا وإقبالًا عليها، وتترك له الفرصة في الابتعاد والانفراد في البيت، أو المبيت متى ما أحست رغبته في ذلك.

 

9- عدم عرض أي طلبات أثناء تعبه، أو شروده الفكري، أو أثناء مداعبته وحضور شهوته، والبعد عن الاستغلال المشين والقبيح لذلك.

 

10- الاهتمام بالمظهر الجميل، والهندام الأنيق ساعة حضوره للبيت.

 

11- تهيئة الجو المناسب لراحته ونومه بعيدًا عن ضوضاء الأطفال وضجيجهم.

 

12- التجديد والتغيير في مواقع الأثاث من البيت مما يعطي مناخًا مناسبًا للراحة النفسية.

 

13- القيام بصلة رحمه والاطمئنان على أحوالهم، فإن هذا يختصر كثيرًا من وقته، ويرضي عنه أقاربه.

 

14- حسن الاستقبال، بل الاستبشار بضيوفه، واحتساب الأجر في إكرامهم.

 

15- البعد التام عن الإسراف والتبذير في أي شيء من المستهلكات [الطعام، الماء، الكهرباء، اللباس وغير ذلك].

 

16- الصبر وعدم التشكي من كل عارض، أو وعكة صحية مع الاهتمام الشديد بالرقية أولًا، ومحاولة التخلص من الأدوية الكيماوية بقدر المستطاع.

 

من: \'دور زوجة الداعية مع زوجها بين الواقع والمطلوب: مواقف وتجارب\'

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply